مرصد عراقي: 25 ألف مختفٍ قسريًا أو مفقود في العراق
كشف المرصد العراقي لحقوق الإنسان، اليوم الاثنين، عن وجود نحو 25 ألف شخصٍ مختفٍ قسرًا أو مفقود في محافظات نينوى والأنبار وصلاح الدين، منتقدًا إجراءات الحكومة في الكشف عن مصيرهم، فيما أشار إلى أن داعش وجهات مسلحة يتحملان المسئولية.
وقال المرصد، في تقرير له اليوم، إن المئات من مدنيي مدينة الموصل الذين اعتقلهم تنظيم داعش، خلال سيطرته على المدينة، لم يُعرف مصيرهم حتى الآن، وأن مئات البلاغات وصلته من عوائل وذوي المفقودين تتحدث عن عدم معرفتهم مصير أبنائهم الذين اعتقلهم تنظيم داعش في سجونه، واختفوا أثناء عمليات التحرير.
وأضاف التقرير أن عدد المختفين قسريًا والمفقودين في محافظة نينوى وصل بين 12- 15 ألفا، وفي محافظة الأنبار تجاوز الستة آلاف، حسب المعلومات الواردة من لجان حكومية وبرلمانية، بينما الذين اختفوا وفُقدوا في محافظة صلاح الدين فتجاوزوا الأربعة آلاف مدني، مشيرًا إلى أن من بين عشرات الآلاف المفقودين والمختفين قسرًا قدمت 6500 عائلة فقط بلاغات رسمية عن فقدان أبنائها، بينما تخشى عشرات الآلاف منها الذهاب والتبليغ لأسباب عدة، أبرزها الأمنية والاقتصادية، بينما هُناك من يعتقد أنه لا فائدة من هذه البلاغات فتراه يتردد في ذلك.
ونقل التقرير عن امرأة، تُدعى أم فلاح، تقول إن ابنها الذي يبلغ من العُمر 33 عامًا اختطفه تنظيم داعش اثناء سيطرته على المدينة بحجة التخابر مع القوات الأمنية العراقية، وبعد أن حُررت المدينة لم يعرفوا مصيره، هل قُتل أم أنه ما زال على قيد الحياة.
وأضافت: في كل يوم نبحث ونطرق أبواب السلطات الأمنية لمعرفة مصير ابننا لكننا لم نلق أي جواب، وكل المسئولين الذين زارونا تحدثنا إليهم ووعدونا بمعرفة مصيره، لكنهم حتى الآن لم يُقدموا أي شيء مما وعدوا به.
وطبقًا للتقرير، فإن سجون تنظيم داعش، الذي سيطر على مدينة الموصل ثلاث سنوات، كانت مكتظة بآلاف السُجناء الذين تعرض بعضهم للقتل قبل تحرير المدينة، بينما بقيت النسبة الأكبر في السجون حتى قبل بدء العمليات العسكرية قبل أيام، مشددًا على أهمية معرفة مصير هؤلاء الذين فقدوا، فلا دليل حتى الآن على أنهم قُتلوا، كما لا يُستبعد أن يكون التنظيم قد أعدمهم أثناء المعارك، لكن لا أدلة تؤكد ذلك.
ووثق التقرير عن امرأة في مدينة الموصل قولها إن تنظيم داعش اعتقل ابنها، واسمه علي داوود، عام 2016 في منطقة وادي حجر، عندما قام بحملة ضد المنتسبين في مؤسسات الدولة العراقية، مبينة أن شقيقها اختطفه داعش أيضًا في عام 2014 بتُهمة عدم الالتزام بأوامر التنظيم، لكنها لم تعرف مصير الاثنين حتى الآن رغم المناشدات التي أطلقتها هي والعشرات من نساء الموصل.
وتحدثت عن أن 3 أشخاص من عائلات المفقودين يعتقدون بوجود أبنائهم في معتقلات تابعة للقوات الأمنية العراقية، فعندما أوشكت المعارك على الانتهاء كان المعتقلون في سراديب تنظيم داعش لكن مع دخول القوات الأمنية للمنطقة اختفوا.
وأضافت: نخشى أن يكونوا قد اتهموا بالانتماء لتنظيم داعش ويبقون في السجون طويلًا.. نُريد معرفة مصيرهم الآن لنتصرف في كيفية إثبات براءتهم إن اتهموا بالانتماء لداعش أو معرفة مكان تواجدهم.
ودعا المرصد رئيس الوزراء، عادل عبدالمهدي، للعمل على معرفة مصير الأشخاص الذين فقدوا أثناء العمليات العسكرية، وعدم ترك مصيرهم مجهولًا من دون اتخاذ الإجراءات التي تُساعد ذويهم على الوصول للحقيقة.
وقال المرصد أيضًا إن من حق عوائل المفقودين الوصول للحقيقة فيما يخص مصير أبنائهم، فليس من المعقول أن يُترك المئات أو الآلاف من المدنيين مفقودين دون معرفة حقيقة ما حدث لهم، لافتا إلى أن المئات من المدنيين الذين فقدوا في محافظة نينوى لا يُعرف مصيرهم حتى الآن، ولم تُعلن الحكومة العراقية عن أي إجراءات للوصول إليهم، ولا كذلك الآلاف الذين فُقدوا في الأنبار وصلاح الدين أيضًا.
وبين أن أكثر من 600 شخص فقدوا في يونيو عام 2016 لا يُعرف مصيرهم حتى الآن، ولم تكن هناك متابعات حكومية لتتبع آثارهم، مما يشكل صدمة حقيقية بالنسبة لذويهم الذين ينتظرون الحصول على معلومات وإن كانت سيئة عن أبنائهم.