رخصة زواج.. انتفاضة المرأة من العلاقات السامة طريقها للحياة من جديد
لا صوت يعلو فوق صوت الحق، كان ذلك هو شعار الدكتورة مايسة كمال استشاري العلاقات الأسرية والنفسية التي أطلقت مبادرة رخصة زواج من أجل انتفاضة الأنثى على واقعها القهري بعد الزواج، وكيف يجب أن تتعامل في ظل المشاكل الأسرية التي تستمر لفترات طويلة.
بدأت الدكتورة مايسة نصائحها مع المراهقين، ولكنها اكتشفت أن الأمرعديم الفائدة، لأن الأم عليها أكبر عامل في نفسية الذكر في تلك المرحلة، والعلاقة بين الوالدة والزوج، والتي في أغلب الأحيان يسودها التوتر والقلق، لذلك اتجهت إلى إصدار كتاب "مش جوازة والسلام" مكون من 300 صفحة.
تحدثت عن بطلة تسعى طوال الأحداث للوصول إلى مسئولين لتطبيق رخصة زواج، حيث تناقش كافة الضغوط التي يمكن أن تقع المرأة فريسة لها، وكيف يمكن للزوج أن يكون سببا في تحطيم حياته الزوجية دون أن يكون على دراية أو وعي كافي.
وعن تفاصيل مبادرة رخصة زواج فهي تتضمن معرفة الفارق بين الرجل والمرأة، وأنواع الشخصيات ففي بعض الأحيان تكون السيدة أمام رجل مقنع إلى أبعد الحدود ولاتعرف أن هذا الشخص نرجسي، وشخصنة الأمور دون البحث عن الحقيقة أو الطريقة الصحيحة لعلاج المشكلة، لذلك ينبغي أن نلزم الحيادية.
وركزت كمال على اضطرابات الشخصية، فهناك على سبيل المثال الشخصي العصبي، وهذا النوع من الصعب أن تدخل معه في نقاشات متعددة، لأن رأيه المتعصب سيكون الغالب على الأمر، وهناك شخصيات تتهيأ أمور في الأخرين وتدافع عنها بشكل جدي للدرجة التي تجعلك تصدقه، أما الشخصية البارونيا تقوم بإسقاط أخطائها دائما على شريك حياتها، وهم مقنعين إلى أبعد الحدود، وللأسف يوجد نسبة كبيرة من الأزواج بيننا بتلك الشخصية ولانشعر بها.
الهدف من دراسة الشخصيات هو البدايات حتى لاتنظر الفتاة عندما يتقدم لها الشاب على الأمور السطحية فقط، فالشخص النرجسي على سبيل المثال طيب وحنون في البدايات سيجعلك تقولينأنه هديه الإله إليك، أو كما نطلق عليه" العوض"، ولكن مايحدث بعد الزواج لايحمد عقباه، أما الشخصية الحدية يكون جميل طيب طالما أنت على نفس الخط، وبمجرد تعارض آرائك معه لن ترى السلام أبدا.
وللأسف الأنثى إذا كانت شخص قابل للإيذاء، فستشعر أن المشكلة تكمن في دواخلها، وفي أول سنين زواجها كل ماتحاوله فعله هو إرضاء الزوج، وتضع نفسها سببا رئيسيا لأي مشكلة بقولها "يمكن لو كنت عملت كذا"، وهذا غير صحيح على الإطلاق، لذلك يجب على الزوجة أن تبقى واثقة من نفسها، وتحاول قدر الإمكان أن تبتعد عن العلاقات المؤذية والسامة، ف80% من العلاقات حولنا تحمل هذا المسمى للأسف.
وسردت "كمال" تعدد أشكال الأذى الزوجي فالانتقادات المتتالية، والمقارنات بينها وبين الأخرين، يجعلها تقع تحت ضغط نفسي لايمكن تحمله، وفكرة الزهد التي يصدرها الزوج دائما، وأنه قادرا على الاستغناء عنها في أى وقت، لذلك وجب على الزوجة التي لم تختر بطريقة صحيحة من البداية لاتجعل تأثيره عليها 100 بالمائه، عليها حينئذ الابتعاد عن عالم المثاليات إلى الحياة الحقيقية.
تدعو كمال المرأة إلى التوقف عن جلد ذاتها، وأن تقدر نفسها حق قدرها، أن تشاهد الرؤية من منظورها الصحيح وألا تنخدع بما تحاول أن تطمئن نفسها به، فالعلاقات السامة لايمكن معالجتها بالصمت، يجب عليها الانتفاضة والتحرر من زخم الحياة الخادعة.