مناقشة رواية "الآن تأمن الملائكة" لـ محمد عبد الله سامي بمكتبة البلد
تعقد بمكتبة البلد، في السابعة من مساء اليوم السبت، أمسية ثقافية، لمناقشة وتوقيع رواية "الآن تأمن الملائكة"، والصادرة عن دار مصر المحروسة للنشر والتوزيع، من تأليف الكاتب محمد عبد الله سامي.
والكاتب الشاب محمد عبد الله سامي، فاز مرتين بجائزة ساويرس الثقافية. سبق وصدر له أعمال: "نابليون والقرد" مجموعة قصصية. رواية "درب الإمبابي". "المزحة القاتلة"، و"باتمان نوار .. عودة فارس الظلام"
تتناول رواية "الآن تأمن الملائكة"، للكاتب محمد عبد الله سامي، أيام خدمة أحد العساكر في حراسة معبد "أخناتون" بتلِّ العمارنة في عصرنا الحديث، وعن الزيارات الغريبة التي يشهدها ليلًا بالمعبد، وعن علاقته بزملائه في الحراسة، التي تطوَّرَت بسبب تلك الزيارات؛ فأفضت به إلى أماكن مختلفة بعيدة، وتركته مع تساؤلاتٍ وأفكارٍ أكبر ممَّا يحتمل فِكرُه.
ومن أجواء الرواية نقرأ: "أقارن الآن كفَّتَيْ الميزان الذي كان يَزِن به أبي الأمور، الكفَّة الأولى يرى فيها طفلًا له كفٌّ سليمة يجيد استعمالها في السرقة وأكل ما ليس له، والكفَّة الأخرى يرى فيها طفلًا أعسرَ له كفٌّ محروقة، لكنها نزيهة لا تسرق، وكانت الكفَّة الراجحة واضحة له بلا تَشوُّش. لكن ماذا عمَّا بي من صفاتٍ أخرى أكرهها؟ ماذا عن كل ما كنتُ أخفيه عنه خوفًا من حَرقٍ هنا أو جرح هناك، لعله كان عقابًا مجحفًا بعض الشيء، أَيَا ليته توصَّل إلى طريقة أخرى لعقابي؛ لكنتُ لجأتُ إليه وقتها بكل ما بي من عِلَل ليعاقبني عليها فيخلِّصني منها.
وفي موضع آخر من رواية "الآن تأمن الملائكة" للكاتب محمد عبد الله سامي نقرأ: "الأمر كله بيد الله .. إلا أن بعضا منه بيد "الإسكندر" أيضا. تركت المعبد وراء ظهري وحاولت الهرب، وبدورها هربت الحسناوات الخمس، رفعن ذيول أثوابهن التي تشف تفاصيل خليقة بالستر، وأمسكن بها في كفوفهن وتفرقن في سفوح الجبال المحيطة كما تتفرق الحمامات من خطواتي. راحت طويلتهن الرفيعة تتصدر الهروب بقفز خفيف دون أن تترك خطواتها أثرا فوق الرمال، وتعثرت قصيرتهن المكتنزة في ذيل ثوبها، فساعدتها حسناء ثالثة من الحسناوات الأخريات تسمي "عناب".
"عناب" كما بدت لي، هي مليحة أخواتها اللاتي ظهرن لي ليلتها، لها قوام منحوت ينم عن قوة بينة، ومؤخرة مرتفعة لينة تنبئ ــ كما يتفق كل رجال بلدتنا ــ بخصوبة وخير وفير في صاحبتها. أمسكت "عناب" بيد أختها القصيرة وحملتها علي الوقوف مرة أخري ثم تابعن هروبهن مجتمعات، تسبقهن خيالاتهن التي رسمتها مصابيح المعبد.