صراع داخل "الإرهابية" بعد تصويت حزب إخواني لمعارضي أردوغان.. وتشبيه الحزب بجبهة العواجيز
دفع تصويت حزب السعادة الإسلامي المحسوب على التيار الإسلامي وجماعة الإخوان في تركيا، لمرشحو حزب الشعب الجمهوري في العديد من البلدات والوقوف بوجه الحزب الحاكم برئاسة أردوغان، ما أدى لسقوط مرشحو أردوغان في بلدات أنقرة واسطنبول وأزمير وأنطاليا، تأجيج الصراع داخل جماعة الإخوان الإرهابية وعناصرها.
ومن أسباب عداء حزب السعادة الذي أسسه نجم الدين أربكان زعيم الإخوان في تركيا، لأردوغان وحزبه، هو انفصال الأخير عنه وتأسيسه حزب العدالة والتنمية، الأمر الذي دفع أربكان آنذاك قبل وفاته، إلى شن هجوم حاد ومتواصل على أردوغان متهمًا إياه بالخيانة والعمالة للغرب.
وتوارث أجيال حزب السعادة الأمر، معتبرين أن أردوغان طعنهم في الظهر بترك الحزب وأربكان، الأمر الذي دفعهم إلى الوقوف مع معارضي أردوغان في الإنتخابات المحلية وإسقاط مرشحيه في أبرز البلدات التركية وعلى رأسهم أنقرة واسطنبول.
وخرج عناصر الجماعة الإرهابية إلى التشكيك في النتائج الأولية التي أعلنت في العديد من البلدات التركية، ملقين عددًا من على معارضي أردوغان، أبرزها التزوير لصالح مرشحيهم، حيث عكفت جبهة العواجيز بقيادة محمود عزت القائم بأعمال المرشد، إلى الترويج بذلك، قائلين "التيار العلماني وانتو معارضة بتزوروا أمال لما تمسكو البلد حتعملو فينا إيه".
وهاجمت قيادات الإخوان والمقيمون في تركيا، حزب حزب السعادة ورئيسه قره ملا أوغلو، متهمين إياه بالمشاركة فيما وصفوها بالمؤامرة لإسقاط التيار الإسلامي لحساب العلمانيين الأتاتوركيين، مطالبين الرئيس التركي بضرورة التدخل لوقف أي انشقاقات أخرى داخل الأحزاب الإسلامية.
بينما سخر آخرون من شباب الجماعة الإرهابية، والمعارضين لسياسات جبهة العواجيز من خسارة مرشحو جزب العدالة والتنمية بتركيا، مؤكدين أن عواجيز الإخوان لا يزالون يضعون يديهم على قلوبهم بعد إعلان إعادة الفرز في بلدتي أنقرة واسطنبول، موجهين عددًا من السخريات لأردوغان قائلين "هارد لاك يا حاج رجب.. حظ أسعد في المرات القادمة".
فيما شبّه عصام تليمة، الشاب الإخواني، وسكرتير مكتب القرضاوي السابق، حزب السعادة بجبهة العواجيز ومحمود حسين الأمين العام للجماعة، حيث سرد في بيان له موقعة تؤكد وجود الشبه بين الحزب جبهة محمود عزت، موضحًا أن محمود حسين أكد أن الأقرب للإخوان هو نجم الدين أربكان وحزبه، وليس أردوغان، منوهًا إلى أنه عندما يرى نتيجة انتخابات في تركيا ويجد الحزب يحصل على واحد في المائة، وينتقل من فشل لفشل أكبر، وانفضاض الجماهير من حوله وبخاصة الشباب، علمت وجه الشبه الكبير بينهما.
وقال عاصم عبدالماجد، عضو شورى الجماعة الإسلامية، والموالي لجماعة الإخوان، والهارب إلى تركيا، إن الإنتكاسة التي مني بها الحزب الحاكم في تركيا كانت بسبب تحالف حزب الشعب الجمهوري المعارض مع حزب السعادة الإسلامي، متهما حزب السعادة بالخيانة والعمالة، مؤكدا أن قياداته كانت ولا تزال تهاجم أردوغان لإسقاطه والدفع بالعلمانيين لرئاسة تركيا، داعيًا إلى دراسة ما وصفه بأسباب انحراف وانتكاس حركات وأحزاب مثل حركة مجتمع السلم الجزائرية والحزب الإسلامي العراقي والسعادة التركي.
وأوضح عبد الماجد، في بيان له، أن ما يفعله حزب السعادة الذي يقال إن جذوره تعود لجماعة إسلامية كبرى يرقى لمنزلة الخيانة الدينية التي تقف بهم على حافة الزندقة، مدعيًا أنه لو ثبت تزوير انتخابات البلديات في تركيا فستكون انتخابات الرئاسة القادمة أشبه بمحاولة انقلابية، وأن إزاحة أردوغان وحزبه سيؤدي إلى وقوع تركيان حسب ادعائه.
وواصل عبد الماجد دفاعه عن أردوغان وحزبه، بأن حزب السعادة في كل استحقاق انتخابي لا يكون لهم هدف إلا إسقاط أردوغان وحزبه ودعم فرص فوز العلمانيين الأتاتوركيين، منوهًا إلى أن هذا يحدث لأن أردوغان خرج من التنظيم منذ 20 عاما.