الإرهاب ما بين تشويه صورة الإسلام وتدليس الغرب
ليس خفيًا وجود صراع بين الغرب الشرق فى أمور تتعلق بالهوية والدين على مر العصور حتى ولو كانت حالات فردية، كما أن أحداث الحقد على الاسلام من بعض الدوائر الغربية أعترف بها العديد منها، لأنهم يعرفون جيدًا من خلال رصدهم ومتابعاتهم بأن الاسلام يمتلك مقومات جذب الجميع فى أى مكان إليه، وهذا يمثل لهم اختراق من داخلهم ويهدد تسيدهم للعالم، هذا إلى جانب أطماع أخرى يعرفها الجميع.
لذلك وضع الغرب الكثير من القيود والذرائع لاستخدامها ضد الاسلام ودول الشرق وقت اللزوم، ومنها على سبيل المثال لا الحصر ( حقوق الإنسان واضطهاد الأقليات ومحاربة الإرهاب ) وجميعها كلمات حق يُراد بها باطل.
وهذه القيود والذرائع والأساليب تتغير وتتبدل وتُستحدث حسب المواقف والأهداف، وطبيعة المرحلة،
ومن الأساليب التى استحدثها الغرب بعد غزو أفغانستان والعراق للسيطرة وتحقيق الأطماع فى منطقة الشرق ما يُسمى بحروب الجيل الرابع والخامس والحرب بالإنابة حتى لا يتكبدوا خسائر بشرية أو مادية.
أما نتائج هذه الأساليب الغربية المدمرة، فنراها الأن ونعيشها، ومنها (مظاهرات الخريف العربى، والجماعات المتطرفة الإرهابية ) التى حققت لهم ما يريدون من تقسيم وتخريب وإضعاف دول المنطقة، وهذا ما حدث ويحدث فى سوريا وليبيا والعراق واليمن وكاد يحدث فى مصر لولا ستر الله ويقظة الشعب المصرى.
ولعل الإرهاب هو أخطر الأدوات التى استخدمت، حيث خلَف القتل والدمار والخراب، لذلك تم استخدامه من قبل أهم الدوائر الغربية بحرفية شديدة بحيث يحقق له عدة نتائج مهمة فى وقت واحد.
فقد جُند للإرهاب أفراد محسوبين على الدين الإسلامى يقومون بأبشع الجرائم الإرهابية أمام أعين العالم كله باسم الدين، وهذا ما قام به تنظيم ( داعش الإرهابي وبقية الجماعات الإرهابية الأخرى ومن قبل ذلك جماعة الإخوان المسلمين التى هى أصل تلك الجماعات ) لذلك علق بالأذهان أن الاسلام هو مصدر ومنبع الإرهاب فى العالم، ودعَمت تلك الدوائر الغربية هذا لدى كل شعوب العالم،حتى استقر هذا المفهوم فى اعتقاد تلك الشعوب.
ولما لا وهم يرون بأم أعينهم أبشع الجرائم الإرهابية التى يقوم به أشخاص مسلمون ويبررون ما يقومون به بأن دينهم الاسلام يأمرهم بذلك ( حسب أفكارهم المتطرفة وفهمهم الخاطئ لتعاليم الاسلام الحنيف )
ووجدت تلك الدوائر الغربية ضالتها فى هذا التطرف والإرهاب من قبل هؤلاء المبتورين المحسوبين خطأ على الاسلام، فساعدت على تقويته ودعمه بكل أنواع الدعم وطلقت أيديه لتخًرب وتدمر وتقتل، لأن هذا فى النهاية قد حقق لها هدفين، الأول هو إلصاق تهمة الإرهاب والتطرف بالدين الإسلامى،والهدف الثانى هو تخريب وتدمير وإسقاط دول المنطقة دون تدخل أو خسائر.
ولعل ما نراه من تدليس وتضليل من قبل الغرب حول الإرهاب ما يؤكد صدق ما نقوله، فمثلا من يقوم بعمليات إرهابية ويكون مسلمًا على الفور تتناوله وتبرزه تلك الدوائر بكل وسائلها بأنه إرهابي، أما عندما يقوم شخص غير مسلم غربى مثلا فيُقدم عندهم بمسميات أخرى منها ( متهم، مهاجم، مختل عقليًا، حامل سلاح ) ولا يُطلق عليه اسم إرهابي أبدًا، وكذلك ما تقوم به إسرائيل من قتل وتشريد وإرهاب للشعب الفلسطينى ليل نهار لا يصفوه بالأعمال الإرهابية، بل هو دفاع عن النفس، فى الوقت الذى يُطلق ُعلى المواطن أو المقاوم الفلسطينى بالارهابى عندما يقوم بمقاومة وصد إرهاب الدولة الصهيونية.
هم يعرفون فى قرارة أنفسهم بأن الإسلام ليس كما يروه من بعض المتطرفين المحسوبين عليه، بل هو دين المحبة والتأخى وقبول الآخر ودين العلم واسعاد البشر ولا يدعو أبدًا للإرهاب والتطرف، ولكنهم وجدوا فى أسلوب وتفكير خوارج العصر بيئة خصبة تساعدهم على تحقيق أهدافهم الاستعمارية ومطامعهم فى المنطقة.
وهكذا، ما بين تشويه صورة الاسلام الحنيف من قبل جماعات متطرفة تتحدث وتُخرب وتُدمر وتقتل باسمه، وبين تدليس وظلم وتجنى من قبل العديد من الدوائر الغربية الموجهة يظل الإرهاب الغاشم ينهش فى جسد الأمة المغلوبة على أمرها فى زمن غريب رسمت ملامحه أيادى سوداء.