نكشف أسرار التحولات فى حياة الإرهابى الليبى «على بلحاج»
ينتمي عبدالحكيم الخويلدي، إلى عائلة «أولاد الحاج» التي اتخذت من منطقة «سوق الجمعة» في طرابلس مقرا لها، واشتهرت باسم أولاد الحاج، وهو اللقب الذي حمله عبدالحميد الخويلدي «بن حاج»، ليتحول الاسم تدريجيا إلى «بلحاج».
ولد عبدالحكيم بلحاج، في الأول من مايو عام 1966، بمدينة طرابلس، التي تخرج في جامعتها بعد حصوله على شهادة «الهندسة المدنية»، وفور تخرجه 1988، سافر إلى أفغانستان التي كانت في ذلك الوقت «أرض المجاهدين»، وانضم إلى المهاجرين العرب لقتال الجيش الروسي، الذي كان يحتل أفغانستان خلال تلك الفترة.
تعرف خلال تواجده في «كابول»، على قيادات الجهاد المصري، بقيادة «أيمن الظواهري»، ولكن هناك شخصية مصرية أخرى كانت وراء تحوله من مجاهد في صفوف المقاتلين إلى قائد عسكري، بعد أن التقي «محمد مكاوي»،ضابط الصاعقة المصرية السابق في الجيش المصري، في أوائل التسعينيات من القرن الماضي.
«مكاوي» كلمة السر وراء تحول «بلحاج»، حيث عاد إلى ليبيا، ومن أجل اكتسابه الخبرات العسكرية قبل عودته زار «بلحاج» عددا من البلدان العربية والإسلامية التي كانت تموج بحركات إسلامية، فالتقى، خلال تواجده بالسودان، قيادات الجهاد المصري، وتعرف على «بن لادن»، زعيم «القاعدة»، وعقد سلسلة اجتماعات مع قيادات «الإرهاب»، وتعلم منهم الخطط العسكرية والفنون القتالية.
زار «بلحاج» تركيا والسعودية وباكستان، قبل قراره النهائي بالعودة إلى ليبيا وتأسيسه «الجماعة الإسلامية» هناك عام 1994، والتي بدأت تدريباتها على الأسلحة بمنطقة «الجبل الأخضر»، ودرب عناصره على قتال الجيش الليبي بقيادة القذافي، والذي سارع بتوجيه ضربات استباقية ضد معسكرات التدريب، وتمكن الجيش الليبي من قتل عبدالرحمن حطاب، من قادة الجماعة الإسلامية.
«بلحاج» استطاع الهروب من ليبيا والعودة مرة أخرى إلى أفغانستان عام 1995، بعد أن اشتهر بـ«عبدالله الصادق» في كابول الأفغانية، وهناك بدأ ترتيب أوراقه التنظيمية بعد إقامته بمدينة بنغازي معقل «السنوسية»، ذات العداء التاريخي مع نظام القذافي، مما سهل عليه تجنيد عناصره القتالية من الشباب الساخط هناك على نظام العقيد.
وفي 1993، نجح في ضم معارضين وحثهم على الانضمام إلى اللجان الثورية الليبية، لتعلم فنون القتال، تحت قيادة الجيش الليبي، والذي كان في مواجهة مباشرة مع أمريكا، التي أعلنت خططتها للإطاحة بنظام «العقيد»، على خلفية إسقاط طائرة الركاب الأمريكية ومقتل ركابها.
نجح «بلحاج» في تكوين عناصره خلال تواجدهم بهذه اللجان، وسرعان ما كشفت السلطات الليبية خيوطها، وتم اعتقال بعضهم وهروب البعض الآخر.. ثم أسندت القيادة العسكرية لفصائل«بلحاج» العسكرية، إلى «صالح الشهيبي»، وهو ضابط منشق عن جيش القذافي.
وعين «بلحاج» «أبوحازم» نائبا له، و«أبومنذر الساعدي»، مسئولا شرعيا، وخالد الشريف مسئولا أمنيا، وبذلك تحولت الميليشيا لفصيل عسكري متكامل.
تمكنت المخابرات الأمريكية، في 2004، من اعتقاله في ماليزيا قبل تنقله إلى مطار «بانكوك» التايلاندي، ورحّلته عناصر استخبارات أمريكية إلى ليبيا، وقضى هناك 7 سنوات داخل سجن «أبوسليم»، وخلال تلك الفترة أصدر أيمن الظواهري بيانا معلنا فيه أن «الجماعة الإسلامية» أصبحت جزءا من تنظيم «القاعدة»، ليقطع «الظواهري» الطريق على «بلحاج» في العمل الجهادي منفردا مع «الجماعة الإسلامية»، أو تكون كلمته هي العليا على التنظيم.
أفرجت السلطات الليبية عن «بلحاج» بعد وساطة الدكتور «يوسف القرضاوي»، والشيخ علي الصلابي، من قيادات الإخوان الليبية، ونجحا في إقناع القذافي بالإفراج عنه عام 2011.
وفور اندلاع الثورة الليبية ضد نظام القذافي، أعاد «بلحاج» تشكيل جبهته العسكرية بمنطقة «العزيزية»، وكشفه عن مخبأ «القذافي» في طرابلس كان المفتاح الجديد الذي أعاده مرة أخرى إلى العمل العام، كما استولى على مخازن الأسلحة للجيش الليبي، معلنا بدء عملية «عروس البحر»، التي قضت على «جيش القذافي».
ويتحول «بلحاج» لقائد للمنطقة العسكرية في طرابلس، وحاكمها العسكري.
نفى عبدالحكيم بلحاج، ضلوعه في عمليات اغتيال الكاتب التونسي شكري بلعيد، ومحمد الإبراهيمي، التي وقعت أحداثها عام 2013، نافيا في الوقت نفسه علاقته بتنظيم «أنصار الشريعة» التونسي، وتبرأ من عملياته الإرهابية التي وقعت هناك عام 2013، بعد أن وجهت السلطات التونسية اتهامات بضلوعه في تنفيذها.
عاد اسم «بلحاج» للظهور من جديد، بعد استيلائه على أموال البنك المركزي الليبي، من خلال اقتحامه البنك مستعينا بقواته العسكرية ومعداته الحربية التي استولى عليها من مخازن الجيش الليبي في طرابلس.
وقدرت السلطات الليبية الأموال التي استولى عليها بعدة مليارات من الدولارات، وتمكن من تهريبها خارج ليبيا، بمساعدة «قطر» وأمريكان وبريطانيين.