مقاصد العيد
إن من أهم المقاصد التى شُرع العيد لأجلها الالتقاء بين المسلمين والاجتماع فيما بينهم، وأبرز ما يتجلى ذلك فى صلاة العيد وهم يذكرون الله الواحد "الله أكبر الله أكبر"، وما يستشعره كل فرد منهم من رابطة الأخوة التى تجمع بينهم والإيمان الذى يوحد قلوبهم تحت راية واحدة، وهى راية الإسلام، وشعار واحد هو شعار التوحيد "لا إله إلا الله"، ولأجل هذا المعنى كان من السنة أداء صلاة العيد فى المصلى، حيث يجتمع معظم أهل البلد فى مكان واحد يؤدون صلاة واحدة.
ومن مقاصد العيد إدخال الفرحة على المسلمين بعد أدائهم عباداتهم، فعيد الأضحى يأتى بعد انقضاء أعظم أركان الحج وهو يوم عرفة، فالعيد مرتبط بالعبادة ولصيق بها، وفى ذلك إشارة عظيمة إلى أن تعب المتعبدين يأتى بعده الفرح والسرور، وأن العيد جائزة المتعبدين فى الدنيا، فإن الجائزة الكبرى فى الآخرة جنات تجرى من تحتها الأنهار.
ومن مقاصد العيد تفتح مجالات لوصل ما انقطع بين الأرحام والأقارب والأصدقاء، فليس هناك وقت تصفو فيه النفوس وتقبل على بعضها كأيام العيد، حيث تتآلف وتتعانق الأرواح فى سماء المحبة.
ومن مقاصد العيد أن يحيا الفقراء المسلمون جميعا فى كفاف من قوتهم ولبسهم، فيفرحون بالعيد كما يفرح غيرهم، ويلبسون الثياب النظيفة كما يلبس غيرهم.
ومن مقاصد العيد المعتبرة تغيير نمط الحياة المعتادة وكسر رتابتها الثابتة، وذلك أن من طبيعة النفس الانسانية أنها تحب وتتطلع دوما إلى تغيير ما اعتادته وألفته من عادات، فكان العيد مناسبة لتغيير نمط الحياة بحيث يشعر المسلم فى هذه المناسبة بصلة جديدة مع من حوله، ويحس واقعا متجددا من الحياة.
ومن مقاصد العيد التوسعة على المسلم باللهو المباح.. يرشدنا لهذا المعنى قوله، صلى الله عليه وسلم، لأبى بكر- رضى الله عنه- وقد دخل على السيدة عائشة، رضى الله عنها، فى يوم عيد ووجد عندها جاريتين تغنيان، فأنكر عليهما ذلك، فأشار إليه، صلى الله عليه وسلم، "دعهما"، والمراد من قوله، صلى الله عليه وسلم "دعهما" أن لكل قوم فى عيدهم فرحا ومسرة وشيئا من اللهو، فهذا إعلام بالرخصة فى غناء الجاريتين لأجل كون اليوم يوم عيد.
ومن مقاصد العيد التسامح ومباسطة الأهل ومداعبتهم، والتوسعة عليهم، والعفو والصفح عنهم، ونسيان ما حدث من خطأ ونسيان.