التربية داخل الإخوان.. القوة الناعمة لاختراق عقول الشباب
تستخدم الجماعة الإرهابية مناهج تربوية ذات طبيعة خاصة لإعداد المنضمين إليها، بعد خضوعهم لمرحلة طويلة من التهيئة والإعداد للوصول إلى مرحلة الانضمام، حتى يكونوا مؤهلين لحمل أفكارها وتنفيذ أهدافها.
ولكون التربية هي من النقاط المتشابكة، داخل جماعة الإخوان، ولا يعرفها الكثير، لهذا ينقل "أمان" عن مجموعة من المنشقين، تجاربهم داخل الجماعة.
في البداية، يقول طارق البشبيشي، القيادي الإخواني المنشق، إن قسم التربية داخل تنظيم الإخوان أخطر وأهم أقسام الجماعة على الإطلاق، حيث يكلف به الاخوان الشخصيات ذات الولاء الكامل وأصحاب الثقة داخل التنظيم.
وأوضح البشبيشي، في تصريحاته الصحفية، أن مهمة هذا القسم هى وضع المناهج التربوية التى يدرسها الاخوان داخل الاسر (الخلايا) سواء برنامجا ثقافيا (الكتب المعتمدة إخوانيا) أو الأنشطة التربوية المختلفة، مثل الكتائب الشهرية والرحلات والمعسكرات الصيفية.
وتابع: "هذا القسم مسئول عن تأصيل وتجذر الفكرة الاخوانية داخل وجدان وعقول ونفوس أعضاء التنظيم، ويستقبل هذا القسم المجندين حديثا، ويضع أهم البرامج التى تضمن التحاقهم وبقائهم فى الجماعة، وتبنيهم الكامل لأفكارها والدفاع عنها والعمل من أجلها، كما يمتلك أعضاء هذا القسم صلاحيات كبيرة داخل التنظيم، منها التوثيق والتضعيف لكل عضو فى الجماعة، بمعنى هم الذين يحددون الاشخاص ذوى الثقة فيتم تصعيدهم داخليا، وتكليفهم بالمسئوليات التنظيمية المختلفة".
فيما يقول محمد الدمياطي، أحد المنشقين عن الجماعة في محافظة دمياط، إن "الجماعة تهدف لطمس منهج الدعوة الفردية القائمة على مفردات من المكر الشيطاني، التي خضع لها العضو خلال فترة تهيئته للانضمام للجماعة، والتي تخضع لمنهج التربية على الغيبة وإفشاء الأسرار، كما حدث سرا بين الأستاذ الجامعي والقيادي الذي طلب منه شيئا في السر".
وأضاف أن الجماعة تربي أبناءها على الجاسوسية، من خلال الإلحاح المستمر على العضو الجديد المبايع حول إخبارهم بما يعرفه عن أصدقائه وجيرانه وأقاربه ومحيطه الاجتماعي، بهدف هدايتهم أو كف أذاهم عن الدعوة، فيبدأ العضو بالثرثرة، ويمارس الغيبة ويفشي الأسرار، وينقل الأخبار عن أقرب الناس إليه، فيتحول إلى جاسوس يرصد كل تحركاتهم، وسكناتهم، وينقلها إلى المسئول عنه في الجماعة.