الكنيسة الكاثوليكية تٌحيي ذكرى رحيل القديسة كاترين السويدية
تٌحي الكنيسة الكاثوليكية، اليوم، ذكرى رحيل القديسة كاترين السويدية، إذ روي الأب وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني، سيرتها، قائلا: وُلِدَت "كاترين" في عام 1332م، لأبٍ هو "أُولف جدمارشان" لورد مدينة "أُلفوسا" وأمٍّ هي برﭼـيت.
وتابع: في سِنٍّ مُبكِّرة خُطِبت إلى اللورد "إيجيت ﭬـان شـﭬين" وهو نبيل ألماني شاب إمتاز بالتديُّن. شاركته كاترين برغبة قلبها في أن تبقى على بتوليتها فإن وافق على الزواج بهذا الشرط والحياة معها بنفس ما عاشه القديس يوسف العفيف مع العذراء مريم ستوافق على الزواج به، فوافق "إيجيت" وأخذت كاترين منه وعداً بذلك. وبالفعل تمّ الزوج على هذا الأساس وأوفى زوجها بوعده والتزم بالتعفُّف، وقضيا حياة صلاة وتأمل وتقوى، أشبه بديرٍ مشترك يُجَسِّد وحدة شخصين في المحبّة والتكرس لله بالتبتُل.
مُستكملاً: إلى أن جاء عام 1349م حيث قامت كاترين بأداء حَجٍّ روحي مع والدتها إلى روما، وهناك سمعت بخبر وفاة زوجها. عاشت كاترين فترة من الحزن الراقي والاحتضان الإلهي، وألَّفت كتاباً روحياً عن خبرتها مع الله في وفاة زوجها أسمته "عزاء النفس"، وهو عمل مازالت مخطوطته الأصلية محفوظة حتى اليوم.
وتابع: عادت كاترين للعيش مع والدتها، حيث كانت رفيقتها في كل رحلاتها الروحية التي شملت إحداها زيارة أورشليم، وبعد وفاة والدتها "القديسة برﭼـيت" عادت كاترين إلى السويد بعد أن دفنت والدتها في كاتدرائية "سان لوينزو" في پانيسبيرنا بروما، حيث دُفنت بالدير الكبير بمدينة "ﭬـاستينا" وهو دير لجماعة تقشفيّة أسستها القديسة برﭼـيت، إشتهرت بإسمها (رهبنة البرﭼـيتين). وقد وضعت القديسة برﭼـيت الخطوط العريضة للقانون الرهباني لهذا الدير، وقامت كاترين من بعدها بإكمال تفصيلاته، وتم تكريس الرهبنة للمُخلِّص القدوس، فأصبح اسمها الفعلي "رهبنة المخلص القدوس" بينما لَّت مشهورة بين العوام من الناس برهبنة " البرﭼـيتين".
مُضيفًا: وبعدها بعدّة سنوات ذهبت إلى روما من أجل رفع دعوى تطويب والدتها إلى الحبر الأعظم، وظلَّت هناك لمدّة 5 سنوات وهناك ربطتها صداقة قويّة بالقديسة كاترين السيانية، وتأثرت كاترين السويدية كثيراً بتصوف كاترين السيانية وانخطافها روحي الشبيه بأسلوب حياة والدتها القديسة برﭼـيت. فعاشت كثيراً من هذه الخبرات الرائعة، ورقدت بعطر القداسة في 24 مارس 1381م بعمر الخمسين.
مُختتمًا: تُرسَم القديسة كاترين السويدية دائماً وبيدها زنبقة بيضاء علامةً على بتوليتها، وإلى جانبها غزالة حمراء، يقال إنها كانت دائماً ما تأتي لمساعدتها في صباها وشبابها عندما كان يُحاول أي شاب بلا أخلاق أن يوقعها في شراكه، وتم إعلان قداسة كاترين السويدية على يد البابا "أنوسنت الثامن" عام 1484م بعد العديد من المعجزات الموثقة التي تمت بشفاعتها. وفي عام 1488م سمح بنقل ذخائرها المقدسة كنيسة دير البرﭼـيتين ﭬـاستينا.