في ذكراه ماذا قالت دائرة معارف الأدب العربي عن الدكتور شوقي ضيف
قبل 17 عام غادر دنيانا الناقد وعالم اللغويات الدكتور شوقي ضيف، عن عمر ناهز الخامسة والتسعين، بعد رحلة من الإبداع والتأليف والمعرفة، حيث أمد المكتبة العربية، بالعشرات من مؤلفاته، التي تنوعت ما بين النقد والتأريخ الأدبي، والفقه اللغوي، كما شغل منصب رئيس مجمع الخالدين، بالمعروف بمجمع اللغة العربية في الفترة من 1996 وحتى رحيله في 2005 .
ومن أهم مؤلفات الدكتور شوقي ضيف: الفن ومذاهبه في الشعر العربي ــ الفن ومذاهبه في النثر العربي ــ العصر الجاهلي ــ العصر الإسلامي ــ العصر العباسي الأول ــ العصر العباسي الثاني ــ المدارس النحوية ــ الوجيز في تفسير القرآن ــ أساسيات القواعد النحوية ــ الحضارة الإسلامية في القرآن وغيرها.
وفي كتابه "شخصيات مصرية بين التهميش والنجومية"، يذهب المؤرخ في التراث خطاب معوض خطاب، إلي أنه: "حينما يجتمع عالم اللغة العربية مع المؤرخ مع المحقق مع المفسر مع الناقد في شخص رجل واحد فاعلم أنك تتحدث عن العلامة الموسوعي الكبير ولؤلؤة زمانه في اللغة العربية دكتور أحمد شوقي عبدالسلام ضيف رئيس مجمع الخالدين ــ مجمع اللغة العربية المصري ــ ، وعضو مجامع اللغة العربية في كل من سوريا والأردن والعراق، ورئيس اتحاد المجامع اللغوية العلمية العربية، ودكتور شوقي ضيف هو فارس اللغة العربية، وهو أحد أبرز أعلام الآداب العربية، وآخر جهابذة النقد العربي ومذاهبه، كما أنه تلميذ العمالقة: دكتور طه حسين والعقاد ودكتور محمد حسين هيكل ودكتور أحمد أمين، وقد لقب بعميد الأدب العربي في عصره، وآخر عمالقة اللغة العربية وآدابها، والمعلم الذي علم النقاد والكتاب والأساتذة .
ويضيف "معوض": دكتور شوقى ضيف كان معروفا بالتواضع دون ضجيج أو محاباة، كما أنه كان حريصا على قيم الجمال والبيان، كما كان من أكثر علماء اللغة العربية إحاطة بالثقافة العربية الإسلامية في عصره، فهو عالم موسوعي بكل ما تحمله الكلمة من معنى، حيث لم يدع فرعا من فروع الثقافة العربية إلا وكانت له فيه مشاركة جليلة، حتى كأنه لم يتخصص إلا فيه، فقد أرخ للأدب العربي وللبلاغة ولعلم النحو وكتب في فنون الأدب والنقد والترجمة الشخصية والرحلات، إلى جانب دراساته عن الفن ومذاهبه فى الشعر والنثر، كما حقق العديد من كتب التراث، وأيضا نشر له كتاب في تفسير القرآن الكريم، كما نشرت له أبحاث كثيرة لا يمكن حصرها فهو أغزر مؤلفي عصره إنتاجا.
دكتور شوقي ضيف له أكثر من 50 مؤلفا في شتى معارف العربية، فمن مؤلفاته: الفن ومذاهبه في الشعر العربي، والفن و دمذاهبه في النثر العربي، ودراسات في الشعر العربي المعاصر، والمدارس النحوية، والبحث الأدبي طبيعته ومناهجه وأصوله ومصادره، وسلسلة تاريخ الأدب العربي، كما أصدر كتابا عن سيرته الذاتية بعنوان "معي"، كما حقق دكتور شوقي ضيف كتاب "السبعة في القراءات" لأبي بكر بن مجاهد، وكتاب "الدرر في إختصار المغازي والسير" لأبي عمر بن عبدالبر النمري، كما أصدر كتابا فسر فيه سورة الرحمن وعددا من قصار الصور، وكتابا آخر لتفسير القرآن الكريم كله حمل اسم "الوجيز في تفسير القرآن الكريم".
ترجمت بعض كتب دكتور شوقي ضيف إلى الإنجليزية والفرنسية والإيرانية والصينية، وصدرت عنه العديد من الكتب، كما كتبت عنه دائرة معارف الأدب العربي الصادرة في لندن ونيويورك بمجلدها الأول وترجمت له وقالت عنه: "إنه أحد الشخصيات المؤثرة بشكل واضح في الدراسات العربية المعاصرة"، وحصل دكتور شوقي ضيف على عدد من الجوائز والتكريمات، فقد حصل على جائزة الدولة التقديرية في الأدب والنقد سنة 1979، وجائزة الملك فيصل العالمية في الآداب سنة 1983، ووسام الإستحقاق من الدرجة الأولى، و جائزة مبارك في الآداب سنة 2003م، كما تم تكريمه في مختلف الهيئات والجهات العربية والعالمية.