لماذا استقرت إصابات كورونا في مصر الأسابيع الماضية؟
بدأت الأعداد المسجلة للإصابات اليومية بفيروس كورونا في مصر بالتراجع منذ منتصف فبراير الجاري، ووصولا تحت حاجز الـ2000 إصابة يوميا، بداية من ديسمبر الماضي، مع الانتشار السريع لمتحور "أوميكرون" والذي صنفه العلماء بأنه الأكثر انتشارًا بين متحورات كورونا.
وبدأت أعداد الإصابات في مصر بالتراجع مع تحسن الأحوال الجوية، كما أوضح أطباء، وظلت الأعداد في التراجع المستمر طوال ال15 يوميًا الماضية، حتى تراجعت إلى القرب من 1700 إصابة يومية، "الدستور" في السطور التالية تواصلت مع بعض الأطباء للوقوف على أسباب تراجع الإصابات بفيروس كورونا خلال هذه الفترة.
محمد محمود، أستاذ علم المناعة، قال إن مصر ستشهد تراجعا في أعداد الإصابات خلال الأسابيع القادمة، موضحًا: “مع تراجع فصل الشتاء والارتفاع التدريجي في درجة الحرارة تبدأ أعداد الإصابات في التراجع وهذا ما شاهدناه خلال الموجات السابقة من الفيروس”.
وأشار محمود إلى أن تراجع الإصابات لا تعني انتهاء الوباء، لذا لابد من تجنب الأماكن المزدحمة وغير جيدة التهوية لتجنب انتشار العدوى الفترة مرة أخرى، واستمرار تراجع الأعداد، ودعا المواطنين إلى ضرورة الحصول على اللقاح حتى تمر هذه الفترة وتقلل أعراض الإصابة لدى الحاصلين عليه.
وبدأت أعداد الإصابات في التراجع منذ منتصف فبراير الجاري، حيث سجلت في 15 فبراير 2117 إصابة وتراجعت إلى 2009 في 20 فبراير وبدأت بعدها في التراجع المستمر تحت حاجز ال2000 إصابة حتى وصلت إلى 1734 إصابة في الأيام الأخيرة من فبراير.
ورأى محمد إسناوي، طبيب قلب، أن الطقس له تأثير كبير على انتشار الفيروسات وانتقال العدوى، فمع بردوة الطقس وشدة الرياح وسرعتها تنتقل الفيروسات بصورة أكبر ويتراجع هذا الانتشار مع ارتفاع درجة الحرارة وقلة نشاط الرياح المصاحب لفصل الصيف ولهذا بدأت أعداد الإصابات بكورونا في التراجع.
وتابع، أنه رغم أن الأعداد تراجعت عن حد 2000 إصابة يومية بفيروس كورونا إلا أنها مازالت مرتفعة خاصة أن هذه الأعداد تمثل فقط الإصابات التي سجلتها المستشفيات ولا تشمل الإصابات في المنازل، مشيرًا إلى أننا سنتخطى الموجة الحالية عندما تتراجع الأعداد لأقل من 300 إصابة يومية كما حدث في الموجات السابقة.
ورجحت دراسة تحليلية أجراها باحثون من معهد ماساتشوستش للتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية؛ أن يكون لارتفاع درجة الحرارة والظروف المناخية تأثير حتمي على نشاط الفيروس، إذ وجدوا أن الدول الأكثر دفئًا تنتقل فيها عدوى الإصابة بالفيروس بشكل أقل من الدول الأخرى.
وأشارت نتائج الدراسة إلى أن 90% من انتشار عدوى كوررنا المستجد منذ بداية ظهوره وحتى 22 من شهر مارس الماضي حدثت في مناطق تتراوح درجات حرارتها بين 3 درجات و17 درجة مئوية فِي المناطق ذات الرطوبة المطلقة.
ونوهت الدراسة بأنه على الرغم من وجود إصابات بفيروس كورونا المستجد في الدول ذات المناخ الاستوائي، ومن بينها قطر وسنغافورة وكوريا الجنوبية، إلا أنه ثبت أن معدلات الإصابة في تلك الدول ذات درجات الحرارة المتوسطة (١٨ درجة فما فوق) كانت أقل بنسبة 6% من معدلاتها في باقي دول العالم التي انتشر فيها الفيروس.
وحسب محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة والوقاية، فإن اللقاحات تقلل خطورة الإصابة بكورونا، ولكن لا تمنع الإصابة، ولابد من اتخاذ الإجراءات الاحترازية، وهناك ملتزمين بالإجراءات الوقائية ومنهم لم يكن ملتزم، والعالم كله هناك أناس ملتزمون ومترددون عن اللقاحات".
وتابع في تصريحات إعلامية أن اللقاحات لها مدة فاعلية من 6 لـ9 أشهر، لهذا لجأت مصر إلى إعطاء جرعة معززة من فيروس كورونا.
وتستمر وزارة الصحة في رفع أعلى درجات الاستعداد القصوى على مستوى المحافظات لمتابعة الموقف الوبائي للفيروس واتخاذ كل الإجراءات الوقائية ضده أو غيره من الأمراض المعدية.