ماذا يحتاج الزمالك بعد «الكبوة الإفريقية»؟
تجاهل اللاعبين المال والعروض.. اعتذار وعودة طارق.. وتحلى بن شرقى بالاحترافية
قبل أن يخوض مباراته أمام الوداد، كان الزمالك خاسرًا على الورق، خاسرًا فى كل شىء، فنيًا ومعنويًا وذهنيًا.
فى جلسته مع أمير مرتضى منصور، برر باتريس كارتيرون الأداء السيئ فى أول مباراتين أمام بترو أتلتيكو وساجرادا الأنجوليين، بأن الجميع فى حالة شتات، والكل مشغول بالرحيل أو التجديد.
أزمة الزمالك أكبر من ٩٠ دقيقة خاضها أو سيخوضها لاحقًا، فالأمر فى «ميت عقبة» هو نتاج لحالة اللا استقرار التى عاشها النادى فى المراحل الأخيرة، نتيجة تبديل الإدارات.
أحمد حسام «ميدو»، نجم الزمالك السابق، اعترف بأن لاعبى الزمالك- وهو قريب منهم- «مش طايقين أشرف بن شرقى»، وفق قوله، وأنه لا يريد التجديد.
ولا يخفى على أحد أن «بن شرقى» جلس مع أحد مسئولى الأهلى، فى وقت سابق، داخل أحد فنادق منطقة الزمالك، وفق شهادة «ميدو» أيضًا.
وانشغل محمد أبوجبل بعرض الـ٧ ملايين ريال التى تلقاها من النصر السعودى، وهو ما جعل المستشار مرتضى منصور، رئيس الزمالك، يشتكى علنًا من الإغراءات السعودية، ويطالب الأندية هناك بترك اللاعبين، لأنهم يزعزعون ثقة الفريق.
طارق حامد منقطع عن التدريبات فى تصرف لا يليق أبدًا بقائد نادٍ كبير، تربطه بالجماهير صلات عميقة، ومن المفترض ألا يرضى بأن يكون أحد الأسباب الرئيسية لهذا التعثر والسقوط المدوى، لكن بكل أسف، ارتضى بذلك، بل ربما أراد وتمنى ما يحدث هذا ليثبت أن الزمالك دونه لا شىء.
الزمالك حسابيًا وفنيًا، وبكل المعايير المنطقية واللا منطقية، لا يزال قادرًا على تجاوز المرحلة والعبور إلى الدور التالى، فالفوز بالثلاث مباريات المقبلة ليس أمرًا صعبًا، خاصة مع وجود مباراتين على ملعبك، والمباراة التى ستكون خارج ملعبك ليست معقدة بالدرجة التى ترعبك، فخصمك بترو أتلتيكو ليس الفريق المرعب، وكان الزمالك فى القاهرة قادرًا على الفوز بأكبر نتيجة فى تاريخه الإفريقى، لو كان هناك تركيز فى ترجمة الفرص، لكنه عانى غياب التوفيق.
لكن إذا ما تحدثنا عما يحتاجه الزمالك، فالأمر أكبر من الفنيات والحسابات، فقبل كل شىء يحتاج الفريق إلى روح الفريق، فأكثر شىء يمكن أن يميز منظومة كرة القدم أن تحضر الجماعية وروح الفريق التى يفتقدها الزمالك.
الزمالك بحاجة إلى تنحية كل الحسابات الشخصية، وأن تبرز مصلحة الكيان والقميص فوق كل اعتبار، وفى حاجة أيضًا إلى أن يتناسى اللاعبون كل شىء، المال، العروض، البقاء أو الرحيل، والتركيز على أمر واحد: الفوز فى الـ٣ مباريات، والتركيز، كل التركيز، على العمل بجدية من أجل تجاوز المرحلة.
الزمالك بحاجة إلى اعتذار من طارق حامد للجماهير، ومعه عودة غير مشروطة للقتال والبذل والعطاء، وليكن له نقاش آخر فى نهاية الموسم.
الزمالك بحاجة لأن يسد «أبوجبل» عينه أمام الريالات التى جعلت يديه مثقوبتين، بعدما كان أقوى من «الهيمالايا» فى أمم إفريقيا، وألا تغيبه رائحتها عن الوعى كما يجرى الآن.
الزمالك بحاجة إلى أن يمارس أشرف بن شرقى قليلًا من الاحترافية، وأن يعى بأن عدم تركيزه، وتخليه عن النادى فى هذا التوقيت، أمر لا يليق بمحترف أبدًا.
الزمالك بحاجة أن يتذكر الجميع، وأن يؤمنوا بشىء واحد: «مصلحة النادى فوق أى وكل اعتبار»، كما يقول رموز الأهلى دائمًا، فهل يستوعبون الدرس أم يدخل النادى فى الدوامات المعتادة؟