في ذكراه .. ريادة هنريك إبسن في تناول قضايا المرأة مسرحيا
تحل اليوم الذكري الــ 194 علي ميلاد الكاتب المسرحي النرويجي هنريك إيسن، مؤلف مسرحية "بيت الدمية"، والتي وصفها النقادة بأنها أحدثت ثورة ليس فقط علي صعيد الكتابة المسرحية والأدب، وأنما أيضا علي مستوي وضع المرأة في أوروبا وغيرها من بقاع العالم. فعندما خرجت بطلة المسرحية "نورا"، وصفقت ورائها باب منزلها لتسدل الستار علي الأغلال والقيود التي تقيد النساء وتغمطهن حقوقهن.
والكاتب المسرحي النرويجي هنريك إبسن، الذي وصف بأنه أبو المسرح الحديث في العالم، ومن أفضل كتاب المسرح بعد الكاتب الإنجليزي وليم شكسبير . ومن أشهر مؤلفاته مسرحيات: بيت الدمية ــ أعمدة المجتمع ــ الأشباح ــ سيدة من البحر ــ الحب والكوميديا ــ الأدعياء ــ عندما نستيقظ نحن الموتي ــ البناء العظيم ــ عدو الشعب ــ ليلة شارع جون ــ البطة البرية ــ بيت آل روزمر وغيرها.
تتميز أعمال هنريك إبسن بعمق في التحليل وتشريح شخصيات أبطال أعماله المسرحية، بالإضافة إلي الرسائل المبثوثة في أعماله. عمل هنريك إبسن لفترة في الصيدلة، ومن ثم ترك هذه المهنة ليتجه إلي الكتابة المسرحية.
ــ ريادة هنريك إبسن في تناول قضايا المرأة مسرحيا
كان الكاتب النرويجي هنريك إبسن من أوائل الكتاب الذين تناولوا قضايا المرأة وهمومها، ومن أبرز مسرحياته التي تنبأت بثورات النساء ضد أوضاعهن المجتمعية والحقوقية السيئة، مسرحية بيت الدمية، ومسرحية "البطة البرية". وأهم شخصيتين في هذه المسرحية هما، هاكون فيرن وأولد إجدال، وهما شخصيتين علي طرفي نقيض، فبينما هاكون فيرن رجل أعمال شديد الثراء، نجد أولد إكدال يفقد مكانته الاجتماعية مع خسارته لأعماله، إلا أن علاقة الصداقة والود جمعت الصديقين سويا رغم تدهور أحوال الأخير.
أما في مسرحيته "بيت الدمية"، ينتقد هنريك إبسن العادات الاجتماعية في القرن التاسع عشر، كما تعالج الأفكار التي سادت في تلك الفترة الزمنية بطريقة واقعية، علي النقيض من الأسلوب الرومانسي في الكتابة الأدبية بشكل عام والمسرحية بشكل خاص.
تدور أحداث مسرحية "بيت الدمية" حول الزوجين تورفالد هيلمر، وزوجته "نورا"، والدكتور "رانك" صديق العائلة، والذي يقع في حب نورا في صمت ولا يجرؤ علي الاعتراف لها بمشاعره. يمر الزوج تورفالد بظروف صحية سيئة يفقد علي إثرها عمله، مما يدفع نورا إلي الاقتراض لعلاجه، خاصة وأن الطبيب أخبرها بضرورة سفر تورفالد إلي مكان جاف ومشمس ليسترد صحته.
تتوالي الأحداث، ويسترد تورفالد كامل عافيته وصحته، بل ويترقي في عمله مديرا للبنك الذي كانت نورا تقترض منه الأموال لعلاجه وتمويل رحلته العلاجية إلي إيطاليا. هنا يظهر الموظف المرتشي الفاسد في البنك، إنه "كروجستاد"، وعندما يضبطه تورفالد بالفساد ويواجهه، يبدأ الأخير في ابتزاز نورا لتتوسط لدي زوجها ليعفو عنه ولا يزج به في السجن، وإلا أخبر تورفالد بإنها زورت توقيع والدها لتحصل علي القروض من البنك.
تفشل نورا في إقناع تورفالد بالعفو عن كروجستاد وعدم إبلاغ الجهات المختصة بفساده، يخبره بأمر القروض التي أخذتها نورا من البنك بتوقيع زائف لوالدها، فينفجر تورفالد في نورا غاضبا مؤنبا ويتهمها بالفساد الأخلاقي وأنها لا تصلح بعد اليوم لتربية أطفالهما، رغم أن نورا أضطرت إلي هذا الفعل لتنقذه من مرضه، ويكون جزاء صنيعها كل الاتهامات التي كالها لها زوجها، فتنفجر غاضبة في وجهه وتترك له المنزل للأبد.