بمناسبة يوم اليتيم.. مركز الأزهر يخصص عددًا من الفتاوى عن أحوال اليتيم
خصص مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عددًا من الفتاوى عن اليتيم، وأحواله وأمواله، وكيفية التصرف فيها، وذلك بمناسبة الإحتفال بيوم اليتيم.
ونشر مركز الأزهر للفتوى العالمية، عددًا من الفتاوى عبر موقعه الرسمي بموقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، ورد على عدد من الأسئلة التي وجهت له، حيث أوضح أنه لا يجوز لولي اليتيم أن يأخذ شيئًا من ماله إلا بحق شرعي فقط، لأن هذا المال الذي خُصص ليتيم يكون ملكًا له، ويُصرف في مصالحه، ولا يجوز لأحد أن يأخذ منه شيئًا.
وأوضح مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية، إن كان الشرع الحنيف قد رخّص للقائم على شئون اليتيم والنَّاظر في مصالحه أن يأكل من ماله بالمعروف إن كان فقيرًا مقابل ما يقوم به من شئونه؛ لقوله تعالى: ﴿وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [النساء: 6]، وعلى هذا؛ فيجوز لوليِّ اليتيم الذي يرعى شئونه أن يأكل من ماله بالمعروف إذا احتاج إلى ذلك.
وعن الإستثمار في مال اليتيم من قبل وليه، أكد مركز الزهر للفتوى، أن الإسلام حثّ على استثمار أموال اليتامى والإتِّجارِ بها؛ ويدل على هذا ما ورد عن عمر رضي الله عنه موقوفًا: «اتَّجِرُوا بِأَمْوَالِ الِيَتَامَى، وَأَعْطُوا صَدَقَتَهَا»، منوهًا إلى أن الولي إن خاف ضياعَ المال للمخاطرة به حفِظَ أصله، وقام بحقِّه إلى أن يكبَر اليتيم ويتولى شأنه بنفسه.
وعرّف مركز الأزهر للفتوى اليتيم، وكيفية كفالته، حيث أوضح أن اليتيم هو من مات عنه أبوه وهو جنين في بطن أمه، أو صغير لم يبلغ الحلُمَ، ويستمر وصفُه باليُتم حتى يبلغ أشُدَّهُ، وكفالة الأيتام باب من أبواب البرِّ العظيمة، قليل من يفطن لفضله وشرفه.
وشرع المركز في وصف كفالة اليتيم، إذ نوّه إلى أن كفالة اليتيم تكون برعايته وتعهده بما يُصلحه في نفسه وماله ابتغاء الأجر من الله عز وجل، والأفضل للكافل أن يستمرَّ في الإنفاق على مكفوله حتى يستقل بشئونه ويستطيع الإكتساب بنفسه؛ فالكفالة باقية ما بقيت الحاجة إليها، وأجْرها مُستَمِرٌّ ما دام مُقتَضِيها باقيًا.
وأكد مركز الأزهر للفتوى أن الإسلام حفظ أموال اليتامى بنظام تشريعي متكامل، ودعا إلى صيانتها حتى يستطيعوا أن يقوموا عليها بأنفسهم حين يكبروا، كما حرّم الإسلام كل صور الإستيلاء على الأموال بالباطل، وخصّ مال اليتيم بمزيد من الحفظ، فتوعد من اعتدى عليه بشديد العقوبة.
وأوضح المركز، أن الرحمة بالصغير خلق إلسلامي راق، ويتأكد إذا كان الصغير يتيمًا، حيث قال الرسول "من لم يرحم صغيرنا ويعرف حق كبيرنا فليس منا"، منوهًا إلى أن الرحمة باليتيم تزيد الإيمان، وتثقل الميزان، فقد شكا رجل إلى رسول الله قسوة قلبه فقال له "إن أردت أن يلين قلبك، فاطعم المسكين وامسح رأس اليتيم".