الرايق.. كيف سيكون بن رمضان صفقة الإنقاذ في الأهلي؟
فى الصيف الماضى، تعاقد الأهلى مع الجناحين لويس ميكيسونى وبيرسى تاو، وأعاد جناحًا ثالثًا من الإعارة هو أحمد عبدالقادر.
هذه الثلاثية إلى جانب ترسانة الأجنحة فى «القلعة الحمراء» ممثلة وقتها فى حسين الشحات وطاهر محمد طاهر ومحمود عبدالمنعم «كهربا» ووليد سليمان وصلاح محسن، أثارت الاستغراب واستدعت العجب.
فهذه الترسانة أثارت تساؤلًا: هل ينوى الأهلى أن يشكل فريقًا كاملًا من لاعبى الجناح فقط، أم أنه يريد الطير بأربعة أجنحة؟! والأمر الأكثر غرابة، بل الذى يعد ضربًا من الجنون، هو تحوّل الفريق مع انطلاقة الموسم إلى طريقة لعب جديدة لا تعتمد على مركز الجناح من الأساس.
فالجنوب إفريقى بيتسو موسيمانى قرر انتهاج شكل خططى جديد مغاير، لا يراهن فيه على جناحى الخط بنسبة كبيرة، فتارة يلعب بـ٣-٤-٣، التى تعتمد على ظهيرين متقدمين وتلغى الأجنحة، وأخرى لجأ إلى ٤-٣-٣.
بديهيًا، هذه الصفقات وما تلاها من استبدال لطرق اللعب، تؤكد تمامًا بما لا يدع مجالًا للشك، أنه لم يحدث تنسيق من أى نوع بين من يخطط لمستقبل الفريق فى الأهلى ومديره الفنى، وإلا ما كانت الصفقات متناقضة تمامًا مع الاحتياجات اللازمة للتحوّل الخططى الذى جرى فيما بعد.
شخصيًا ودون دراية بأن «موسيمانى» سيتحوّل فى طريقة اللعب، كتبت وطالبت بالتعاقد مع محمد على بن رمضان، بدلًا من ضم لويس ميكيسونى، والاكتفاء بضم بيرسى تاو، واستندت فى ذلك لسببين الأول: كثرة لاعبى الجناح، والثانى: توفير حل إضافى لوسط الملعب يمنحك مرونة خططية ويساعدك على التحوّل فى طرق اللعب.
وقتها كانت فرص واحتمالات ضم نجم الترجى أكبر وربما أسهل من الآن، فالآن «بن رمضان» بات بين الأفضل فى إفريقيا، إن لم يكن أفضل لاعب فى نسخة دورى الأبطال حتى الآن، ما سيجعل مطالب ناديه مرتفعة، ومنافسة الأندية الأخرى للأهلى أكثر حدة.
«بن رمضان» هو اللاعب الذى يمتلك المواصفات المثالية للاعب المحور، الذى يعد العمود الفقرى لطريقة لعب «٤-٣-٣»، التى يسعى الأهلى و«موسيمانى» للتحوّل إليها، لكنه يواجه صعوبات بالغة فى التنفيذ.
فالدولى التونسى لاعب صاحب حلول فردية، ويمتلك القدرة على المراوغة وتجاوز المدافعين، والمبادرة بالانطلاق بالكرة والتقدم بها للأمام، إلى جانب قدرته على تبادل الأدوار مع الجناح الذى يلعب على الخط، وهنا ميزة من المحال أن تجدها فى لاعبى الوسط بالأهلى أو حتى الكرة المصرية عمومًا.
ستفاجئك قدرة نجم الترجى على تجاوز المدافع والاختراق بسرعته، وهو قرب الخطوط، وكذلك يلعب من العمق جيدًا، ويعرف كيف يصل لمرمى الخصم بذكاء كبير، ولديه حس تهديفى ينافس المهاجمين لا لاعبى الوسط، وقبل كل هذه العوامل فهو لاعب ملتزم تكتيكيًا بالأدوار الدفاعية.
لاعب بهذه المواصفات هو ما ينقص فعليًا أى فريق ليتحول إلى طريقة «٤-٣-٣»، وإذا أردت شكلًا مثاليًا لهذه الطريقة، فعليك أن تعثر على مثيله فى الجهة المقابلة له.
ليس شرطًا أن يتساوى المحوران أو يتشابها فى المواصفات والأدوار، بل الأهم أن يكملا بعضهما بعضًا، لكن شرطًا أن يكون واحد منهما على الأقل قادرًا على لعب الأدوار الهجومية التى يؤديها «بن رمضان»، وهو ما لا يستطيع تقديمه عمرو السولية أو أليو ديانج.
سيكون «السولية» فى أفضل حال، إذا لعب بجواره لاعب بأدوار «بن رمضان»، فوقتها سيتفرغ أكثر للربط والاستحواذ والتحكم، فى حين يقدم اللاعب التونسى الدعم الهجومى المطلوب.
من المؤكد أن الظفر بخدمات نجم الترجى أمر صعب، لكن لو تم التعاقد معه سيكون صفقة الإنقاذ التى تمنح الأهلى الحلقة المفقودة، لكن الأهم وقبل كل ذلك، هل هناك لجنة تخطيط فى الأهلى حقًا؟ وهل سيحاسبها الكابتن محمود الخطيب على كل ما حدث؟.