"انقلبت الطاولة".. ماذا يحدث في "درعا والقنيطرة" بسوريا؟
رفع النظام السوري، العلم على محافظة "درعا"، معلنًا خلوها من الإرهاب بشكل رسمى خلال اليومين الماضيين.
لم يكد ينتهي النظام من هذا الإعلان حتى درات المعارك أمس، بينه وبين عناصر تنظيم "داعش" ليعلن التنظيم فجر اليوم الأحد، سيطرته على 16 قرية بريف درعا والقنيطرة.
ماذا حدث؟
الخميس الماضي، خرج عدة الآف من قريتي الفوعة وكفريا، متوجهين إلى مناطق سيطرة النظام السوري إثر اتفاق جرى بين النظام والفصائل المسلحة، يقضي بتسليم المعارضة للمناطق التي يسيطرون عليها بدرعا والقنيطرة، مقابل تسوية أوضاعهم معه أو ترحيلهم إلى شمال غربي سوريا، والإفراج بموجب عن المئات من السجناء التابعين لهذه الفصائل بىسجون النظام السوري.
فى اليوم ذاته وافقت بعض الفصائل المسلحة الموجودة بالقنيطرة على إبرام صفقة أخرى مع قوات النظام السوري تقضي بمغادرة المقاتلين الرافصين للتسوية من محافظة "القنيطرة" إلى "إدلب" أو الرضوخ ليسطرة الدولة ونفوذها، وعودة الجيش السوري إلى المواقع التي كان يسيطر عليها قبل عام 2011م.
على مدار يومين متتاليين دخلت الحافلات لنقل من يريدون الخروج من هذه المناطق، وذلك بالتزامن مع دخول قوات النظام السوري لاستعادة السيطرة وبسط نفوذها من جديد.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، بحسب معلومات وصفها بـ"الموثقة"، أن القافلتين الخارجتين من ريف درعا وريف القنيطرة، لم تصلا إلى وجهتهما، عند معبر مورك في القطاع الشمالي من ريف حماة، والذي يفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام، ومناطق سيطرة الفصائل وهيئة تحرير الشام، حيث أكدت المصادر أنه جرى تجميع القافلتين عند منطقة التحويلة بمحيط مدينة حمص، كما جرى توقيف القافلتين، في حين جرى تحضير عشرات الحافلات عند معبر القنيطرة، لنقل المدنيين والمقاتلين المهجرين من الجنوب السوري إلى مراكز إيواء ومخيمات بريف درعا.
المرصد السوري لحقوق الإنسان كان نشر أمس أن نحو 48 حافلة على الأقل خرجت من ريف القنيطرة، بعد تفتيشها تحضيراً لعملية نقل المهجرين من المدينة، من الرافضين لاتفاق ممثلي المدينة وفصائلها مع النظام نحو الشمال السوري.
رغم الاتفاقات مع الفصائل المسلحة جعلت محافظة "درعا" تحت سيطرة النظام السوري بشكل كامل، إلا أن هناك جيوبًا لم تشملها هذه الاتفاقات تمثل ثغرات يمكن أن تنطلق منها الهجمات على النظام السوري مرة أخرى. في "درعا" تقع بعض التلال تحت سيطرة مجموعات من عناصر "هيئة تحرير الشام"، كما تقع منطقة "حوض اليرموك" تحت سيطرة "جيش خالد بن الوليد" التابع لتنظيم "داعش".
أما فى القنيطرة فتوجد 8 قرى شمال "حوض اليرموك" تقع تحت سيطرة "جيش خالد بن الوليد" التالبع لتنظيم "داعش" بشكل كامل، وهي أخر معاقل التنظيم فى هذه المنطقة.
تشير الأنباء إلى أن أعداد كبيرة من عناصر "هيئة تحرير الشام"، الذين رفضوا الاتفاق مع النظام السوري قد انضموا إلى "جيش خالد بن الوليد"، وسلمت الهيئة السلاح الثقيل والذخائر لهم أيضًا قبل خروجهم شمالًا نحو إدلب، وهو الأمر الذي ذكرته وكالة "سبوتنيك" الروسية.
وقالت نقلًا عن مصادر ميدانية: إن فصائل من تنظيم "الجيش الحرّ" وجبهة النصرة، أعلنت البيعة لـ"داعش" في حوض اليرموك وقاموا بدمج مناطق سيطرتهم مع (إمارة) تنظيم جيش خالد بن الوليد التابع لـ"داعش".
وأشارت المصادر إلى أن القرى والبلدات التي انضمت لـ"داعش"، هي: (البكار، والعبدلي، والجبيلية، والمقرز، وسد المقرز، والمعلقة، والمجاحيد، والدرعيات، وأبو حجر، والمشيدة، وعين زبيدة، وسد الجبيلية).
وهي نفس المناطق التى أعلنت وكالة "أعماق" التابعة لتنظيم "داعش"، اليوم أن التنظيم قد سيطر عليها بالفعل.