كاذبون.. 8 قصص مفبركة تكشف زيف ادعاءات «الإخفاء القسرى»
خلال الأيام القليلة الماضية، شهدت وسائل التواصل الاجتماعى حملة ممنهجة من قبل المنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية، والمؤيدين لها ولأفكارها، تروج لـ«براءة» عناصر الجماعة الذين أعدموا لتورطهم فى التخطيط والتنفيذ لجريمة اغتيال النائب العام السابق الشهيد هشام بركات. ورغم استغراق تحقيقات القضية ما يقرب من ٣ سنوات، ووجود اعترافات تفصيلية على لسان المتهمين، روجت الكتائب الإلكترونية للجماعة وحلفاؤها فكرة خروج هذه الاعترافات تحت وقع التعذيب، وأن بعض هؤلاء المتهمين كانوا من بين من سموهم «المخفيين قسريًا»، ورغم أنهم رغبوا فى استخدام هذا الادعاء كـ«شاهد نفى» على جريمة مقتل «بركات» فإنه فى الحقيقة كان بمثابة «شاهد إثبات» ضدهم. فعلى مدى السنوات التى تلت ٢٠١٣، روجت الجماعة، وتنظيمها الدولى، العديد من القصص التى ادعت أنها لـ«مخفيين قسريًا» اختطفتهم قوات الأمن، وعذبتهم، ثم تبين بعد ذلك أنهم انضموا إلى تنظيمات إرهابية داخل مصر وخارجها، وظهروا فى تسجيلاتها المصورة يفتون ويشاركون فى استهداف رجال الأمن والمدنيين الأبرياء، وهو ما تلقى «الدستور» الضوء عليه فى السطور التالية.
ثروت سامح
الادعاء: الشرطة قتلته وألقت جثته
الحقيقة: الفاعل تجار مخدرات
فى أغسطس ٢٠١٧، استغلت الجماعة الإرهابية حادث تعذيب ومقتل شاب على يد بعض تجار المخدرات وإلقاء جثته فى طريق الفيوم، لشن حملة إعلامية ضخمة ضد الدولة المصرية. وزعمت الجماعة، عبر لجانها الإلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعى، أن الشاب الذى يدعى ثروت سامح اختطف من قبل عناصر الشرطة، ثم قتل تحت التعذيب وألقيت جثته فى الطريق للتخلص منها.
ونسقت الجماعة فى حملتها مع بعض المنظمات الحقوقية الدولية، ومن بينها منظمة «هيومن رايتس ووتش»، لإضفاء الطابع الدولى عليها، فى إطار سياسة ترويج الصور المغلوطة عن الأوضاع فى مصر، وبنيت الحملة على ادعاءات روج لها مركز يدعى «الشهاب لحقوق الإنسان»، بعد أن نقل عمن وصفهم بأنهم أفراد من أسرته أنه «اعتقل على يد عناصر قوات الأمن قبل مقتله بأيام». ورغم انطلاق الحملة والترويج لها داخليًا وخارجيًا، نفى والد الشاب ما ذهبت إليه المواقع المشبوهة جملة وتفصيلًا، وأكد أن مقتل ابنه على يد عصابة اتجار بالمخدرات، وأنها من قامت باختطاف ابنه وتعذيبه وقتله.
وأوضح الأب أنه تلقى قبل ساعات قليلة من العثور على جثة ابنه اتصالًا تليفونيًا، يطلب فيه عناصر العصابة الإجرامية مبلغًا ماليًا مقابل إعادة ابنه إليه، ما نسف الحملة الإخوانية بشكل كامل.
محمد مجدى الضلعى
الادعاء: خطفوه من الجامعة
الحقيقة: أفتى بقتل مصلى «الروضة»
تحت عنوان «خرج ولم يعد»، بدأت حكاية محمد مجدى الضلعى، الطالب بكلية الهندسة جامعة القاهرة، وأحد أبناء محافظة كفر الشيخ، مع لعبة «الإخفاء القسرى»، بعدما ادعت عناصر جماعة الإخوان عام ٢٠١٥ إلقاء القبض عليه من قبل عناصر الأمن.
وبشكل مفاجئ، أعلن والده ومعه اللجان الإلكترونية لجماعة الإخوان، أن الأمن اختطف «الضلعى» لأنه «متفوق دراسيًا ويصلى ويقرأ القرآن».
ورغم ما كشفه المقربون من زملائه حول تبنيه «الفكر الجهادى»، وتجريمه الاختلاط فى المجتمع والجامعة، وانخراطه بين العناصر المسلحة التابعة لتنظيم الإخوان الإرهابى، تمسكت اللجان الإلكترونية بروايتها حول إخفائه قسريا لعامين كاملين.
واستمر الأمر لمدة ٣ أعوام، حتى ظهر «الضلعى» فى مقطع فيديو مدته ٢٥ دقيقة، أصدرته العناصر التكفيرية فى سيناء، وتحديدًا فى أغسطس ٢٠١٧، تحت اسمه الجديد «أبومصعب المصرى»، ليفتى بقتل المصلين داخل المساجد الصوفية.
وخرج محمد الضلعى فى المقطع المسجل، مرددًا عبارات تحريضية وتكفيرية تروج لنشر الفوضى فى مصر، كما حرض بوضوح على مهاجمة المساجد التابعة للطرق الصوفية.
وتزامن ذلك مع ما واجهته مصر من عمليات إرهابية استهدفت مسجد «الروضة» بشمال سيناء، وحصدت أرواح أكثر من ٣٠٠ شهيد أثناء صلاة الجمعة، وتهديدات بتكرار الأمر فى مسجدى «زاوية سعود» بالشرقية، و«زاوية العرب» بالإسماعيلية، لتكلف فتواه الإرهابية حياة قرابة الثلاثمائة شهيد.
أحمد الدجوى
الادعاء: أُعدم ظُلمًا الحقيقة
الحقيقة: اغتال النائب العام
«مختفٍ قسريًا ونفذ فيه حكم الإعدام ظلمًا».. عبارة تلخص ما روجته مواقع وعناصر الإخوان ومؤيدوها حول أحمد هيثم الدجوى، الذى نفذ فيه وآخرون حكم الإعدام قبل أيام، بعد إدانته فى قضيه اغتيال النائب العام السابق الشهيد هشام بركات. وتزعم «الإخوان» أن «الدجوى» اختفى قسريًا فى يوليو ٢٠١٥، متناسية حقيقة اعترف بها المذكور نفسه، وهى أنه كان أحد المسلحين المسئولين عن تأمين اعتصام الجماعة فى ميدان رابعة العدوية، وأنه كان مرافقًا وحارسًا شخصيًا للقيادى الإخوانى محمد البلتاجى.
وبعد فض اعتصام «رابعة»، هرب أحمد الدجوى إلى محافظة الشرقية، وطلب من مسئولى الجماعة والجماعات الحقوقية العاملة فى خدمتها إعلان اختفائه قسريًا، فى محاولة منه للابتعاد عن أعين الأجهزة الأمنية.
وتولت عناصر الجماعة، خاصة ما تسمى «اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات»، الترويج لهذه القصة، مع الادعاء بتعرض المذكور للتعذيب وإخفائه قسريًا دون وجه حق، لإيهام الرأى العام بعدم تورطه فى العمليات الإرهابية التى قام بها بعد ذلك. ومع نجاح حملة الترويج لاختفائه، قررت الجماعة عن طريق يحيى موسى، المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة فى عهد الرئيس الإخوانى محمد مرسى، تكليف «الدجوى» بتصنيع المتفجرات والاستعداد لتنفيذ عدة عمليات إرهابية. بعدها تلقى «الدجوى» تدريبًا عسكريًا خاصًا فى قطاع غزة، ثم عاد إلى مصر بمعرفة يحيى موسى من أجل تنفيذ عدد من العمليات الكبرى، من بينها اغتيال النائب العام.
وبعد إلقاء القبض عليه وإيداعه السجن طيلة فترات التحقيق، ومحاكمته فى قضية اغتيال النائب العام، ومواجهته حكم الإعدام، ظلت لجان «الإخوان»، وبعض المنظمات الحقوقية الدائرة فى فلكها، تردد حكاية الإخفاء القسرى لـ«الدجوى»، وتدعى حاليًا أنه أُعدم ظلمًا .
صلاح الدين عطية
الادعاء: مختطف
الحقيقة: مقاتل فى تنظيم إرهابى
فى فبراير ٢٠١٨، أعلنت وزارة الداخلية فى بيان مقتل ٣ عناصر إرهابية، أثناء اقتحام إحدى الشقق الكائنة بعمارات الإسكان الاجتماعى (تحت الإنشاء) فى محافظة القاهرة، بعد اتخاذها وكرًا لاختباء هذه العناصر.
وكشفت التحقيقات عن تحويل الشقة إلى وكر لبعض العناصر الإرهابية التى تستعد لتنفيذ عمل عدائى يستهدف أحد الارتكازات الأمنية فى العاصمة، فتمت مداهمتها وقتل ٣ عناصر إرهابية تبادلت إطلاق النار مع قوات الشرطة، مع العثور على ٣ بنادق آلية وكمية كبيرة من الذخيرة.
وتبين أن أحد العناصر الإرهابية المقتولة أثناء مداهمة هذا الوكر هو صلاح الدين عطية، الذى روجت جماعة الإخوان عبر مواقعها وبعض المنظمات الحقوقية المشبوهة لاختطافه واختفائه قسريًا، طيلة أشهر، رغم قيادته أحد التنظيمات الإرهابية.
عزالدين أحمد
الادعاء: بحوزة الأمن
الحقيقة: انضم لإرهابيى «حسم»
فضحت الضربة الأمنية الناجحة لقطاع الأمن الوطنى على مزرعة خاصة بطريق (أطفيح- الكريمات)، فى ديسمبر ٢٠١٧، مجموعة أخرى من المتشدقين بنغمة «الإخفاء القسرى»، بعدما أعلنت وزارة الداخلية فى بيان تمكن عناصرها من رصد وتتبع ١٣ شخصًا من العناصر الخطرة التابعة لحركة «حسم» الإخوانية فى المنطقة.
وأسفر تعامل «الداخلية» مع العناصر الخطرة، حسب البيان الرسمى، عن مصرع ٣ عناصر، مع ضبط ١٠ آخرين.
المفاجأة كانت أن أحد العناصر الثلاثة الذين أعلنت الداخلية مقتلهم، كان يدعى عزالدين أحمد، وتبين أنه نفس الشخص الذى ادعت زوجته ياسمين على إخفاءه قسريًا قبلها بعدة أشهر.
وكتبت الزوجة على صفحتها على «فيسبوك» أن الأمن اعتقل زوجها وأنه أحد المختفين قسريًا، وهو ما تبين كذبه، بعد التأكد من انضمام المذكور إلى عناصر حركة «حسم» الإخوانية، ومصرعه على يد قوات الأمن فى أطفيح.
عمر الديب
الادعاء: قُبض عليه
الحقيقة: ظهر فى فيديو للتكفيريين بسيناء
فى إطار حملتها الرامية لتشويه الدولة المصرية، ادعت جماعة الإخوان الإرهابية أن الأمن مسئول عن إلقاء القبض والاختفاء القسرى لشخص يدعى عمر الديب، وهو نجل القيادى الإخوانى إبراهيم الديب، الهارب إلى ماليزيا.
ظلت الحملة مستمرة لعدة أشهر، حتى ظهر الإرهابى المذكور فى تسجيل فيديو بثته العناصر التكفيرية بسيناء، فبراير الماضى، واعترفت فيه بانضمامه إلى تنظيماتهما، وبعدها اضطر والده لإعلان عدم علمه بانخراط ابنه فى هذه التنظيمات. وكشف الفيديو عن انضمام «عمر» للعناصر التكفيرية طيلة أشهر اختفائه، التى ادعت الجماعة فيها اعتقاله من قوات الأمن، كما بيّن الفيديو مبايعته زعيم «داعش» أبوبكر البغدادى، وتحوله إلى أحد العناصر الخطرة.
البراء حسن الجمل
الادعاء: معتقل
الحقيقة: قتل مع «جبهة النصرة» فى سوريا
بعد اختفائه فى يناير ٢٠١٦، زعمت جماعة «الإخوان» الإرهابية عبر مواقعها وصفحاتها الإلكترونية أن البراء حسن الجمل (١٨ عامًا)، الطالب بالصف الثانى الثانوى، أحد أبناء مدينة المنصورة، ونجل حسن الجمل، القيادى السابق فى الجماعة، اعتقل على يد العناصر الأمنية، وأصبح واحدًا ممن سموهم «المختفين قسريًا».
وروجت الأسرة وعناصر الجماعة أن أفرادًا مسلحين يرتدون زيًا مدنيًا اعتقلوا «البراء»، لأن والده أحد كوادر الجماعة، وأنهم سبب اختفائه، لكن بعد أشهر من الواقعة، وفى أكتوبر ٢٠١٦، ظهرت صورة «البراء» بعد مقتله، وكان يرتدى زيًا عسكريًا، وتبين انخراطه فى صفوف «جبهة النصرة» الإرهابية بسوريا.
ومع خروج صورته إلى العلن، انكشفت الحقيقة حول «البراء»، والتى تضمنت هروبه بمعرفة عناصر الجماعة الإرهابية إلى السودان، ومنها إلى تركيا، حيث تلقى تدريبه وانتقل إلى سوريا ليصبح أحد مقاتلى تنظيم «جبهة النصرة» هناك.
وأكد مقربون من الأسرة أن الفتى كان يميل للعنف منذ صغره، كما ظهرت عليه علامات التشدد، وكان واضحًا فى تبنيه الفكر الجهادى والتكفيرى، وحمله لأفكار تتضمن حمل السلاح فى وجه الدولة.
عمر غريب
الادعاء: الضباط احتجزوه
الحقيقة: اختفى مقابل 400 جنيه فى اليوم
فى بلاغ حمل تاريخ ٢٠ أغسطس ٢٠١٧، ادعت السيدة ناهد كمال إبراهيم، المقيمة فى «عزبة خالد» التابعة لمدينة كفر الدوار فى محافظة البحيرة، غياب ابنها عمر السيد غريب «١٧ عامًا» عن منزله منذ ٣ أيام. بعد البلاغ بـ٣ أيام، اصطحبت الأم ابنها الذى ادعت اختفاءه وطالبت بفتح تحقيق حول ما أخبرها به الابن وتعرضه للضرب والتعذيب من بعض ضباط الشرطة الذين ألقوا القبض عليه وكانوا مسئولين عن إخفائه قسريًا.
وأثبتت تحقيقات النيابة خلو جسد الشاب من آثار التعذيب، رغم ادعاءات والدته، ومع التوسع فى التحقيقات اكتشفت النيابة أن بطل الواقعة ينتمى للعناصر الإخوانية، وأنه مطلوب لتنفيذ أحد الأحكام الصادرة ضده فى القضية رقم ١٥٩٦٥ لسنة ٢٠١٦ جنايات كفر الدوار.
ومع استجوابه اعترف «عمر» أن شخصًا يُدعى عبدالرحمن محمد أبوالسعود، أحد قيادات الإخوان فى مدينة كفر الدوار، كلفه مع غيره بالسفر إلى محافظة الإسكندرية، والإقامة بإحدى الشقق المفروشة فى منطقة سيدى جابر، مقابل مبلغ ٤٠٠ جنيه لكل فرد عن كل يوم غياب.
كما كشف عن أن الإرهابى المذكور اتفق مع أهالى الغائبين على التوجه لأقسام الشرطة وتقديم بلاغات على خلاف الحقيقة تفيد باختطافهم من قِبل جهات أمنية واحتجازهم وتعذيبهم، للترويج لمزاعم الاختفاء القسرى.