الإخوان تهدد بوقف دعم قيادات الجماعة الإسلامية في تركيا
سادت حالة من الغضب داخل جماعة الإخوان بسبب موجة الهجوم التي تتعرض لها من قبل قيادات محسوبين على الجماعة الإسلامية، خاصة عاصم عبدالماجد، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، وطارق الزمر، رئيس حزب البناء والتنمية السابق.
وعلم "أمان"، من مصادر مقربة من جماعة الإخوان الإرهابية، أن حالة الاستياء ازدادت خلال الأيام الماضية نتيجة منشورات عبدالماجد والزمر الأخيرة، خاصة ما ذكره الزمر حول أن المعزول مرسي كان من الممكن أن ينشق عن الإخوان لو استمر في الحكم، وأكدت المصادر أن هناك نية لوقف الدعم الإخواني لقيادات الجماعة الإسلامية لهذا السبب.
وأشارت المصادر إلى أن طه الشريف، رئيس اللجنة الإعلامية بحزب البناء والتنمية الذراع السياسية للجماعة الإسلامية، عقد مقارنة بين موقف قادة الجماعة الإسلامية بشأن مواقفهم من مبادرة وقف العنف عام 97، وموقف الإخوان من شبابها المحبوسين، وهاجم قادة الإخوان الذين لم يتحملوا مسئولية أعضائهم السجناء، على حد تعبيره.
وكتب الشريف مقالا بعنوان "جددت شكري لقادة الجماعة الإسلامية"، يحمل هذه المعاني، حيث قال فيه: "تابعت عبر وسائل الإعلام تصريح إبراهيم منير، نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين، المقيم بالعاصمة البريطانية لندن، وجاء في تصريح الرجل وحيثيات كلامه توبيخه للشباب ممن يبحثون عن مخرجٍ لأزمتهم بالسجون، وقد أثار تصريحه موجة استياء وتعجب واسعين، ليس داخل جماعة الإخوان وحدهم ولكنه امتد إلى خارجها من المتابعين والمراقبين بل والمتربصين ممن كانوا أكثر تشفيًا لذلك الموقف غير المسئول! من قِبل قيادي بهذا الحجم من الجماعة يفترض أنه يحمل همّ إخوانه وأبنائه بل وبناته من المغيبين والمغيبات خلف جدران السجون والمعتقلات".
وأضاف في مقاله: "تذكرت على الفور قادة الجماعة الإسلامية المباركين من أمثال الشيخ كرم زهدي ود. ناجح إبراهيم، والمهندس أسامة حافظ والراحل الشيخ عصام الدين دربالة، وإخوانهم ممن تحملوا المسئولية أمام الله، عز وجل، ثم التاريخ، ليتركوا خلف ظهورهم ما حرص عليه غيرهم من المجد الزائف والمديح المُضلِل للعامة والخاصة باستخدام العبارات الزاعقة والخطب الرنانة التي تدغدغ المشاعر ولا تواسي امرأة عجوزًا ولا زوجة مكلومة ولا أبناءَ صغارًا يشتاقون إلى ذويهم من الآباء والأبناء والأزواج".
وتابع: "لله درُّ هؤلاء جميعا من قادة الجماعة الإسلامية حينما استحضروا فعل الصادق المصدوق "صلى الله عليه وسلم" وهو يبرم صلح الحديبية مع مبعوث قريش "سهيل بن عمرو"، ورسول الله صلوات الله وتسليماته عليه يوافق سهيلَ وكان حينها على دين قومه في شطب جملتين عظيمتين هما "الرحمن الرحيم، ورسول الله"، رغم اعتراض علي بن أبي طالب وغضبه، والذي كان يكتب الوثيقة بيديه، إلا أنه صلى الله عليه وسلم يُمضي ما أراده سهيل بن عمرو، ثم يكافئه ربه بتأييده وإنزال البشارة عليه بآيات صورة "الفتح" تعضيدًا للصلح الذي سطره مع قريش".
واستطرد في مقاله: "لله درُّ هؤلاء جميعا من قادة الجماعة الإسلامية حينما تمثلوا فعل الحسن بن علي، رضي الله عنهما، حينما رضي بالصلح مع معاوية بن أبي سفيان وتنازل له عن الخلافة رغم مزايدة الحمقى ممن كانوا يرمونه بقولهم: يا عار المسلمين! وهو يبادرهم بقوله: العار ولا النار! ليتحقق به قول جده، صلى الله عليه وسلم: "إن ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين" سلامٌ على قادة الجماعة الإسلامية ممن تحملوا سفاهة السفهاء من المزايدين والمشككين الذين آلمهم انتهاء الصراع بين أجهزة الدولة والشباب المبارك، سلامٌ على قادة الجماعة الإسلامية نجدد لهم الشكر ونثني على فعلهم وعلى تجردهم لله ثم للوطن كلما توالت الوقائع وتتابعت الحوادث لتثبت للقاصي والداني أن تلك الثلة المباركة من الشيوخ وتابعيهم من الشباب لا يرجون بعدما أمضوا زهرة شبابهم إلا رضى الله، عز وجل، وحقن دماء المسلمين ورفعة بلادهم العزيزة عليهم مصر".
كل هذا الهجوم جعل قادة الإخوان- وفقا لمصادر مقربة من الجماعة- تهدد برفع دعمها عن أي من قيادات الجماعة الإسلامية في تركيا يفكر في انتقاد الجماعة أو قادتها، خاصة أنهم ليس من شأنهم التدخل في الشأن الداخلي للتنظيم.