أزمة بين واشنطن ولندن حول تسليم اثنين من عناصر «داعش»
طلبت بريطانيا من الولايات المتحدة الأمريكية، تسليمها اثنين من رعيتها اللذين اعتقلا في شرق سوريا، بعد أن قررت السلطات الأمريكية، إرسالهما إلى سجن جوانتنامو، في قاعدتها العسكرية في كوبا.
ورفض توبياس أيلوود، الذي قتل أخاه إرهابيون في مدينة"بالي"بإندونيسيا، حسب صحيفة التايمز"اللندنية"، نقل شقيقه إلى "جوانتنامو"مشددا على ضرورة خضوعهما لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي، معتبرا سجن "جوانتنامو" يناقض قوانين جنيف عن سجناء الحرب، ويستعمل العنف، وفشل في وقف العمليات المتطرفة حول العالم، والمستمرة حتى اليوم.
وقالت إذاعة بي بي سي: إن الحكومة البريطانية سحبت الجنسية البريطانية من الداعشيين: السوداني الأصل الشفيع الشيخ، والغاني الأصل ألكسندر كوتي، وكانت صحيفة "واشنطن بوست"الأمريكية قد كشفت في عددها الأخير، عن وجود اختلافات بين الخارجية الأمريكية والبيت الأبيض، حول مصير الرجلين، بعد مطالبة بعض كبار المسئولين في البيت الأبيض، منهم كبير مستشاري مكافحة الإرهاب، "توماس بوسرت"، إرسال الرجلين إلى جوانتنامو، وهو الطلب الذي يعززه، كبار مسئولي الخارجية، وعائلات الرهائن الأمريكيين الذين قتلهم "داعش".
من جهته قال المتحدث باسم وزارة العدل الأمريكية، إيان بريور: " علينا الاستمرار مع شركائنا، في تحالف لمواجهة "داعش"، في الخيارات حول مصيري "الشيخ، وكوتي"، لكننا نطمئن الجميع إلى نيتنا في محاسبة أي شخص مسئول عن ارتكاب أعمال شنيعة ضد أبرياء.
وقالت ديان فولي، التي كان مقاتلو "داعش" قطعوا رأس ابنها الصحفي جيمس فولى والصحفي "ستيفن سوتلوف" عام 2014: "أنا ممتنة جدا لأن هذين الإرهابيين قبض عليهما الآن، وآمل أن تتم مساءلتهما عن هذه الجرائم، وأن يحصلا على محاكمة عادلة، وعلنية، ويعرف العالم تفاصيل جرائمهما"، ولا أريدهما أن يذهبا إلى "جوانتنامو"، أو أي مكان من هذا النوع، حتي لا تدفن الحقيقة.
وكانت الخارجية الأمريكية، في حملتها ضد داعش، أعلنت إن "كوتي" من غرب لندن، شارك في تعذيب رهائن، وعمل في مجال تجنيد المتطوعين للانضمام إلى تنظيم داعش، وإن الشيخ اشتهر بالقيام بعمليات تعذيب للرهائن باستخدام أساليب الإيهام بالغرق، والإعدامات الكاذبة، وعمليات صلب.
يذكر أن الرئيس السابق باراك أوباما، حاول إغلاق سجن جوانتنامو، ثم أمر بتخفيض عدد المعتقلين فيه، وانخفض العدد إلى 41 معتقلًا، في الوقت الذي أصدر فيه الرئيس الأمريكي " ترامب"، أمرا تنفيذيا الشهر الماضي بعدم إغلاق المعتقل الأمريكي "الشهير"، وإعداده لمزيد من المعتقلين، وطالب "ترامب" من الكونجرس اعتمادات عسكرية جديدة، تبلغ 30 مليار دولار، فيها 5 مليارات دولار إضافية لبند مشاريع خارجية طارئة، وفيها مليار دولار لمشاريع منها تخطيط، وتصميم، وبناء، مشاريع في برنامج الاعتقال في خليج "جوانتنامو" في كوبا.