هل ما زال داعش يشكل خطرًا إقليميًا؟
قدّم سام هيلر، باحث في شئون الحركات المسلحة، حول التنظيمات المسلحة غير الحكومية لدى "مجموعة الأزمات الدولية"، لمحة عن عمليات داعش الأخيرة بعد هزيمته في سوريا، في الربيع الماضي، والقضاء على خلافته المزعومة.
استهل هيلر مقاله، في موقع "وور أون ذا روكس"، بالإشارة إلى أنه رغم خسارته "خلافته" في العراق وسوريا، واصل داعش عملياته وإن بصبغة معدلة وموجزة، وفي كلا البلدين، لجأ داعش لممارسة حرب عصابات، وشن هجمات إرهابية دورية، كما أنشأ "ولايات" في نيجيريا وأفغانستان وفي مناطق أخرى، حيث تتشكل معظمها من حركات محلية متشددة أعلنت ولاءها لداعش، وتبنت رمزية الحركة العالمية، وفي بعض الحالات، تبدو تلك الحركات وكأنها استفادت من تجربة داعش، وإن كانت تواصل العمل بشكل مستقل.
إلى ذلك، كانت هجمات سريلانكا أشد مزاعم داعش تحديدا بشأن استمرار أهميته في فترة ما بعد الخلافة، ويرى كاتب المقال أنه لا يزال من غير الواضح الدور الدقيق لداعش، كتنظيم عابر للحدود، في التخطيط لهجمات، لكن فيما نفذ تلك الهجمات متطرفون سيريلانكيون، يوحي تعقيدها وتنفيذها بنجاح بتلقي منفذيها بعض الدعم والإرشاد الدولي.
ولكن كيف استطاع داعش التخطيط لهجوم بذلك الحجم، حتى بعدما هزم في آخر معاقله البرية؟ ولا يزال التنظيم صامدا بعناد في سوريا والعراق، إلا أن قوته تقلصت إلى حد بعيد، ولم يعد لديه عاصمة فعلية كالرقة في سوريا، التي استطاع أن ينشئ فيها بنية تحتية إدارية وتقنية، ومنها استطاع التخطيط لـ"هجمات خارجية"، ومن ثم إدارتها، وأصبح معظم أعضاء داعش هاربين يختبئون في الجبال والصحاري.. فإن كان داعش كتنظيم خارج مناطقه ما زال له يد في هجمات سريلانكا، فما هو الخطر الإقليمي الذي يمثله التنظيم الآن؟
يقول الكاتب إن مؤتمرا صحفيا لم يذكر كثيرا، أجراه في 2018، وزير الداخلية اللبناني السابق نهاد المشنوق، يعطي بعض القرائن.. فقد عرض المشنوق، بشفافية استثنائية، تفاصيل عملية قامت بها قوات الأمن اللبنانية عبر عميل مزدوج حاول مدربه من تنظيم داعش في مدينة إدلب السورية توجيهه عن بعد لتنفيذ هجمات في لبنان، وكشف العرض الذي قدمه المشنوق كيف يمكن لداعشي يقيم في منطقة بعيدة أن يكون متحفزا لتنفيذ عمليات، ويوحي العرض كيف يمكن لنا إدراك مسئولية داعش عن تلك الهجمات.