تعرف على الفرق بين داعش والقاعدة من الناحية الإعلامية
منذ ظهور تنظيم داعش وسيطرته على مساحات شاسعة في سوريا والعراق، لم يكف عن استخدام أداته الإعلامية للترويج لقوته الوهمية ولجذب عناصر جدد إليه وخاصةً من الشباب، فضلًا عن التوثيق المستمر للعمليات الإرهابية التي يشنها من وقت لأخر كمحاولة لإثباث أنه لايزال قائمًا ولم ينتهي.
ورغم أنه في اعقاب الثورات العربية انتشر عدد لا حصر له من التنظيمات والفصائل المسلحة في أكثر من بلدًا عربي وافريقي واسيوي، إلا أن تنظيم داعش استطاع خطف الاضواء لتتوجه جميعها عليه بعدما كانت مسلطة على تنظيم القاعدة (التنظيم الأول للفصائل المسلحة وعلى رأسها داعش).
والسر في هذا الضجيج الإعلامي الذي انتجه التنظيم والهالة التي لا تغيب عنه، هو استغلال إداته الإعلامية بشكل جيد وتدريب عناصره باستمرار على التعامل مع التكنولوجيا، فضلًا عن انضمام بعض محترفي التكنولوجيا إليه، وخاصةً الشباب الذين يجيدون التعامل والتواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك، تويتر، وتليجرام، وغيره).
ومع أن تنظيم داعش ولد من رحم القاعدة إلا أنه تفوق عليه في كافة المجالات، وتحديدًا الجانب الإعلامي، حيث تخلى التنظيم عن النمط التقليدي الذي حافظت عليه القاعدة في إصدارتها طيلة السنوات الماضية، والتي عادة كانت تقتصر حديثها لأنصاره عبر زعيم التنظيم سواء كان أسامة بن لان ( الزعيم السابق لتنظيم القاعدة) أو ايمن الظواهري (الزعيم الحالي لتنظيم القاعدة)، حيث أصبح العنصر الأساسي الذي يستعين به داعش في أغلب إصدارته الشباب والذي يكون الإصدار عبارة عن رسائل من افواههم لباقي الأنصار.
بالإضافة إلي ذلك وحسب اعترافات قيادات تنظيم حراس الدين (أحد الفصائل المسلحة التابعة للقاعدة في الشمال السوري) على منابرهم الإعلامية على مواقع التواصل الاجتماعي، فأن تنظيم القاعدة فشل في استخدام الإداة الإعلامية للترويج لافكار التنظيم وتجنيد أكبر عدد من العناصر إليه، في حين نجح "داعش" رغم الحرب الإعلامية والحجب المتواصل لمواقعه وقناته في نشر افكاره وبث فيديوهات بصفة مستمرة عن عملياته.
وأشار "حراس الدين" الموالي لتنظيم القاعدة، أهمية الدعاية الإعلامية وتأثيرها على الافراد، ومساعدتها في انتشار وتمدد التنظيم، لافتًا إلي أن تنظيم داعش استطاع توظيف الطاقات والعمل بشكل علمي واستغلال الكودار غير المنتمين إليه ووظفهم بشكل جيد.
وأكد حراس الدين أن السبب في التراجع الإعلامي للقاعدة يكمن في توقع وخمول قياداتها وعدم نجاحهم في استقطاب كوادر جدد عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
كما رأي حراس الدين أن تنظيم القاعدة لا يجيد التعامل بشكل جيد مع عمليات حجب القنوات والقراصنة المتواصلة التي تلاحق الصفحات التابعة للتنظيم على مواقع التواصل الاجتماعي، هو ما يجيده داعش حيث استطاع أن يتغلب على هذه المعوقات لينشر إصدارته وبياناته لأنصاره، بينما "القاعدة" استسلمت للحرب الالكترونية التي تشن من فترة لأخر عليها، وقبلت بالخضوع حسب ما قاله "حراس الدين".