عندما كان صلاح ذوالفقار «سجانًا» على المتهم أنور السادات
رغم أنه كان ضابط شرطة، قرر أن يصير نجمًا مثل شقيقيه، ولم يكتف بكونه ممثلًا صاحب «كاريزما» وخفيف الظل، قدم العديد من الأعمال المهمة، بل اقتحم عالم الإنتاج، ليتحول إلى أستاذ تخرج على يديه جيل كبير من الفنانين.
لكن بعدما صار منتجًا، أتعبته مشكلات المال والإنتاج والتمثيل، فرحل بنوبة قلبية مفاجئة، بعد أن أنهى تصوير المشهد الأخير من فيلم «الإرهابى» بطولة الزعيم عادل إمام.
إنه صلاح ذوالفقار، ابن العائلة الفنية الكبيرة، والذى تعرض لحكايات وأزمات عديدة فى حياته، فرسمت خطوطه ومساراته طوال الوقت، حتى قال إن قلبه «بقى زى الستارة، أى نسمة هوا تهزه!».
خطفت السترة العسكرية عينيه صغيرًا، خاصة أنه وُلد لأسرة يغلب عليها الطابع العسكرى، فوالده مراد ذوالفقار كان ضابطًا للشرطة، وشقيقاه عزالدين وكمال كانا ضابطين أيضًا، فقرر أن يصير مثلهم، وحين أنهى دراسته اختار كلية الشرطة، ليتقدّم لها ويتم قبوله.
تخرّج فى كلية الشرطة بتفوّق، وعُيّن مشرفًا على العنبر ٦ فى أحد السجون، رغم حداثته بين الرُتب العسكرية، وذلك فى العام ١٩٤٦، وكان عنبرًا يضم مجموعة «خطيرة» من المساجين، ولم يكن يعرف أن ذلك سيكون أحد أهم الأحداث فى حياته المهنية. ضم العنبر المتهمين بقتل السياسى الوفدى أمين عثمان، وكان أبرزهم الضابط السابق بالجيش محمد أنور السادات، الذى صار رئيسًا للجمهورية بعد ثورة ٢٣ يوليو.
ومما كشفه صلاح ذوالفقار لمجلة «الموعد»، بتاريخ ٢٢ يناير عام ١٩٩٤، أنه كان يعامل «السادات» معاملة حسنة، قائلًا: «كنت متعاطفًا مع قضيتهم، وتحديدًا السادات، حتى حين أصبح رئيسًا».
ظل «ذوالفقار» صديقًا للمجموعة المتهمة بالاغتيال، وربما شغف كلاهما بالتمثيل هو ما أدى إلى تلك الصداقة، فـ«السادات» كان يعشق التمثيل ويقدم عروضًا ويجسد شخصيات فى السجن، بينما «السجّان» يخفى ولعه بالتمثيل، الذى سيهرب إليه فيما بعد.
شاع أن «ذوالفقار» ساعد «السادات» فى الهروب من السجن ٣ مرات، لكن ابنته نفت ذلك، وقالت إنه كان يعامله معاملة طيبة فقط.
أصبح صلاح ذوالفقار مدرسًا بكلية الشرطة، وتزوّج للمرة الأولى من صديقة تركية الأصل، تُدعى «بيسة» أو نفيسة بهجت، رغم أنها تكبره سنًا، ومع تغيير مساره إلى الفن، بدأت غيرته من شقيقيه فى أمر غريب، وهو زواجهما من نجمات، وقرر أن يتزوّج نجمة، وبدأت رحلة البحث، فتزوّج فى النهاية من زهرة العلا وشادية.