عماد الدين أحمد.. العقل المدبر لعمليات الإرهاب في صحراء مصر
على مدى سنوات طويلة التحق بالقوات المسلحة، وعمل بين أفرادها أحد أهم الضباط داخل قوات الصاعقة، لكن رغم مرور هذه السنوات، لم يتخلق بخلق رجال القوات المسلحة، حيث حب الوطن والدفاع عنه حتى الاستشهاد، ليقع فريسة في أيدي التنظيمات الإرهابية، ليفصل بقرار سيادي نتيجة اعتناقه أفكارا إرهابية، ليصبح كبير الإرهابيين قبل أن يقتل في عملية تبادل إطلاق النار مع القوات المسلحة، إنه عماد الدين أحمد، قائد هجوم الواحات الإرهابي الذي وقع في نوفمبر 2017.
لقب بـ"الشيخ أبو حاتم"، حسب الاعترافات التي أدلى بها عبد الرحيم المسمارى العنصر الأجبنى الذي ألقي القبض عليه خلال عمليات الواحات، كما قال إن "حاتم" هو صاحب تشكيل الخلية من درنة أثناء وجودهم فى مجلس شورى مجاهدى درنة.
وفي سبتمبر 2013، ظهر اسمه فى المرة الأولى فى محاولة اغتيال وزير الداخلية السابق، اللواء محمد إبراهيم، وكان مسئول لجنة التدريب العسكرى فى تنظيم أنصار بيت المقدس وتركهم بعد انضمامهم لداعش، وفي نهاية حياته انتقل لمنطقة الواحات لتكوين خلية "المرابطون".
انتماءاته الفكرية وأفكاره
انتماءات عماد الدين أحمد، كانت لإحدى الجماعات التكفيرية في سيناء، والتي تدعي أنصار بيت المقدس، قبل مبايعتها لتنظيم داعش، والتي أصبحت فيما بعد ولاية سيناء، وشارك في العديد من العمليات الإرهابية في محافظة سيناء التي يتواجد فيها التنظيم بقوة وبعض المحافظات الأخرى، ضد القوات المسلحة المصرية.
وكانت معرفته بهشام عشماوي السبب الرئيسي وراء التحول الذي ظهر في حياته، فبعدما كان ضابطًا في القوات المسلحة، حتى أصبح كبير الجهاديين في المنطقة الأكثر اشتعالًا في مصر سيناء، ومشاركته في العمليات الإرهابية في القاهرة، وغيرها.
وتعد أفكار عماد الدين، هي نفس الأفكار التي تمثل الركيزة الأساسية لتنظيم أنصار بيت المقدس، فهو يري أن الحل هو استهداف عناصر الجيش والشرطة، من خلال تمركزهم في مناطق متفرقة على أرض شبه جزيرة سيناء، ويقوم فكر هذه الجماعات على مبدأ الجهاد وتنتهج هذه الجماعات خليطًا من الأفكار السلفية والجهادية والتكفيرية، وتكفير الحاكم الذي لا يطبق شرع الله، و تكفير جنود وضباط الشرطة والجيش بشكل واضح، باعتبارهم جنودا مرتدين، وأدواته لتوطيد حكمه المخالف للدين والشريعة، كما يري أن الهدف من الجهاد هو إقامة الدولة الإسلامية، ثم الانطلاق لإعادة الخلافة الإسلامية من جديد .
مواقفه المتطرفة
في سبتمبر 2013، قامت جماعة أنصار بيت المقدس بهجوم نوعي آخر في البر الرئيسي وهو محاولة اغتيال وزير الداخلية الأسبق محمد إبراهيم، وقد كان هذا الهجوم من بنات أفكار ضابط القوات الخاصة السابق الذي تحول للعمل الجهادي هشام عشماوي، والذي عمل مع طاقم من الضباط المنشقين ضم وليد بدر، منفذ العملية، ويوسف سليمان، وعماد الدين أحمد.
يكشف محمد على عفيفي بدوى ناصف، أحد قادة تنظيم أنصار بيت المقدس، في تحقيقات النيابة، عن مشاركة عماد الدين، في تمويل التنظيم فاعترف بأن الجماعة اعتمدت على تحويلات مالية كان يمدهم بها عضو التنظيم محمد أحمد العدوى شلباية، الذي كان يعمل في إحدى الدول الخليجية، بلغت في أحد تحويلاته مليونا و700 ألف جنيه، أنفقت على أوجه نشاط التنظيم.
واعترف ناصف أيضاً بأنه التقى بضابطي القوات المسلحة السابقين، هشام على عشماوى مسعد شريف، وعماد الدين أحمد محمود عبدالحميد وأنه نسق معهم تدريبات مجموعاته المسلحة التي يشرف عليها هو وأبو عبيدة، لمدة تزيد على 14 يوماً، تبدأ بتدريبات بدنية وعسكرية، ودراسة العلوم والتكتيكات وفك وتركيب الأسلحة، ثم الانتقال في اليومين الأخيرين للمناطق الجبلية والتدريب الفعلي على الرماية بأسلحة نارية متعددة مثل الكلاشينكوف.