مرصد الإفتاء: الإرهابيون يلجأون للهجمات الانتحارية لتعويض خسائرهم
أوضح مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء الشاذة، التابع لدار الإفتاء المصرية، أن التنظيمات الإرهابية والجماعات المتشددة، تحت وطأة الخسائر المتلاحقة التي مُنيت بها في الفترة الأخيرة، وتراجع سيطرتها في المناطق التي تنتشر فيها، لجأت إلى السلاح الأقل كلفة والأكثر تأثيرًا بالنسبة لها، وهو الهجمات الانتحارية التي تلحق الضرر بعدد أكبر من الضحايا والممتلكات.
وأكد المرصد أن التنظيمات الإرهابية والجماعات المتشددة تلجأ إلى تنفيذ هذه الهجمات الانتحارية، نظرًا لبساطتها، وتعدد وسائل تنفيذها، وانخفاض تكلفتها؛ لأنها تعتمد على انتحاري واحد- ممن تطلق عليه تلك الجماعات اسم "انغماسي"- يرتدي حزامًا ناسفًا أو يقود مركبة مفخخة، كما تعتمد أيضًا على صعوبة المواجهة الأمنية لهذه الهجمات لسهولة تخفي ذلك الانتحاري بين المواطنين العاديين.
وأضاف المرصد أن هذه الهجمات أصبحت نمطًا أساسيًّا في العمليات الإرهابية التخريبية التي ترتكبها تلك الجماعات والتنظيمات، في إطار المواجهات المستمرة بينها وبين الأجهزة الأمنية في الدول التي تتركز فيها تلك الجماعات، والتي تتسع شرقًا وغربًا في آسيا وإفريقيا، وطالت العديد من دول أوروبا أيضًا.
وأشار المرصد إلى أن هذه العمليات اتخذت خطًّا متصاعدًا منذ ظهور تنظيم "داعش"، الذي بدأ ارتكاب هذه الجرائم في العراق مستهدفًا المراقد والمساجد الشيعية، ثم انتقل إلى سوريا وأفغانستان ودول أوروبا.
وتابع مرصد الإفتاء أن استخدام هذا النمط من الهجمات انتقل بدوره إلى إفريقيا، على يد جماعة "بوكو حرام" بعد أن بايعت تنظيم داعش واستلهمت أساليبه وخططه في الهجمات الإرهابية التي تشنها، حتى أصبحت أكثر الجماعات الإرهابية استخدامًا للهجمات الانتحارية في العالم.
وفي أفغانستان، اعتمد تنظيم "ولاية خراسان" هذا النمط الهجومي في تنفيذ عملياته الإرهابية، والتي استهدفت المدنيين، وتركزت في الفترة الأخيرة على استهداف مراكز تسجيل الناخبين.
ولفت مرصد دار الإفتاء إلى أن استخدام هذه الهجمات لم يقتصر على تنظيم "داعش" والجماعات الموالية له فحسب، بل امتد أيضًا إلى الجماعات الإرهابية الأخرى التي باتت تعتمد استخدام هذا النمط من الهجمات الانتحارية، حيث قامت حركة الشباب في الصومال، وحركة طالبان في أفغانستان، وتنظيم القاعدة في المغرب، بتكثيف الهجمات الانتحارية التي نفذتها في الفترة الأخيرة.