الدواء المسموم.. المكملات الغذائية المجهولة خطر يهدد المصريين
“دس المرض في الدواء”.. هذا ما تصنعه المكملات الغذائية التي أصبحت مهنة من لا مهنة له، فانتشرت المكملات الغير مرخصة في الأسواق وعلى صفحات الانترنت، تستهدف جهل المواطنين بخطورتها وتُباع بمبالغ ضخمة تحت وهم الصحة والجمال.
وتقوم الدولة بجهود ضخمة لمنع تداول المكملات الغذائية مجهولة المصدر لحماية المواطنين من أضرارها الكبيرة على صحتهم، فتتكاتف وزارة الصحة وجهاز حماية المستهلك للقضاء على السوق العشوائي للمكملات الغذائية.
وحذرت شعبة الدواء المواطنين من المكملات الغذائية التي تباع عبر الإنترنت، وفي ذات الوقت تنفذ إدارة العلاج الحر التابعة لوزارة الصحة حملات ضبطت من خلالها كمية كبيرة من المستحضرات العشبية ومكملات غذائية وزيوت وخلطات مجهولة المصدر وغير مسجلة بوزارة الصحة.
«الدستور» تسلط الضوء في السطور التالية على جهود الدولة لمقاومة انتشار المكملات الغذائية مجهولة المصدر وكيف تدمر صحة المواطنين.
على عوف رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، قال إنه يتم حاليًا تداول 68 صنف من المكملات الغذائية في الأسواق غير مطابقة للمواصفات القياسية، وتنتجها مصانع غير مرخصة، ودعى وزارة الصحة لضبطها، موضحًا أن إحكام السيطرة على سوق المكملات الغذائية غير المرخصة سيحمى المواطنين من خطورتها فهي مكونة من سموم تضعف مناعة الجسم".
وتحاول الدولة ضبط سوق المكملات الغذئية من خلال ترخيص مصانعها، وتتولى هيئة سلامة الغذاء ملف الترخيص، فتمنح الشركات إخطارات التسجيل خلال 6 شهور من تقديم الملف.
وأضاف رئيس شعبة الأدوية في بيان إن هيئة سلامة الغذاء تقوم حاليا بتسجيل المكملات الغذائية وفقا لأعلي المعايير حيث تفرض على صناعة المكملات العذائية أعلي مستويات الرقابة والمتابعة ضمانا للجودة والتنافسية التى ترقي بالسوق المحلي وتسهم في رفع حجم الصادرات مما يسهم في تدفق العملة الصعبة.
وكان ملف ترخيص مصانع الأدوية تابعًا لهيئة الدواء ولكن كانت الإجراءات صعبة، وكان تسجيل المستحضر الواحد يستغرق 5 سنوات حتى يتم الموافقة على تداوله مما أدى إلى تراجع الاستثمار في قطاع صناعة المكملات وهو ما انعكس علي إنتشار المكملات المهربة والمغشوشة في السوق التى تسببت في تدمير صحة الكثيرين.
وتقوم هيئة العلاج الحر وجهاز حماية المستهلك بمحاولة ضبط سوق المكملات الغذائية من خلال حملات تفتيش قوية، كان آخرها قبل ساعات قليلة بعد ضبط عيادة في محافظة بني سويف تبيع المستحضرات العشبية ومكملات غذائية وزيوت وخلطات مجهولة المصدر وغير مسجلة بوزارة الصحة، وتم تحرير محضر بالواقعة من قبل جهاز حماية المستهلك وإدارة العلاج الحر، و حررت مصر خلال الأيام الأخيرة 24 قضية تهريب لعدد من المهربين في الموانئ، بعد محاولتهم إدخال مكملات غذائية مجهولة المصدر بطريقة مخالفة للقانون.
ومن أشهر القضايا التي شغلت الرأي العام مؤخرًا القبض على الصيدلي أحمد أبو النصر والمُلقب بـ"طبيب الكركمين"، بتهمة حيازة والترويج لمواد عشبية وأدوية مجهولة المصدر بقصد تحقيق أرباح غير مشروعة، والذي كان يروج لها عبر إعلانات تليفزيونية بدعوى العلاج بالكركمين بدون الحصول على التراخيص اللازمة مما يعرض حياة الناس للخطر في حال الاستجابة لوصفاته.
وقال أحمد سعيد استشاري تغذية علاجية، إن المكملات الغذائية لها أضرار على الجسم إذا تم استخدامها بعشوائية، ولابد من استخدامها بوصفات طبية، والأخطر منها هى المكملات مجهولة المصدر والتي لا نعلم تركيبتها الدوائية وتروج لها القنوات الفضائية وصفحات الانترنت بمبالغة تجذب المواطنين لها.
وطالب المواطنين بعد الانتباه لهذه الاعلانات لأن هذه المنتجات تدمر الجسم وقد تسبب الوفاة، حيث قد تتسبب في توقف مفاجئ لعضلة القلب.
ومنذ تولى هيئة سلامة الغذاء وفقًا لقانون رقم 1 لسنة 2017، تقوم بتطبيق كافة النظم العالمية فى تسجيل وتحليل وتداول ومراقبة المكملات الغذائية وهو ما أدى إلي القضاء علي التحديات التى تواجة صناعة المكملات الغذائية وحدثت إنطلاقة كبيرة وتسببت في جذب إستثمارات بالمليارات للقطاع.