القمة العربية ترفض الهيمنة الامريكية والتدخلات الإيرانية والتركية في المنطقة
رفض العرب خلال قمتهم التي اختتمت في تونس منذ ساعات قليلة محاولات الهيمنة الامريكية علي المنطقة العربية وخرج القادة العرب بالعديد من القرارات التي تؤكد وحدة الصف العربي حيث رفضوا القرار الامريكي المستفز الذي اعترف بسيادة اسرائيل علي مرتفعات الجولان السوري كما اعتبروا ان القرار الأميركي يتعارض مع مسؤولية الولايات المتحدة كعضو دائم في مجلس الأمن باحترام ميثاق الأمم المتحدة وقرارات المجلس وطالبوا بحق سوريا في استعادة الجولان.
وذكر البيان الختامي للقمة أن قرار الاعتراف بسيادة إسرائيل علي الجولان باطل مضمونا وشكلا، مشددًا على لبنانية مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وطالب البيان بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وفق مبدأ الأرض مقابل السلام وأشار البيان إلى رفض التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية، وكذلك على مركزية القضية الفلسطينية للعرب وألمح إلى أهمية السلام الشامل كخيار عربي وفق مبادرة السلام العربية وذكر البيان أنه من غير المقبول بقاء المنطقة العربية مسرحًا للتدخلات الخارجية وتحدث عن ضرورة العمل على التوصل إلى تسويات في سوريا وليبيا، والحفاظ على وحدة أراضي العراق، واستقرار لبنان وتنمية الصومال وأدان البيان استهداف الأراضي السعودية بالصواريخ الحوثية، مشيرًا إلى أن أمن السعودية جزء من الأمن العربي وفي كلمة ختامية، أعلن الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي عن ارتياحه للقرارت التي توصلت إليها القمة العربية.
وخلال تواجدي في تونس لمتابعة فعاليات القمة العربية لاحظت اهتماما اعلاميا وشعبيا واضحا بحضور الرئيس السيسي للقمة العربية حيث كان شريط الأخبار في كل القنوات يعلن عن حضور العديد من الرؤساء والملوك العرب للقمة ولايذكر منهم الا الرئيس السيسي وهذا ان دل علي شئ فانما يدل علي ادراك العرب أهمية وجود مصر ممثلة في رئيسها في القمة العربية.
وقد القي الرئيس عبدالفتاح السيسي، كلمة، أمام القمة اعرب فيها عن صادق الأمل، في نجاح هذه القمة، التي لا يخفى على أحد، أنها تأتي في منعطف خطير في تاريخ أمتنا العربية، ازدادت فيه التحديات، وتعددت الأزمات، وتعقدت المهام المطلوبة لمواجهتها.
وتحدث الرئيس عن التحديات التي شهدتها المنطقة العربية في العقد الأخير، وحزمة الأزمات التي تفجرت منذ ثمانية أعوام في أكثر من بلد عربي، من سوريا.. إلى ليبيا واليمن، وغيرها من الدول العربية، لتحمل أخطار التفكك والطائفية، والإرهاب الذي بات يهدد صلب وجود الدولة الوطنية ومؤسساتها في منطقتنا العربية، ويهدر مبادئ العروبة والعمل المشترك، لصالح تدخلات إقليمية في شؤون دولنا، وتوجهات طائفية ومذهبية تفرق بدلا من أن تجمع، وتهدم بدلا من أن تبني.
واكد الرئيس في كلمته علي ضرورة المواجهة الشاملة لجميع أشكال الإرهاب، وما يتأسس عليه من فكر متطرف، يبيح قتل الأبرياء، وينتهك كل التعاليم الدينية السمحة، والمبادئ الأخلاقية والأعراف الإنسانية كافة وأضاف ان خطر الإرهاب، الذي بات يهدد وجود الدولة الوطنية في المنطقة العربية، تقتضي التحرك بشكل سريع وبدون مماطلة لمحاربة كل مسببات الاٍرهاب.
وأضاف أنه أينما أمعنا النظر في مختلف أزمات منطقتنا، نجد عناصر الحل في كافة هذه الأزمات معروفة ومتاحة.. الغائب فقط هو الإرادة السياسية، والرغبة الصادقة في نبذ الفرقة، وإعلاء المصلحة الوطنية والقومية العليا فوق كل اعتبار آخر
ودعا الرئيس السيسي لان تكون قرارات القمة بمثابة "نوبة إفاقة"، وإعلانا عن انطلاق قطار التسويات، وطي هذه الصفحة الحزينة من تاريخ الأمة العربية واواوضح الي انه قد آن الأوان أن نلحق كعرب بركب التقدم الاقتصادي الذي تعيشه مناطق أخرى متعددة في العالم، وأن نستفيد من الفرص غير المسبوقة التي يتيحها النظام الاقتصادي العالمي، ونحول الإمكانات الكامنة لأمتنا إلى حقائق، تعيشها وتنعم بها الأجيال الحاضرة والقادمة..
واختتم الرئيس كلمته بقوله فلتكن اجتماعاتنا اليوم، خطوة على طريق التنمية العربية الشاملة، التي يحق لكل مواطن عربي أن يحلم بها، وأن نبذل أقصى جهد لتحقيق هذه الآمال والتطلعات.
ومن جهته فقد انتقد احمد ابوالغيط أمين عام جامعة الدول العربية التدخلات الإيرانية والتركية في المنطقة العربية حيث أكد انها فاقمت من تعقد الأزمات وأدت إلى استطالتها، بل واستعصائها على الحل.. ثم خلقت أزمات ومشكلات جديدة على هامش المعضلات الأصلية..
كما أضاف أنه لا مجال لأن يكون لقوى إقليمية جيوب في داخل بعض دولنا تسميها مثلًا مناطق آمنة.. في إشارة الي محاولة تركيا انشاء منطقة تابعة لها في شمال سوريا تسميها بالآمنة
وقال ابوالغيط انه غير المقبول أن تتدخل قوى إقليمية في شئوننا الداخلية بدعم فصيل أو آخر تحت غطاء طائفي لا يكاد يخفي ما وراءه من أطماع امبراطورية في الهيمنة والسيطرة.
الجدير بالذكر ان أمير قطر غادر مقر انعقاد القمةً متجها للمطار عقب كلمة ابوالغيط ولم يصدر اَي تصريح رسمي حول سبب مغادرته ولكن خبراء أكدوا ان هذا بسبب تجاهل القادة العرب له ومن المعلوم ان عدة دول عربية علي رأسها مصر والسعودية كانت قد قطعت علاقاتها بقطر في يونيو ٢٠١٧ علي خلفية تصرفات غير مسئولة من الحكومة القطرية ويعتبر هذا اللقاء الاول الذي يجمع أمير قطر بالقادة العرب منذ ذلك الحين.
وفِي حضور لافت من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريس الذي بدآ كلمته بالسلام عليكم قال جوتيريس إن المنطقة العربية وشعوبها قاموا بجهود كبيرة لمحاربة الإرهاب ودفعوا ثمنا باهظا لذلك واضاف أن المدن العربية ساعدت اللاجئين في الوقت الذي كانت فيه الحدود تغلق أمام وجوههم وشدد جوتيريس على ضرورة تطبيق مبدأ حل الدولتين بين فلسطين وإسرائيل لتحقيق الأمن والاستقرار وأضاف: "أي حل للأزمة السورية يجب أن يشتمل على ضمانات للسيادة الإقليمية لكل الأراضي السورية بما فيها الجولان المحتلة" وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة عن تفاؤله بالجهود الرامية لانتقال سلمي وديمقراطي في الجزائر يهدئ مخاوف الشعب.
ختاما فقد نجحت قمة العرب وخلصت الي قرارات قوية تؤكد رفض العرب للهيمنة الامريكية والتدخلات الإيرانية والتركية وسعيهم الي السلام ونبذهم للارهاب ورغبتهم الأكيدة في وحدة الصف العربي ورغم كل ماتمر به امتنا العربية من أزمات الاان الأمل مازال موجودا.