باحثة بالمركز المصرى لـ«الدستور»: أوكرانيا تدفع فاتورة الغرب
قالت الباحثة بالمركز المصرى للفكر والدراسات الإستراتيجية نرمين سعيد كامل، إن تصريح الخارجية الروسية حول أن العملية العسكرية التي حدثت في أوكرانيا ليست حربًا وإنما هي لمنع الحرب أثارت الجدل حول إمكانية أن تكون تلك العملية التي بدأت بإعلان استقلال دونيستك ولوجانسك الخطوة التي تسبق جلوس روسيا مع أوكرانيا على مائدة المفاوضات للتباحث ولكن من منطلق قوة وفرض السيطرة خصوصًا مع الدعوات التي وجهها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين للجيش الأوكراني لإلقاء السلاح والسيطرة على الحكم، ومع الإشارات التي أبدتها موسكو للاستعداد للتفاوض على شرط أن تلتزم كييف بتناول مخاوف روسيا الأمنية.
وأضافت “كامل” فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه في تلك الأثناء عرضت أطراف أخرى استضافة المفاوضات بين موسكو وكييف على أرض محايدة ومن ضمنها المجر وقد تم إرسال رسالة إلى الطرفين ولكن الرئيس الروسى لا يزال يصر على إجراء المفاوضات في مينسك.
وتابعت كامل "كما اتجهت فواعل كبرى أخرى إلى خيار التفاوض ومن ضمنها الصين التي رفضت التصويت ضد روسيا في مجلس الأمن حيث دعا الرئيس الصيني بوتين لضرورة إجراء المفاوضات مع أوكرانيا، ويبقى الخلاف حتى الآن على مكان المفاوضات حيث تصر روسيا على بيلاروسيا فيما تصر أوكرانيا على بولندا".
وأشارت كامل إلى أن الجانب الأوكراني يبدو أكثر اضطرارًا للجلوس لمائدة المفاوضات في الوقت الحالي بعد حالة التخلي الأوروبي والأمريكي التي شاهدها العالم وحتى الآن فما يحدث يؤكد أن كييف دفعت فاتورة الغرب بعد أن نجح في عملية حشدها ضد موسكو على مدى سنوات امتدت منذ عام 2014، وكان الهدف الروسي منذ البداية هو جعل أوكرانيا دولة حياد ومنزوعة السلاح وضمان عدم انضمامها لحلف الناتو ولكن الولايات المتحدة بقيت لسنوات تكرس فكرة السيادة الأوكرانية التي تخولها الانضمام للناتو وهو ما اقتنع به الجانب الأوكراني دون أن يكون للأمر غطاء فعلي، فوجدت كييف نفسها في مواجهة روسيا منفردة وربما يكون هذا هو الدافع الرئيسي لإبداء كييف الرغبة في التفاوض.