صحيفة سعودية: الارتباك سمة ملازمة للواقع السياسي المعاصر

قالت صحيفة "الرياض" السعودية، اليوم الأربعاء، إن نظرة شاملة لأوضاع العالم اليوم، تكشف حجم الارتباك الذي بات سمة ملازمة للواقع السياسي المعاصر، على النقيض من الوضع إبان الحرب الباردة ومرحلة ما بعد تفكك الاتحاد السوفيتي وزوال المعسكر الشيوعي، إذ كانت هناك بنى قائمة ومعادلات ثابتة تحكمان التغيرات السياسية، وتضبطان العلاقات بين الدول، وبموجبها كانت كلفة أي خطوة سياسية معلومة سلفًا، ومن اليسير التنبؤ بتداعياتها، والعمل على التحكم بآثارها المحتملة.

وأشارت في افتتاحيتها بعنوان (عالم يتشكل)، إلى أن السياسة الدولية تمر اليوم بحالة سيولة شديدة، تحمل معها إرهاصات واقع دولي مغاير لمرحلة ما بعد الحرب الباردة، وقد يكون متعجلًا التنبؤ بعودة مناخات تلك الحرب بذات حساباتها القديمة، فالموازين الدولية مختلفة عما كانت عليه الحال القرن الماضي، وقد طرأت قوى جديدة على المشهد، واستعادت قوى أخرى تأثيرها في السياسة الدولية، فيما اعترى الوهن قوى عظمى وفقدت الكثير من عناصر قوتها، أزمة أوكرانيا كشفت هذا الواقع على نحو جلي، حيث عرت العجز الغربي عن مواجهة الجموح الروسي، ونمت التصريحات الأمريكية المتناقضة عن الارتباك الهائل الذي يسمى سياسة واشنطن، وحالة التيه والعجز عن اتخاذ موقف متماسك وصارم ردًا على التهديدات الروسية، وآخرها إعلان موسكو اعترافها باستقلال دونيتسك ولوغانسك شرق أوكرانيا.

وأضافت الصحيفة إننا إذًا إزاء عالم يتشكل، وإعادة تموضع دولي سترسم مستقبل القرن الحالي، وهنا تتبدى حكمة القيادة الرشيدة في استباق حالة السيولة هذه بتعزيز وتوسيع تحالفاتها، وتقوية أوراقها الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية، كما أرست مبدأ المبادرة الذاتية لحماية مصالحها ومصالح المنطقة ضد المهددات الإقليمية، أو الدولية، ما جعلها رقمًا صعبًا في المعادلة الدولية الجديدة التي في طور التشكل.