لماذا فشل الإخوان في ضم «محمود الخطيب» للجماعة؟
هناك العديد من الأوراق "السرية" داخل جماعة الإخوان المسلمين، لم يطلع عليها أحد وكانت حبيسة أدراجها، ويعرفها فقط من التصق بالجماعة لسنوات، والتي كان يتم تداولها فقط داخل جدران مكتب الإرشاد، منها فشل الجماعة، في ضم مشاهير من الرياضيين والفنانيين والإعلاميين أيضا..
بدأت نجومية لاعب الكرة الشهير محمود الخطيب، في منتصف السبعينيات من القرن الماضي، وعُرف عنه الالتزام الديني، الذي منعه من الاحتراف الأوروبي، لخشيته من "المراهنات" المصاحبة والمعمول بها في الدوريات الأوروبية، وكان "بيبو" تلقي عرضًا فرنسيًا من أحد الفرق الكبري هناك"موناكو" للعب ضمن صفوفه ولكنه رفض العرض.
والأسباب التي أعلنها"بيبو" للصحف المصرية والعربية، حول رفضه للعروض الاحترافية التي تلقاها، وتحديدا عرض "موناكو"من خلال تصريحاته، والتي أمسك بها مرشد الإخوان"عمر التلمساني" بعد تأكده من الالتزام الديني لنجم الكرة، وهي المواصفات التي وضعتها "الجماعة" بضم الشخصيات العامة والشهيرة إليها.
"الخطيب" يتمتع بجاذبية جماهيرية كبيرة، وواجهة رياضية تفتقدها الجماعة، ورغم الرغبة"الإخوانية" بضم نجم الكرة، كان هناك حائط صد داخلي بالإخوان مثله، القيادي "مهدي عاكف" مدرس التربية الرياضية، والمسئول عن معسكرات الشبابية التي تقام صيفا بالإسكندرية، والذي كان يميل إلى الألعاب الفردية وعلي رأسها "الكاراتيه والكونغ فو"ولم يكن مؤيدا لكرة القدم، معتبرا ضم"بيبو" لصفوف الجماعة سيعود بنتائج عكسية لأن جماهيرية ناديه تفوق جماهيرية الإخوان، وأي صدام فكري معه، له نتائج كارثية علي الإخوان، نظرا لشعبيته الجارفة.
ومحاولة "الإخوان" ليكون "الخطيب" ضمن كوادرها، يؤدي لجذب عدد كبير من شباب الجامعات المصرية إليها، خاصة بعد أن نجحت "الجماعة" في خطف نجوم شباب الجامعات المصرية لتلك المرحلة، للعب باسمها كما فعلت مع قيادات"الجماعة الإسلامية"أنشط جماعة طلابية بالجامعات المصرية علي الإطلاق، وكما فعلت مع، عبد المنعم أبو الفتوح، وعصام العريان وحلمي الجزار وأبو العلا ماضي، وعصام سلطان وآخرين، والذين كانوا ضمن صفوف "الجماعة الإسلامية.
كانت جماهيرية "بيبو" ضالة الجماعة الشعبية المفقودة، خاصة أن جمهور كرة القدم المصرية، هو أشهر حزب جماهيري، حيث كانت الدولة المصرية خلال تلك المرحلة تسير في عصر المنابر قبل أن انتقالها رسميا لعصر الأحزاب السياسية.
لم يكن"عاكف" هو العقبة الوحيدة، حيث كان الفريق عبدالمحسن مرتجي رئيس النادي الأهلي، هو العقبة الأكثر تشددا بوضعه شروطا قاسية علي لاعبه المدلل منعت"بيبو" وأقنعه بعدم الانضمام للحركات السياسية التي كانت تدشن في تلك المرحلة،حيث كان "الحزب الوطني الديمقراطي" والذي ترأسه "السادات" يبحث عن كوادر شبابية "شهيرة" وضمها إليه.
علاقة "بيبو" بالفريق مرتجي، كانت سببا في طلب الأخير لنجم فريقه الكروي رفضه كافة العروض التي كانت تنهال عليه بما فيها العروض السينمائية، ومنها ايضا العمل بالسياسة، وأن يكون عمله الوحيد"كرة القدم " وهى التصريحات الإعلامية، التي أوقفت زحف"التلمساني".
ولعب المدرب المجري "هيديكوتي" دورا مهما في رفض نجم فريقه الكروي، الانشغال بشىء بعيدا عن كرة القدم حيث كانت تربطه بـ"بيبو" علاقة خاصة ومميزة دون باقي أعضاء الفريق.