هل تنطلق إمبراطورية داعش مجددًا من أفغانستان؟
في الشهور الماضية، نجحت جهود القوات الأمريكية المشاركة في الحرب على داعش، وهو ما قلص المناطق التي سيطر عليها، إلا أن تقارير خرجت من مصادر عدة تؤكد أن التنظيم لا يزال يشكل خطرًا كبيرًا، وقدّر التقرير- بناء على معطيات وزارة الدفاع- عدد مقاتلي داعش في العراق بـ17 ألفا، وفي سوريا 14 ألفا آخرين.
عدة صحف ومراكز بحثية كبرى، حذرت من الخطر القادم من تنظيم داعش الإرهابي، وليست هذه المرة من داخل سوريا أو العراق، ولكن من منطقة أخرى، بعضها توقع أن تكون أفغانستان هي نقطة الانطلاقة الجديدة.
وقال التقرير الأممي إن التنظيم سيتحول من "دولة أولية" إلى "شبكة إرهابية تقليدية"، ولكن ليس مثلما تحولت "القاعدة" بعد تفككها خلال الغزو الأمريكي لأفغانستان عام 2001.
ويقول كارمون، باحث كبير في المعهد الدولي لمكافحة الإرهاب في مركز هرتسليا متعدد التخصصات: "في العراق، اختفى تنظيم داعش وسط السكان، بعد أن أعد البنية التحتية لهذا الغرض، ونرى اليوم أن التنظيم لا يزال مستمرًا في شن هجماته التقليدية، أما في سوريا فأطاحت قوات بشار الأسد بداعش من الجنوب الغربي، لكنه لا يزال نشطًا في الجنوب الشرقي على طول الحدود العراقية، ويقع المعقل الرئيسي لداعش في محافظة إدلب الشمالية".
منذ تدمير مقره في مدينة الرقة عام 2014، حاول تنظيم داعش الهروب من عملية "العزم الصلب" الأمريكية، بإقامة قواعد في أماكن أخرى، وكان أبرز هذه الأماكن شبه جزيرة سيناء واليمن وليبيا، وبدأ التنظيم عملياته رسميًا في أفغانستان أوائل عام 2015، وبعد عدة أشهر حذرت واشنطن من أن التنظيم "يركز بشدة على إقامة خلافة أخرى".
وتقول صحيفة أمريكية: في يونيو الماضي، كشف القائد الأعلى للقوات الجوية الأمريكية في أفغانستان عن أن تنظيم داعش في مقاطعة خراسان، أو كما يعرف بفرع التنظيم في جنوب آسيا، حاول مرتين، هذا العام، إنشاء دولة له في ولاية ننجرهار، على جانبي الحدود مع باكستان.
وحذر الجنرال الأمريكي، جوزيف فوتيل، قائد القيادة المركزية الأمريكية المكلف بالإشراف على الحرب في أفغانستان، هذا الأسبوع، من أن البنتاجون قلقة من أن داعش ينوي شن هجمات في الغرب.
تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الوطني لدراسة الإرهاب والرد عليه حدد، في وقت سابق من هذا الشهر، أن تنظيم داعش في ولاية خراسان، والذي يُصنف على أنه منفصل عن تنظيم داعش في سوريا والعراق، تم إدراجه كواحدٍ من أكثر عشر مجموعات إرهابية فتكًا في العالم، بعد أن نفذ 197 هجومًا في 2017 أدى لمقتل 1302 شخص، فيما قام تنظيم داعش في سوريا والعراق بشن 1321 هجومًا ما تسبب في مقتل 7120 شخصا.
في الحقيقة، وحسب تقارير إعلامية، قد تكون طالبان على وشك توسيع الرقعة التي تسيطر عليها بعد أن شنت هجومًا مفاجئًا على الملعب الوطني بأفغانستان، والذي يبعد 110 كيلومترات جنوب شرق كابول، وعلى الرغم من أن الجنرال فوتيل شدد على أن جهود الولايات المتحدة نحو تحقيق المصالحة بين الحكومة الأفغانية وطالبان منفصلة عن الحرب ضد تنظيم داعش في خراسان، إلا أنه يبدو أن هناك علاقة واضحة بين الاثنين.
ولعل حدوث هذا السيناريو يعيد أفغانستان كمنطقة خصبة لمنظمة إرهابية مزدهرة (داعش خراسان)، وبعد أن هُزمت القاعدة إلى حد كبير على يد الجيش الأمريكي، يبدو أن الرئيس دونالد ترامب عازم على إعادة القوات الأمريكية إلى أرض الوطن.