معركة كل عام.. الاحتفال برأس السنة حرام أم حلال؟
مبروك عطية: الاحتفال برأس السنة من الدين.. ويؤكد: بشرط ألا يكون المسلم مُسرفًا
والإفتاء توافقه على الفتوى
والإخوان وداعش والسلفيون.. في كافة واحدة
أثارت التصريحات التي أدلى بها الدكتور مبروك عطية، عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بسوهاج السابق، الجدل عبر مواقع التواصل الإجتماعي، والذي أفتى فيها بجواز الإحتفال برأس السنة الميلادية، بكافة السبل والوسائل التي تدخل السرور والبهجة على المسلم، مهاجمًا من يحرمون الاحتفال به بـ"المجانين"، "كل مناسبة تخرج السرور على المسلم فالاحتفال بها حلال".
وقال عطية في تصريح خاص لـ"أمان"، إن "احتفال المسلم كل يوم لا يقول الدين له لا. بشرط ألا يكون مسرفا، وأي مناسبة يراه المسلم مبعثًا لسروره، خاصة إذا كانت ميلاد النبي كميلاد سيدنا عيسى عليه السلام لا شىء في هذا".
وعن طريقة الاحتفال، حدد عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بسوهاج السابق، الطرق والوسائل المتبعة والصحيحة للاحتفال، بقوله: إن "المهم هو كيفية الاحتفال أن يتدرب الإنسان ما فات وأن يأمل فيما هو أت وألا يرتكب منكرًا لكن يجب تورتة وجاتوة ويولع شمعة ويعمل بدل الشجرة عشرة ويطفي النور ويفتحه، ويعمل أي حاجه ليس فيها معصية، حيث يقول الدين (وما جعل عليكم في الدين من حرج)".
ولوقف هذا الجدل، خرجت دار الإفتاء المصرية، بفتوى تؤكد على ما قاله الدكتور مبروك، حيث قالت: إن المسلمين جميعًا يؤمنون بأنبياء الله تعالى ورسله كلهم، ولا يفرقون بين أحد من رسله، ويفرحون بأيام ولادتهم، وهم حين يحتفلون بها، فإنهم يفعلون ذلك شكرًا لله تعالى على نعمه، فإن إرسالهم من أكبر نعم الله تعالى على البشر، والأيام التى ولد فيها الأنبياء والرسل هي أيام رحمة وسلام على العالمين، فقال الله تعالى عن سيدنا يحيى: "وسلام عليه يوم ولد ويوم يوت ويوم يبعث حيا"، وعن عيسى بن مريم قال: والسلام علي يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا"، وقال أيضًا: سلام على إبراهيم، إلى أن قال: سلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
وأكدت دار الإفتاء: "إذا كان الأمر كذلك، فإن الاحتفال والفرح بهم وبإرسالهم جائز ومشروع، ومن أنواع القرب الذي يظهر فيها المحتفل، وقد احتفل النبي بيوم نجاة سيجنا موسى من فرعون بالصوم، فلما قدم النبي إلى المدينة وجدهم اليهود يصومون يوم عاشوراء وهو يوم نجا الله فيه موسى وأغرق آل فرعون فصام موسى شكرا لله، وقال النبي نحن أولى بموسى منهم وأمر بصيامه".
فيما لم يصمت أتباع السلفية في مصر على مواقع التواصل الإجتماعي من الهجوم على دار الإفتاء والدكتور مبروك، حيث حرم كافة مشايخ اللسلفية على رأسها ياسر برهامي ومحمد سعيد رسلان ومحمد عبد المقصود، عبر مناصتهم الإعلامية المختلفة، أو في فتاواهم القديمة، كما تحرم جماعة الإخوان الإرهابية، الاحتفال بالمناسبة الخاصة بالمسيحيين، كافة وخاصة ما تسمى بالكريسماس أو عيد رأس السنة.
وتتوافق هذه الفتاوى مع التنظيمات الإرهابية، حيث يحرم تنظيم داعش الإرهابي الاحتفال بالمولد النبوي، ولديه فتاوى ثابتة وقائمة على التحريم بنسبة 100%، وتضمنت: أن "الاحتفال من البدع المحرفة التي دخلت الإسلام والتي لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا الخلفاء شيء من هذا، ولا يجوز لأي مسلم الترويج لهذه البدعة".
ومنع تنظيم داعش الاحتفال بالمولد النبوي في مدينة الموصل خلال فترة سيطرته عليها لمدة ثلاث سنوات حتى تحريرها عام 2017. ونفس الأمر بالنسبة لعدد من المحافظات العراقية التي عادت للاحتفال بالمولد النبوي عقب تحريرها من قبضة التنظيم الإرهابي، مثل نينوى، وتكريت، وقضاء الضلوعية.