البابا تواضروس: القدس للجميع ونرفص القرار الأمريكى «العنصرى»
قال البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية: "إن القدس ليست مكانا به معالم أثرية وله تاريخ فقط، ولكنها تمثل قيمة خاصة في إيماننا وتطلعاتنا وذاكرتنا وآلامنا، قيمة خاصة وهي رمز لتلاقي الشعوب بأسرها مع الله، وعلى أرضها المقدسة حدث الالتقاء بين السماء والأرض، وخاطب الله البشر على أرضها أكثر من أي مكان آخر".
وأضاف "تواضروس"، خلال كلمته بمؤتمر الأزهر الشريف لنصرة القدس المنعقد الآن، بالقاهرة: "للقدس مكانة كبيرة في قلب كل مسيحي، عاش فيها السيد المسيح وصنع معجزاته، وصارت لها قدسية خاصة، وبدأ المسيحيون يعمرون المدينة من جديد بعد هزيمة أورشاليم، وبنيت الكنائس فيها، وصارت لها ذكرى مقدسة في جميع القلوب وأصبح لكل كنائس العالم أماكن مقدسة فيها، والمسلمون يخصون القدس بقدسية خاصة ففيها قبة الصخرة والمسجد الأقصى".
وتابع: "إذا كانت القدس تمثل رصيدا تاريخيا للشعب اليهودي، فهي تمثل تاريخا حيا وذكريات حاضرة بقوة في وعي المسلمين والمسيحيين، ومن المؤسف أن تكون المدينة المقدسة مسرحًا للصراع عبر الأزمنة".
وتابع: "السلام اختيار لا بديل لنا عنه، السلام وثيق الصلة بالدعوة المسيحية، والسلام الدائم لا يأتي إلا بحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، السلام الحقيقي لن يصبح حقيقيًا إذا لم يتوقف العنف ولغة التهديد التي قدمت دون مراعاة لمشاعر المسلمين والمسيحيين عبر العالم ومنطقتنا بالشرق الأوسط".
واستطرد: "إني على يقين أن شعوب المنطقة جميعا تتطلع نحو مستقبل أفضل تحيا فيه وفق تعايش مشترك ووفق مبادئ المحبة والسلام واحترام الحقوق"، متابعًا: "إن القدس وضعها المميز يؤهلها لأن تصبح واحة سلام ترتفع منه القلوب على مستوى الكنيسة المصرية، التي جعلت قضية القدس وفلسطين حاضرة في ضميرها منذ البداية".