الرافدين تطرح النسخة العربية لكتاب "التحولات الفكرية في الفلسفة الحديثة"
صدرت مؤخرا عن دار الرافدين للنشر والتوزيع، النسخة العربية لكتاب "التحولات الفكرية في الفلسفة الحديثة"، من تأليف خورخي سانتيانا، وترجمة ريهام عطية.
كان جورج سانتيّانا شاعرًا وأديبًا ناثرًا وفيلسوفًا مخضرمًا وخليطًا مميزًا، يجمع بين أرستقراطية شعوب البحر المتوسط والفردية الأمريكية، كان روحًا طروبًا، حرًّا ومتمردًا على روح عصره، يكتب بلغة أسطورية تُشبه لغة العالم الوثني القديم، كأنه أحد الفلاسفة المشّائين يُحَدّث تلامذته عن الروح والمادة والحقيقة والوجود بينما يتمشى في اللُّوقيون مدرسة أرسطو. ولم تلبس الفلسفة ثوبًا جميلًا منذ عهد أفلاطون، مُرَصَّعًا بكلماتٍ جزلة وعبارات مطعّمةً بالحكمة، ومنسوجة بنعومة يشفّ عنها الذكاء، ويُحصنها النقد اللاذع والعقل الفطن، كما لبسته في «عهد الشاعر» سانتيّانا الذي فتح أبواب السماء «ليجلب الجمال إلى الأرض». ولذلك من الصعب جدًّا أن لا تعشق أسلوب سانتَيانا عندما تقرأ له، فلغته الأنيقة وتعبيراته الشعرية وأفكاره المختلفة وآراؤه المفعمة بالصدق وقلمه اللاذع الذي لا يتوانى عن نقد حتى أكثر العقول توافقًا معه، إذا ما لم تقنعه فكرة – هذا كله يجبرك على احترام هذا العقل المميز الذي طالما اعتبر نفسه ماديًّا بتطرف. غير أن ماديته تعني العودة إلى الطبيعة.
هذا الكتاب يعتبر خلاصة فكر سانتيانا حول الموضوعات الأبرز في فلسفته: المعرفة الإنسانية، نظرته إلى المادة والوجود، العقل في العلم الذي أخذ جزء مهمًّا من كتابه «حياة العقل The life of Reason»، والروح والموت. ألقيت هذه المحاضرات في مناسبات عدة وجمعت ونشرت في هذا الكتاب عام 1933.
ــ كتاب "رولان بارت بديل الحياة" تأليف ماري جيل، وترجمة علي شمس الدين
وبحسب المترجم فيتقديمه للكتاب: لقد حاولت "ماري جيل" وهي تكتب هذه السيرة الذاتية الخروج من عباءة التقليد نحو اللاتقليد حيث يتمظهر رولان بارت، فلقد حاولت ماري أن تطبق بعض خطوط البنيوية البارتية، (التقطيع النصي، و الازدواجيات، واسترجاعات السيرة العميقة للسلالة، والتفاصيل الكثيرة المتخذة كعلامات للسيرة) حتى وصلت إلى ما يشبه الطريق المسدود بعد ما يزيد على خمسمائة صفحة من التقصي المرحلي والسيري التفصيلي للكاتب. ولا عجب أن تختم "ماري جيل" كتابها بجملة خطيرة:
"رولان بارت لا أعرفه." وكأنها تستعيد مأزق البنيوية من خلال واحد من أبرز ممثليها في القرن العشرين.
ترجمة هذا الكتاب الضخم، كانت بالنسبة لي عملاً ممتعاً وصعباً بل مرهقاً، في اَن معاً. إذ أن العبارات الأرشيفية التي استعملتها الكاتبة، و تفاصيل الأسماء والأشخاص والجمل التقنية ذات الدلالة الدقيقة على حياة كاتب، كانت خاضعة لتجاذبات الازدواجية و القلق المفتوح والفقدان الدائم، كل ذلك جعل من الترجمة رحلة هي أشبه بمغامرة مبحر في خضم مضطرب.