الخميس الأسود
فى يوم يوصف بالخميس الأسود فى تاريخ تونس، بينما الرئيس التونسي "الباجي قايد السبسي" يصارع الموت، ورئيس البرلمان هو الآخر يصارع من أجل البقاء فى أحد مستشفيات العاصمة بعد إصابته بأزمة صحية هو الآخر، وقوى الظلام والإرهاب تنهش فى شوارعها بتفجيرات مرعبة يشيب من هولها الولدان، وأحداث العنف لا تهدأ صولتها ما بين التهديد والوعيد ببقر البطون وحرق الجلود وقطع الرءوس وسبى النساء والأطفال.
وبينما الأحزاب والقوى السياسية فى سكرتها السياسية، تحاول حركة النهضة استغلال انتشار شائعة وفاة الرئيس التونسي للانقضاض على السلطة بسبب وعكة صحية ألمّت به يوم الخميس الماضى.
وليس من المستبعد أن تكون حركة النهضة قد روجت لشائعة وفاة الرئيس الباجي قايد السبسي، حيث استغلت أحداث العنف والعمليات الإرهابية التى وقعت يوم الخميس الماضى، والتى تزامنت مع أزمة الرئيس الصحية.
لقد انتهزت الحركة أزمة الرئيس الصحية وغياب رئيس مجلس النواب "على الناصر" وبعض الثغرات فى الدستور التونسي للانقضاض على الحكم فى تونس، وذلك بمحاولتها الانقلاب على رئيس البرلمان، وتصعيد نائبه "عبدالفتاح مورو" وأحد قادتها بالحركة رئيسا للبرلمان، والذى ينص الدستور التونسي على توليه منصب الرئيس مدة زمنية أقلها 45 يوما وأقصاها 90 يوما لحين إجراء انتخابات رئاسية جديدة.
وتؤكد أحداث الخميس فى تونس أن ثمة رغبة لدى بعض القوى السياسية، وفى مقدمتها حركة النهضة، الطامعة لتغيير معادلات السلطة داخل تونس لصالحها، وذلك خلال محاولاتها المستميتة الالتفاف على خطوات انتخاب أعضاء للمحكمة الدستورية، وتعويضها بالهيئة الوقتية لمراقبة دستورية القوانين.
وما يؤكد سعى الحركة وحرصها على استغلال الحدث التونسي لصالحها هو طلب أعضاء حركة النهضة بالبرلمان التونسي عقد اجتماع عاجل بالبرلمان، يضم رؤساء الكتل البرلمانية وأعضاء مكتب البرلمان، في غياب رئيس البرلمان "على الناصر"، واقترحوا أن يترأسها نائب البرلمان وأحد قادتها "عبدالفتاح مورو"، مما أثار الشك فى نوايا الحركة لدى القوى السياسية وأعضاء البرلمان التونسي.
ومما أثار الريبة فى موقف الحركة أن من قامت بترويج شائعة وفاة الرئيس "الباجى قايد السبسي" هى ابنة رئيس حركة النهضة التونسية "راشد الغنوشي"، "انتصار الخريجي الغنوشي"، بشدة وبصورة مريبة وغير مبررة، عبر حسابها على مواقع التواصل الاجتماعي.