البطريرك مارأغناطيوس يونان يترأس احتفال عيد مار يوسف
احتفل البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان بطريرك السريان الأنطاكي، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد مار يوسف والأحد الرابع من الصوم وهو تذكار شفاء عبد قائد المئة، وذلك على مذبح كنيسة مار اغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف – بيروت.
وخلال عظته، نوّه غبطة البطريرك إلى أنّ "هذا الأحد هو الرابع من الصوم الكبير، وفيه تذكر الكنيسة معجزة شفاء عبد قائد المئة التي اجترحها الرب يسوع، ونحن نحتفل بعيد مار يوسف الذي صادف البارحة. فقد كان هذا القديس رجلاً بارّاً، والبرارة تعني أنّه كان رجلاً يحبّ الله ويتبع وصاياه ويتّقيه طيلة حياته، فأضحى قدوةً في البرارة والتواضع والبساطة، لذلك نسمّيه يوسف البارّ".
ولفت غبطته إلى أنّ "هذا القديس اختاره الله بطريقة عجائبية كي يكون الزوج الشرعي لمريم البتول التي انتقاها لتصبح والدة ابنه – الكلمة، إذ أنّ أمام الناس كان يجب أن يكون هناك شخص يستطيع أن يحافظ على سمعة مريم ويبيّن أنّ هذه الفتاة التي اختارها ربّنا هي فتاة عفيفة. لكنّها قبلت الاختيار الإلهي بقولها: أنا أمةٌ للرب، فتجسّد منها الرب يسوع مخلّص العالم".
وأشار غبطته إلى أنّ "مار يوسف لم يترك لنا كلاماً، لا بل كان بليغاً بصمته، بمعنى أنّه كان يعيش حياة البرارة مع الرب يسوع ومع العذراء مريم، وهو الذي انتقل إلى السماء بين يدي يسوع ومريم، لذلك تسمّيه الكنيسة أيضاً شفيع الميتة الصالحة. من هنا نتذكّر أنّ الموت بالنسبة لنا هو انطلاقٌ إلى الحياة السعيدة، لأنّنا مهما فعلنا على هذه الأرض، ومهما توصّلنا إلى تحقيق ما نطمح إليه، نبقى ناقصين".
وأكّد غبطته أنّ "هذا القديس هو شفيع الكنيسة ويحيمها، من هنا نصلّي إلى الله كي يحمي بشفاعته الكنيسة من جميع المصائب والاضطهادات والمحن، إن كانت داخلية أو خارجية. واليوم تعاني كنيستنا في الشرق الكثير من المصائب، فقد امتحنها الرب، وهذا الامتحان لم يكن بالسهل. من هنا نطلب منه تعالى، بشفاعة مار يوسف، أن يحمينا ويرافق حياتنا الأرضية، إلى أن يدعونا الرب إلى حياة الخلود".
وتضرّع غبطته "إلى الله مع اليقين أنّه يستمع إلى صوت قلوبنا أكثر من كلمات شفاهنا"، سائلاً الفرج والشفاء لكلّ المتضايقين والمرضى والموجوعين، بشفاعة العذراء مريم ومار يوسف.
واستذكر غبطته "قول مار بولس أن نكون دائماً فرحين، إن كان في الضيقات أو المصائب والتجارب، وكذلك عندما نودّع عزيزاً علينا يغادرنا إلى دنيا الخلود في السماء"، مقدّماً الصلاة في هذا القداس راحةً لنفس والد الأب كريم كلش، المرحوم جاك كلش، والذي توفّي البارحة في دمشق، كي يسكنه الرب يسوع في ملكوته السماوي مع الأبرار والصالحين، معزّياً الأب كريم ووالدته وشقيقاته والأهل والأقارب.