«باع قطعة من أرضه ليطبع كتابه».. حكايات المؤرخ بحبح فكري
لا يذهب إلى دور نشر ولا ينتظر من أحد أن يحكم على منتجه، هو يكتب في هدوء ويطبع كتبه على نفقته، وألمت به الكثير من الأزمات لكن ذلك لم يثن عزيمته ولم يركض للوراء، هو بحبح فكري الحباظي المؤرخ الذي وهب نفسه لتاريخ الصعيد وتراثه الشعبي، يظل شهورا يبحث وينقب ثم يكتب وينشر، وحكاية بحبح هي حكاية عجيبة لرجل رأى أن هناك قصورا فأحب أن يكمله، وكلفه هذا الكثير حتى أنه باع أرضه في سبيل كتاب الدستور المؤرخ بحبح فكري والذي قال ما سيأتي.
عن كيف بدأت الحياة يقول:" بدأت حياتي مع الكتابة عن طريق الأبحاث التي تنظمها وزارة الشباب والرياضة، وكتبت الكثير جدا من الأبحاث قد تتجاوز 500 بحثا، وكنت أجتهد فيها وأقوم بجمع مصادرها، وكان هذا هو اللبنة الاولى في توجهي للكتابة، أما عن تخصصي في الكتابة عن تاريخ الصعيد والتراث الشعبي فقد كنت ابحث عن كتب تتحدث عن محافظة قنا فلم يجد إلا كتابا واحدا عن تاريخ قنا للمؤرخ أحمد مرسي عبد العظيم.
كان هذا الأمر هو الذي شحذ بصيرة بحبح فكري ليقرر أن تكون حياته عن الكتابة وللكتابة فيما يهم الناس ولن يعرفونه، هو جهد شاق وعليه أن يكمل:" قررت أن أركز كتبي في تاريخ الصعيد والتراث الشعبي وكان اول اعمالي موسوعة اعلام قنا في القرن العشرين والجزء الأول كان يتناول من حرف الالف إلى حرف العين، وبعد ذلك أصدرت موسوعة "تاريخ قنا في الحياة النيابية منذ عصر اسماعيل وحتى الوقت الحاضر"، وتناولت فيها نواب قنا منذ اول مجلس نيابي حقيقي منذ ان كان مجلس شورى النواب عام 1866، إلى 2005 وكان الكتاب في اكثر من 900 صفحة.
يكمل بحبح فكري: "بعيدا عن النشر اتذكر معلومة قالها لي سامي ريحان عميد كلية تربية آنذاك:" ان هذه الموسوعة تعتبر رسالة ماجستير او دكتوراة"، ثم اعددت كتاب"شهداء قنا .. بطولات وتضحيات"، تناولت 89 شهيد من قنا في كل الحروب التي خاضتها مصر، وحاورت فيها أسر الشهداء، ثم كتابي رجال من صعيد مصر عن أعلام سوهاج، وحوى اكثر من 100 علم من الاعلام البارزين، ثم كتابي نساء من صعيد مصر، وهو اكثر من 100 شخصية من الشخصيات النسائية البارزة في كل المجالات مثل جيهان السادات التي تنتمي إلى بني سويف، وسوزان مبارك التي تنتمي إلى محافظة المنيا، ورائد الحركة النسائية هدى شعراوي وغيرها، وفي كل المجالات وسيرهم الذاتية، واعتمدت على المصادر وهناك اكثر من 30 او اربعين مرجع.
ويواصل فكري:" كنت اقوم برحلات ميدانية الى كل القرى والنجوع وغيرها لأتمم أبحاثي واستمع واكتب، وكانت هناك صعوبة كبيرة في التنقل داخل القرى والعثور على هذه المصادر، والالتقاء بالشخصيات الحية التي تملك هذه المعلومات.
ويستطرد:" تعرضت للكثير من الازمات بسبب إصراري على نشر كتبي بمفردي، فأول كتاب وهو الذي جاء تحت عنوان "أعلام قنا"اقترضت لكي أطبعه لان التكاليف لم تكن هينة والكتاب يحتاج إلى مراجعات وتنسيق وغيرها، والكتاب الصاني والذي جاء تحت عنوان "موسوعة النواب" بعت ارضي لكي انفق عليه، وكلفني 35 الف جنيه، وأذكر أنني ذهبت للمحافظة وأهديتهم كتبي ولم يهتم أحد.
أما عن آخر إصداراته فقال بحبح فكري:" يصدر لي قريبا عن الدار المصرية السودانية الإماراتية كتاب عن سلسلة أعلام التحطيب في صعيد مصر، وتناولت فيه 100 علم من أعلام التحطيب.
وعن نشره كتبه على نفقته يقول بحبح فكري: "كل مطبوعاتي على حسابي وطبعتها على نفقتي، وكنت قد تقدمت للثقافة منذ 3 شهور بكتاب اسمه "شوارع وميادين من القاهرة باسماء عظماء الصعيد"، وفي الكتاب جولة ميداينة نزلت فيها للشوارع وكتبت عنها وعن تواريخ هذه الشوارع، ورفضت الثقافة نشر الكتاب.
يكمل: "وحين كنت اقوم بكتابة كتاب النواب، تناولت فيه نتائج الانتخابات منذ صدور الصحف المصرية فكنت أمكث في قاعة الميكروفيلم بدار الكتب من تسعة صباحا حتى السابعة مساء.
يذكر أن بحبح فكري يعمل كبير معلمين بإدارة قنا التعليمية، ولد في 15/12/ 1965 بدندرة التابعة لمحافظة قنا، تخرج في كلية الآادب بسوهاج عام 1989، وحصل على العديد من شهادات التقدير بسبب أبحاثه ومنها بتوقيع عاصم الدسوقي.