اعترافات 3 هاربين تفضح «داعش سيناء»: يسرق المساعدات الإنسانية
اعترف ثلاثة من أعضاء تنظيم «داعش» الإرهابي، الهاربين خلال الفترة الأخيرة، باستيلاء عناصره على المساعدات الإنسانية المتجهة إلى قطاع غزة، فضلًا عن حالة «المغالاة العقائدية» التي وصلوا إليها، وأصبحوا يكفرون عموم الناس.
وجاء في الإصدار المرئي الذي بثه «جهاز الأمن الداخلي»، التابع لحكومة غزة، اعتراف قياديين سابقين بـ«داعش سيناء»، تم القبض عليهما، فضلًا عن اعتراف القيادي الهارب حمزة الزاملي، الملقب بـ«أبوكاظم المقدسي»، الذي أصدر أمرًا بقتل الحمساوي السابق «موسى أبوزماط» منذ أكثر من أسبوعين.
وكان التنظيم الإرهابي قد بث، في وقت سابق، إصدارًا مرئيًا حمل اسم «ملة إبراهيم»، يظهر فيه أعضاء التنظيم يقتلون أحد عناصرهم السابق «موسى أبوزماط» بتهمة تهريب السلاح إلى حماس، التي يعتبرونها «مرتدة».
وحمل الإصدار الذي بثه الأمن الداخلي، اليوم الجمعة، عنوان «المهمة الجديدة لداعش في سيناء»، تأكيدًا بأن عناصر التنظيم الإرهابي يحاولون جاهدين محاصرة قطاع غزة من الجنوب قرب الحدود، لمنع دخول أي مساعدات إلى تلك المنطقة.
واعترف أحد العائدين من التنظيم «مقبوض عليه»، أنه اتجه إلى سيناء قبل 7 أشهر، والتحق بهم، حيث ظل بالمنطقة الحدودية القريبة من رفح، وبدأ بالعمل ضمن جهاز «الحسبة»، لافتًا إلى أن هناك ثلاثة أنواع من البضائع تعاملوا معها في البداية، وهي «بضائع المحرمات، والبضائع العامة، والبضائع العسكرية».
وذكر أن «بضائع المحرمات» كانوا يتلفونها في البداية كالدخان والسجائر، ثم «البضائع العامة» لعوام الناس من أكل وطعام كانوا يمررونها في البداية، ويحجزون «البضائع العسكرية» المهربة لحماس عبر الأنفاق، غير أنه بعد ذلك صدرت أوامر بحجز جميع أنواع البضائع والاستيلاء عليها وقطع المعونات عن المواطنين.
ولفت العائد الثاني- الذي ظهر في الإصدار المرئي- إلى أن هناك جهازين لداعش بسيناء، يقومان بمصادرة جميع البضائع المتوجهة إلى قطاع غزة، وهما ما يعرف بـ«جهاز الشرطة الإسلامية»، وجهاز «الحسبة»، قائلًا إنه منذ أن التحق بالتنظيم في ديسمبر 2017، ومكث في منطقة «شيبانة»، الحدودية القريبة من غزة وهو ينفذ أوامر التنظيم إلى أن قرر الهروب.
وفي نهاية الإصدار، بث الأمن الداخلي تحقيقات سابقة مع المدعو «أبوكاظم المقدسي»، الذي هرب إلى سيناء، يعترف فيها بأنه سرق ما أطلق عليها «معدات المجاهدين في غزة»، هو وأخوته.
من جانبها، بثت ما تعرف بجماعة «جند الإسلام» في سيناء، شريطا مصورا آخر، تحت عنوان «معذرة إلى ربكم»، أمس، لشخص قالت إنه «منشق» عن «داعش سيناء»، يدلي فيه باعترافات شخصية عن انضمامه إلى التنظيم الإرهابي وتفاصيل العمل داخله.
وسجلت الجماعة، اعترافات «المنشق»، كاشفًا عن تورط «داعش سيناء» في الهجوم على مسجد الروضة، الذي استشهد على إثره نحو 311 شهيدًا وإصابة العشرات.
وأكد المنشق، أن معلومات تسربت من قطاع العريش التابع للتنظيم الإرهابي، إلى الشيخ زويد، تحدثت عن تمكن عناصر داعش سيناء من الهجوم على مسجد الروضة التابع للصوفية، لأنهم مشركون وعبّاد القبور- حسب قوله.
ولفت إلى أنه بعد الحادث بأسبوع، أذاعوا عبر أجهزة اللاسلكي أنهم هجموا على المسجد بالفعل، واغتنموا أسلحة وذخائر، موضحا أن هناك عددا كبيرا من قيادات التنظيم كانت سعيدة بعمليات القتل والإبادة لكل الناس في الهجوم على الروضة.
وفضح ممارسات التنظيم الإرهابي الإعلامية، من خلال تضخيم عملياته الإرهابية، وذكر أنه مثلا إذا استهدفت آلية عسكرية، يقوم التنظيم بذكر عبارات «الإصابة المباشرة، واغتنام أسلحة، وسقوط القتلى»، بينما يكون الاستهداف بسيطا للغاية.
وشدد على أن عناصر داعش سيناء ليس لهم حرية المتابعة الإعلامية واستخدام الإنترنت، إلا في أضيق الحدود، وتحت مراقبة الأمنيين.
وذكر أن مجلس شورى التنظيم الإرهابي يتكون من 10 أفراد، ولكن أبرز اثنين، هما «أبوسهل الوالي»، ونائبه «أبوصالح»، وأخيرا محمد سعد الصعيدي القاضي الشرعي لـ«داعش سيناء».
من جانبه، قال الباحث الفلسطيني ثابت العمور، إن الفيديو الذي قدمه، بالأمس، جهاز الأمن الداخلي، والمتعلق بالمهمة الجديدة لداعش في سيناء، والذي تعرض لـ«الزاملي» تحديدا واستحضر من أسماه بالعائد رقم «1»، يعني أن مرحلة جديدة قد بدأت في العلاقة بين غزة وداعش، وأنه سيتم التعامل مع التنظيم بكل قوة خلال الفترة المقبلة.
ولفت «العمور»، في تصريحات صحفية، إلى أن دخول جهاز الأمن الداخلي على الخط، ورده على الفيديو، رغم أن الفيديو لم يتعرض للجهاز، يعني أن هناك توجها لدى غزة بإضفاء نوع من الرسمية على التعاطي مع «داعش».