نكشف العلاقة السرية بين الإخوان والسيناتور الأمريكي "جون ماكين"
أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية وفاة جون ماكين السيناتور الأمريكي عن عمر يناهز 81 عامًا بعد معركة مع سرطان الدماغ، لتسدل الستار بعدها عن حياة واحد من أقوى رجال الإخوان داخل دوائر صنع القرار الأمريكية.
تقرير أمريكي نشرته مواقع متخصصة في مكافحة الإرهاب كشف كواليس التعاون الطويل بين ماكين والإخوان والذي بدأ بعداء، حيث كان للسيناتور الأمريكي حديث في 6 فبراير عام 2011 يدعو فيه إلى تنحي مبارك على أن يتولى الجيش مع منظمات ديمقراطية أخرى حكم البلاد دون أي مشاركة من الإخوان التي كان يعتبرهم جماعة راديكالية عنيفة لا تستحق الدعم الأمريكي لدرجة أنه عادى نظام أوباما وقتها بعدما نما إلى علمه وجود نوايا منه لدعم الإخوان وقد أفصح عن ذلك صراحة.
عام واحد فقط كان كفيلا أن يغير من موقف "ماكين" المعادي للإخوان، ففي عام 2012 سافر جون ماكين إلى مصر لنظر مشاكل بعض الأمريكان المسجونين، والتقى وقتها وفدا من الإخوان، وتحول بعدها من عدو لدود إلى صديق قوي بعد مساعدة الإخوان له في إطلاق سراح هؤلاء السجناء الأمريكيين الذين كانوا أعضاء في عدد من المنظمات غير الحكومية المدعومة من أمريكا.
ومنذ ذلك التاريخ تحديدا أصبح ماكين هو صوت الإخوان في دوائر صنع القرار الأمريكية، فهو من رفض قطع المعونة عن مصر بعد وصول مرسي للحكم بعد مطالبة بعض نواب الكونجرس هذا الأمر خوفا من سياسات الإخوان، كما أنه بعد عزل مرسي كان له تصريح واضح يصف ثورة 30 يونيو بالانقلاب ويدعو الرئيس أوباما لقطع المعونات الأمريكية لمصر كعقاب لها على الإطاحة بالمعزول محمد مرسي، وبعدها مباشرة أطلق تصريحات عديدة رفض فيها سجن قيادات الإخوان بعد الثورة مطالبا الدولة المصرية بالإفراج عنهم فورا وإلا سيتعرضون لعقوبات قاسية.
رفض جون ماكين مطالب 5 من أعضاء الكونجرس الأمريكي بضرورة الكشف عن نشاط جماعة الإخوان الإرهابية في أمريكا بعد تنصيب مرسي رئيسا لمصر، وشن هجوما شرسا على الخماسي وخاصة بعد هجومهم على هوما عابدين أحد فريق عمل المرشحة الرئاسية السابقة هيلاري كلينتون والتي كانت مقربة جدا من الجماعة.
ظل السيناتور الأمريكي حجرا عثرة حتى قبل وفاته أمام مشروع الكونجرس الأمريكي المتعلق بحظر نشاطات الجماعة في أمريكا ووضعها على قوائم الإرهاب كما كان يطلب عددا كبيرا من النواب وعلى رأسهم السيناتور تيد كروز.
لم يقف دعم ماكين للإخوان في مصر فحسب بل دعم الإخوان في جميع أنحاء العالم والدليل على ذلك إنه في فبراير 2014 رفض هجوم مسيحيين سوريين على جماعة الإخوان داخل الكونجرس واتهامهم لهم بحرق كنائسهم في سوريا، وخرج غاضبا من القاعة، مستعينا بعد ذلك بباحثة سورية تردد أنه قام بالدفع لها لمنع أي اتهام يلاحق جماعة الإخوان في سوريا ويضعها على قوائم الإرهاب مثل الجماعات الأخرى الفاعلة في المشهد السوري.
مات جون ماكين وسط حسرة إخوانية كبرى على رحيل أحد أهم رجالها على الإطلاق داخل أمريكا، الأمر الذي قد يكون سببا في حظر الإخوان بأمريكا في الفترة المقبلة.