أزهريون: محمد صلاح يمثل نموذجا رائعا للمسلم الحق
تلقى الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، اتصالًا هاتفيًا من محمد صلاح، لاعب منتخب مصر وليفربول الإنجليزي، مساء الثلاثاء، وأعرب اللاعب خلاله عن تقديره لفضيلة الإمام وسعادته الغامرة بالحديث إليه.
من جهته، رحب فضيلة الإمام الأكبر باتصال صلاح واصفًا إياه بالابن الخلوق، والقدوة المتميزة للشباب، موصيًا إياه بعدة وصايا جاء نصها: «أنصحك بالتمسك بالتواضع دائمًا، فهو سبيلك إلى الارتقاء أكثر وأكثر، وأن تُداوم على إسداء الخير وحب الفقراء ومساعدة الضعفاء»، مشيدًا بأخلاقه وتمثيله المشرف للمسلم الذي يعيش بالمجتمعات الغربية، داعيًا له بالتوفيق والحفظ والسداد.
في نهاية الاتصال، وعد صلاح فضيلة الإمام الأكبر بالبقاء على العهد والتمسك بوصايا فضيلته، وأنه سوف يجتهد دائمًا ليكون عند حسن ظن فضيلته ومحبيه وداعميه وأهله ووطنه.
من جهته، عقب الدكتور مختار مرزوق عبدالرحيم عميد كلية أصول الدين السابق، علي اتصال اللاعب محمد صلاح بالإمام الأكبر، قائلًا: إن التجربة التي قام بها اللاعب محمد صلاح في نشر الدين والأخلاق عن طريق الإلتزام الأخلاقي والديني منه شخصياُ هي طريقة إسلامية صحيحة يعبر عنها قول الله تعالي عن النبي (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)
وأضاف مرزوق في تصريحات لـ"أمان": أن تجربة اللاعب المصري مكررة في كثير من الناس الذين رأيناهم نشروا الفضيلة بأخلاقهم وألسنتهم العفة وندكر منهم علي سبيل المثال الرياضي الكبير واللاعب الشهير محمود الخطيب فقد كان يمتاز بأخلاقه وكان مثالاُ للتواضع في حياته.
وتابع: وتقول كتب التاريخ أن الإسلام انتشر في كثير من البلاد الأفريقية عن طريق القدوة الحسنة التي كانت موجودة في التجار المسلمين الذين كانوا يجيبون مشارق الأرض ومغاربها وكانوا يمتازون بالصدق والأمانة فقد غير المسلمين يسألون ما حال هؤلاء التجار فلم يعرفون أنهم يدينون بدين الإسلام إذا بهم يدخلون في الإسلام.
وأشار "مرزوق" إلي أنه من المعلوم أن المشاهير يتأثر بهم كثيرًا من الناس، فمحمد صلاح كلاعب ماهر يجيد فن الكرة حينما يكون ملتزماُ بالأخلاق فإن هذا سيدع الشباب إلي الإلتزام بالأخلاق والتدين لأنهم يرون هذا اللاعب مثال صالح لهم.
وأكد عميد أصول الدين السابق، علي أننا يجب أن نشد علي يديه وندعو جميع لاعبي الكرة أن يكونوا كذلك بل ندع كل المشاهير من الفنانين ومن الرياضيين، إلي أن يلتزموا بأخلاق الإسلام العالية التي تحبب الناس في التدين الصحيح لأنه كما هو معلوم أن الناس يتعلمون من الأخلاق العملية أكثر من النظرية، لا سيما إذا خالفت الأقوال الأفعال، كما هي حال بعض الناس في هذا الزمان فحين إذ لا تكون للأقوال قيمة في نظر المجتمع.
ومن جهته، قال الدكتور أحمد لطفي أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر، أهتم الإسلام بالرياضة وبناء الأجسام، ولم يمنع الإسلام أن تكون الرياضة مصدر رزق للإنسان ما دامت تتم وفق قواعد منظمة، ويتجنب فيها اللاعبون ما يؤدي إلى النيل من دينهم وأخلاقهم، والمنافسة هي أساس الرياضة في أغلب مجتمعات اليوم.
وأضاف لطفي: أما عن اللاعب المصري محمد صلاح فهو يمثل نموذجا للاعب المسلم بحق، فقد منحه الله الموهبة وتوجها بحسن الخلق الذي كان عاملًا مهما من عوامل حب الغرب له، فلم يكن فقط مجرد لاعب له مهاراته، وإنما اتسم عن البقية بأخلاقه، التي استمدها أساسًا من عقيدته، فعندما تجد الجماهير داخل الملاعب وخارجها يهتفون له، ويرد اسم الإسلام في هتافاتهم، فاعلم جيدًا أنهم رأوا فيه أخلاق الدين الذي ينتمي إليه محمد صلاح مع أنه عاش في الغرب، وما أدراك ما الغرب تجد أنه لم يتأثر بزخارف ما هم فيه، وإنما ظل محتفظًا بأخلاقه وعاداته الإسلامية، وهذا دليل على اعتزازه بدينه الذي ينتمي إليه.
وتابع لطفي:هذا اللاعب المسلم يظهر للعالم كله أن الإسلام ليس دين العنصرية، ففرحته عند النصر مع زملائه من غير المسلمين، ومع جماهير فريقه الذي يلعب له تؤكد سماحة هذا الدين، وتظهر للدنيا بأسرها أننا لسنا إرهابيين، فعندنا من الأخلاق ما يجعلنا نتكيف مع الآخر ويتكيف معنا الآخر.
وأردف قائلًا: لا أستغرب عندما أجد هذا السيط الواسع وتلك الشهرة الكبيرة التي تحصل عليها محمد صلاح، فذاك ليس إلا مكافأة من الله تعالى له، فهو على ما يذكر عنه بار بأهله، محسن مع أهل بلده، محب لوطنه.
وأشار إلي أنه كان التجار في الماضي والحاضر اعتبروا أحد أهم وسائل انتشار الإسلام، فلماذا لا يكون الرياضيون كمحمد صلاح وغيره من العرب المسلمين بأخلاقهم وسيلة لنشر هذا الدين، فيفوزوا بالحسنيين، يفوزوا بالأموال التي يتحصلون عليها وحب الناس لهم، ويفوزوا برضوان الله عز وجل في الآخرة.
وأستطرد: ما المانع أن يظهر اللاعبون المسلمون في المحافل الدولية ويبرعوا ويتميزوا ويقفوا جنبًا إلى جنب مع غيرهم ممن ليسوا على ملة الإسلام، فلسنا أقل منهم.