أحمد حميدة يكتب: لماذا هذا المسار ؟
سؤال يطرح نفسه: ما الذي يجعل الحالة الإسلامية تصل إلي الطريق المسدواد المرة بعد المرة ؟ شيء ما يقود إلي النتائج ذاتها !!.
تدخل كثير من الحركات الإسلامية في معارك وصدامات تقودها إليها أفكارها ومنطلقاتها وتخرج من صدام إلي آخر ولا تسأل نفسها السؤال الطبيعي عند الدخول في مثل هذه الصدامات ما الذي يقودني إلي أتون هذه المعارك ؟ وهل هناك مسارات أخري لنتفادي بها هذه الصدامات ؟ ولكن جرت العادة علي أن تحيل المشكل إلي الآخر لتهرب هي أو بالأصح يهرب قادتها من تحمل المسئولية بالحديث عن المؤامرة وأن الكون كله يحاربنا إلي آخر هذه الشماعات للهروب من المساءلة والمحاسبة لكن عندما يصدق العزم ويكون هناك مصارحة وشفافية مع ذاتها اولًا ثم مع مجتمعاتها ثانيًا يكون من الممكن أن تزاح هذه الغمامة عن الأعين فتبصر أوجه الخلل أو تر الضوء في آخر النفق فقيام هذه الحركات بمراجعة أفكارها وتقييمها وتحليل مقولاتها التأسيسية مع نظرة شاملة علي كل مواقفها وقراراتها يقودها هذا المنهج في النقد والتحليل إلي أن تضع يدها علي موطن الداء عندها فما يعوق هذه الحركات والتنظيمات من التقدم ومن بناء مستقبل جديد يكمن في الأطر الحاكمة والمقولات العامة التي تترسخ في أذهان هذه الحركات فلو أرداوا السير إلي الأمام بدلًا من الغرق في الماضي وبناء نهضة شاملة وإيجاد مستقبل واعد فليس أمامهم إلا طريق وحيدة ألا وهي طرح أفكارهم ومنطلقاتهم والبني الفكرية والتنظيمية علي طاولة الحوار والمراجعة والنقد العلني والشفاف والصريح والأخذ والرد وتلاقح الأفكار لأنها تؤثر في فضاءات المستقبل وتعوق التقدم وتكون سببًا في حجب اشراقات عن مجتمعاتها ودولها خاصة وعن الأمة عامة فليس يكفي أبدًا الاعتراف بالخطأ ثم يكون السير في نفس الاتجاه وانتظار نتائج مغايرة ! والتعذر بقول أنه ليس هناك مسار آخر غير هذا المسار !.
يقول د جاسم سلطان " إننا حين ندرس نظام الأفكار ففرضنا الرئيس هو تحرير الأ<يال القادمة من أسر الأفكار التي أفقدت الإنسان المسلم القدرة علي رؤية العصر، ومعرفة شروط إنجاز المشاريع الوطنية وشروط الاستقرار وجعلته يدور حول نفسه في تجارب عقيمة لا يكاد يخرج من أزمة إلا ليدخل في أكبر منها وفي كل مرة تنجح تلك الأفكار في إعطائه المسكنات بينما تتضاءل قدرته للعبور إلي عصر جديد فالأمر يحتاج إلي مكاشفة ربما تكون مرة ولكن تلك طبيعة المراجعات.
لعلي أكون قد أجبت علي السؤال المطروح أعلاه ما الذي يقود الحالة الإسلامية إلي الطريق المسدود المرة بعد المرة.