لماذا لجأ "داعش" إلى أفغانستان؟
ظلت أفغانستان "موطن" تنظيم القاعدة، وانتقال تنظيم "داعش" إلى هناك أحدث عدة تغيرات في الخريطة الاستراتيجية هناك، كان أهمها أن الانتقال جاء بموافقة "المحتل" الأمريكي لأفغانستان، بعد هزيمته في العراق وسوريا، فضلًا عن الاختلافات العقائدية بين "داعش" و"القاعدة"، فتنظيم القاعدة يرفض شرعيا "حرق وذبح" خصومه وهي العمليات الانتقامية التي يقوم بها التنظيم ضد معارضيه، وهو ما عبر عنه صراحة، زعيم القاعدة "أيمن الظواهري"، في إحدي رسائلة المسجلة، عندما هاجم إصدارات "داعش" المرئية، التي تناولت مشاهد دموية.
لعل أبرز الملاحظات، هي إقدام الولايات المتحدة الأمريكية، وضع الخصمين "داعش" و"القاعدة" وجها لوجه على الأرض هناك، لتكون قريبة من الأراضي الروسية، وهي القوة التي واجهت تطلعات الأمريكان في السيطرة على الشام ومناطق أخرى من العالم العربي مثل اليمن.
إلي جانب أن الأراضي الأفغانية ترتبط بحدود مشتركة مع عدة دول أهمها إيران وتركيا حليف اليوم عدو الغد، وباكستان القوة النووية الإسلامية الوحيدة في العالم.
ومن التغيرات الاستراتيجية التي أحدثها تهريب "داعش" لأفغانستان، من وجهه نظر الإدارة الأمريكية، أن تكون بديلا عن تنظيم القاعدة، في المراحل القادمة من صراع القويتين "الروسية والأمريكية"، حيث تهدف الأخيرة إلى وضع القوات الروسية في حالة تأهب دائم بمناطق نفوذها فقط في القوقاز، وعدم تطلع"الروس" لمناطق أخرى بالشرق الأوسط، في الوقت نفسه تحاول الإدارة الأمريكية إشعال المعارك بين "داعش والقاعدة"، فالمنتصر بينهما اليوم "مهزوم" غدًا على أيدي الأمريكان.
وقد تم رصد فرار مقاتلي آسيا الوسطي، والمقدر عددهم بنحو 5 آلاف، سبق لهم مبايعة داعش في سوريا والعراق، وانتقل نحو ألف عنصر مسلح منهم، بحسب مصادر أصولية، إلى أفغانستان، وهوما يؤكد قيام الإدارة الأمريكية بتوفير الغطاء الأمن لهذه العناصر بتواجدها في أفغانستان، لمهمة لم تكشف عنها الإدارة العسكرية الأمريكية بعد.
هذه التغيرات الاستراتيجية من قبل الأمريكان، دفع بتنظيم القاعدة بتبني عدة تفجيرات قام بها في الأسابيع الأخيرة، منها مراكز شيعية وثقافية ومراكزأمنية شرطية وعسكرية، وهي محاولة من التنظيم الإعلان مجددا عن تواجده بالأراضي الأفغانية، حيث لم يغادر العديد من قادة القاعدة الأراضي الأفغانية، في الوقت الذي لا يزال تنظيم"داعش" بعيدًا عن أضواء التفجيرات والعمليات الإرهابية، بالإضافه لعدم نشره للمعلومات حول تواجده هناك، من خلال تواجد حقيقي بتبني تفجيرات ضد القوات الحكومية الافغانية، وهي فترة الترقب التي اعتاد التنظيم اللجوء إليها قبل تنفيذ إحدى المهام الموكلة إليه.