كيف ساهمت «حياة كريمة» في خفض معدلات الفقر بقرى المرحلة الأولى؟
أحدثت مبادرة “حياة كريمة” طفرة غير مسبوقة في القرى التي انطلقت بها لتوفير الحياة الآدمية التي يسعى لها ويبحث عنها أهل هذه القرى، واستطاعت أن تخفض من معدلات الفقر في قرى المرحلة الأولى التي انطلقت فيها.
وذكرت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، أن مبادرة حياة كريمة نموذج حي للتنمية المستدامة، حيث تم إطلاق المرحلة التمهيدية من المُبادرة في يناير 2019، واستهدفت 375 قرية، وأسهمت المُبادرة في خَفض معدلات الفقر في بعض القرى بنسبة 11 نقطة مئوية، كما نَتَج عنها تحسُّن معدل إتاحة الخدمات الأساسية بحوالي 50 نقطة مئوية في بعض القرى، كما أسهمت المبادرة في التخفيف من حِدَّة تأثيرات فيروس كورونا على حياة 4,5 مليون مواطن.
ـ التمكين الاقتصادي لأبناء القرى
قال صبري الجندي، المستشار السابق لوزير التنمية المحلية، إن مبادرة هي حياة كريمة هي المشروع الأول من نوعه جاء منذ أكثر من ١٥٠ عام لتطوير الريف المصري تطوير جذري، ومن ضمن هذا التطوير التمكين الاقتصادي الذي يتم من خلال إقامة مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر لابناء هذه القرى لرفع مستواهم الاقتصادي.
وأوضح الجندي، في تصريح لـ"الدستور"، أنه مع رفع المستوى الاقتصادي لابناء القرى من خلال تشجعيهم على انتاج منتجات بشكل جيد يلبي احتياجات السوق وتسويق منتجاتهم بشكل جيد يساعد في زيادة الدخل للمواطنين وبالتالي يساهم في خفض معدلات الفقر في هذه القرى، مضيفًا أنه وفقا لتعريف الأمم الأمم المتحدة إن معدلات الفقر لمن دخله أقل من ١.٩ دولار في اليوم.
وأضاف أنه كلما ساعدت الدولة في إقامة المشروعات في قرى مبادرة حياة كريمة ضمن خطط تطويرها كلما ارتفع دخل الفرد ليخرج من دائرة الفقر ويحقق أعلى ايراد، وكذلك الحال بالنسبة لرفع الوعي العام لأبناء هذه القرى في تحديد النسل وضرورة العمل والحفاظ على البيئة الجديدة التي توفرت لهم بشكل يجعلها مستمرة ودائمة كل هذا يساهم أيضا في خروجه من معدلات الفقر.
وذكر المستشار السابق لوزير التنمية المحلية أن التوعية بإقامة المشروعات الصغيرة التي تشتهر بها كل قرية يساعد في رفع الدخل لأهل هذه القرية وعدم اندثار المنتج أو الحرفة التي تشتهر بها وتصبح كل قرية منتجة لذاتها بل ويمكن تصدير منتجاتها للمحافظات الأخرى، كل هذا يساعد في خفض معدلات الفقر.
ـ المشروعات الصغيرة وإنشاء المجمعات الصناعية
وهو ما أكده الدكتور خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، أن تطوير القرى ضمن مبادرة حياة كريمة لتوفير احتياجاتها ومتطلباتها يساعد في منع هجرة أهلها للمحافظات الأخرى بحثا عن الحياة التي يسعون لها وبالتالي العمل على المشروعات التي تساعد في توفير مصدر الدخل لهم.
وذكر أن تشجيع الدولة لاقامة المشروعات الصغيرة والمتوسطة جاء ليدعم هذه القرى ليقيم كل فرد المشروع الذي يريده ويوفر له مصدر الدخل الملائم، وهو ما يجهل القرية منتجة ويشجع كل قرية على الاهتمام بالحرفة أو الصنعة التي تشتهر بها ولكن لم يك يتوافر اي مرافق أو خدمات يساعد في إقامتها أو حتى أماكن مؤهلة لهذه المشاريع ولكن أصبحت متوفرة بمبادرة حياة كريمة.
وأشار إلى أن التطوير الذي تشهده قرى حياة كريمة وتطوير الطرق داخلها وخارجها يشجع على إقامة المجمعات الصناعية بجوار كل قرية سواء مجمعات صناعية أو زراعية ما يوفر فرص العمل لشباب وأهل هذه القرى.