«سيف الإسلام» القذافي.. من يكشف مصيره ومستقبله؟
«اختفاء تام منذ توقيفه.. سجن شديد السرية.. ثم إفراج تلفزيوني، وتصريحات ليست على لسانه.. وترشح للرئاسة.. ثم نفي»، هذه قصة سيف الإسلام نجل العقيد الليبي الراحل معمر القذافي باختصار، والذي يظل مصيره غامضا حتى الآن وسط صمت حكومي ودولي.
في 19 نوفمبر 2011، أُلقي القبض على سيف الإسلام، على يد ثوار تابعين للمجلس الانتقالي الليبي وقتها، بالقرب من مدينة أوباري (جنوب غربي ليبيا)، خلال محاولة هرب فاشلة منه إلى دولة النيجر.
بعد اعتقاله تم نقله إلى مدينة الزنتان (غرب ليبيا)، والتي أكد مسلحوها أنهم لن يسلموه إلا بعد تشكيل حكومة وطنية، وذكر بعض من تابعوا عملية سجنه، أنه لم يكن مسجونا بالمعنى التقليدي لكنه كان تحت "الإقامة الجبرية"، بل ذكر البعض أنه كان يتمتع بكل شيء ما عدا التجوال خارج أسوار الكتيبة وانه لم يتعرض لأي أذى أو إهانات.
ظل سيف القذافي (46 عام) في مدينة الزنتان حتى يونيو 2017، ثم أعلنت كتيبة أبو بكر الصديق التي كانت تحتجزه الإفراج عنه بموجب قانون العفو العام الذي أصدره وزير العدل حينها.
منذ الإفراج عنه، لم يظهر سيف إلى العلن ولو مرة واحدة، ولم تتحدث أي حكومة مرت على ليبيا عن وضعه أو مصيره أو حتى تطلب تسليمه.
في تطور كبير لقضية سيف القذافي بعد الإفراج عنه بوقت صغير جدًا، طالبت المحكمة الجنائية الدولية باعتقاله وتسليمه فورا للخضوع للتحقيق لديها لارتكابه جرائم حرب ضد الليبيين لصالح نظام والده المقتول على يد الثوار في أكتوبر 2011.
رغم كل هذه التفاصيل والزخم حول سيف محليا ودوليا إلا أنه لم يظهر ولو مرة واحدة، ما دفع البعض للاعتقاد بأنه قد قُتل خلال تواجده في الزنتان.
تواصلت أنا شخصيًا مع المحكمة الجناية الدولية لمعرفة تفاصيل الملف، لكن المحكمة أكدت أن دورها أن تظل تطالب باعتقاله مرة أخرى وتسليمه، وأنها غير مخولة بالبحث عن مكانه أو الرد على تصريحات باسم سيف القذافي، المهم عندها اعتقاله وتسليمه.
صديق مقرب من سيف، أكد لي أنه حتى وقت قريب "لم يحدده"، تواصل مع سيف هاتفيا وأن الأخير على قيد الحياة، لكنه لم يعرف الآن مصيره أو مكانه، لكنه استبعد سيناريو قتله.
في مفاجأة جديدة، أعلن أيمن بوراس، المتحدث باسم سيف القذافي، أن "نجل القذافي سيترشح في الانتخابات الرئاسة المزمع عقدها في ليبيا نهاية العام الحالي، وهو ما قابله الشارع الليبي بمزيد من الغضب والترقب والخوف من عودة نظام القذافي من جديد، خاصة مع ضعف الساسة الذين أفرزتهم الثورة ضد القذافي.
بعد أيام قليلة، ردت كتيبة "أبو بكر الصديق"، التي تحتفظ بحصرية معرفة مكان ومصير سيف القذافي، أن الأخير لم يخول أحدًا بالحديث باسمه، ونقلت عن سيف نفيه القاطع ترشحه للرئاسة في ليبيا، وهو ما سبب غموضا فوق الغموض.
هنا التساؤل: لماذا تتحدث الكتيبة باسم سيف حتى الآن، رغم تأكيدها من قبل أنه أفرجت عنه ولاعلاقة لها به، ولماذا لم يظهر سيف شخصيا لثوانٍ ليقول لليبيين: "أنا هنا ولازلت حيا"؟
رغم كل هذا الغموض والجدل الذي سببه نجل القذافي إلا أنه يظل رهان قوي لأتباع نظام والده القذافي، خاصة أن هؤلاء الأتباع بدأوا في ترتيب أوراقهم وسجلوا بقوة في سجلات الناخبين، ناهيك عن التواصل مع البعثة الأممية إلى ليبيا والتي رحبت بهم كفصيل مشارك في المؤتمر الوطني الجامع.
لكن.. إلى متى سيستمر الغموض هو سيد الموقف في مصير سيف القذافي؟ وهل سيكون الأخير رهانا قويا أم خاسرا لأتباع نظام والده، الأيام تحمل الكثير في الملف الليبي والذي يعد من أعقد ملفات المنطقة الآن.