بالأرقام.. كيف تقدمت مصر في زراعة النباتات العطرية والطبية؟

تهتم مصر بشدة بالنباتات العطرية والطبية والتي تعتبر نادرة ليس في مصر فقط ولكن على مستوى العالم، كما أنها أحد عناصر الدخل القومي في معظم البلاد؛ وشاب زراعتها في مصر التطور خلال السنوات القليلة الماضية.

لذلك تخصص مصر مساحات ضخمة من أجل زراعة النباتات العطرية والطبية بها، وسد حاجة السوق منها، إلى جانب تصدير الفائض للخارج من أجل فتح أسواق خارجية لها من النباتات العطرية التي تعد مصر رائدة بها.

واتساقًا مع ذلك، أعلن الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف، موافقة مجلس الوزراء على مشروع قرار رئيس الجمهورية بشأن تخصيص مساحة 147.14 فدان من الأراضي المملوكة ملكية خاصة للدولة، ناحية مركز سمسطا، لصالح المحافظة، بهدف إقامة منطقة استثمارية متكاملة للنباتات الطبية والعطرية والتصنيع الزراعي، مؤكدًا أن الموافقة تعتبر خطوة مهمة للمضي قدمًا في المشروع الذي سيساهم في تحقيق نقلة نوعية في تلك الصناعة الواعدة لما تمتلكه فيها المحافظة من ميزات نسبية وتنافسية.

وأشار محافظ بني سويف إلى بعض الجهود التي تم بذلها على مدار عامين، وبدأت بالعمل الجاد على أسس علمية وجهد ميداني كبير لجمع وتدقيق كل البيانات والمعلومات عن موارد المحافظة والمقومات التي تمتلكها في مختلف القطاعات، وذلك من خلال لجان من الوحدة الاقتصادية والاستعانة بدراسات الأكاديميين والمتخصصين بالمجلس الاستشاري الاقتصادي للمحافظة، حيث أثمرت تلك الجهود عن توافر قاعدة بيانات دقيقة في هذا الشأن.

وأشار المحافظ إلى عدد من الجهود والخطوات العملية المنفذة على مدار أكثر من عامين، التي استهدفت خروج المشروع لحيز التنفيذ، لاسيما وأن المشروع سيوفر الآلاف من فرص العمل، ويعظم من سلاسل القيمة المضافة لموارد المحافظة من النباتات الطبية والعطرية، خاصة وأن بني سويف تمثل من 40- 60 % من صادرات مصر في هذا المجال.

بجانب الاستفادة من المشروعات القومية الجاري والمخطط لتنفيذها في مقدمتها محور الفشن بطول 27 كم، ضمن خطة الدولة  للربط مع مخططات التنمية الشاملة بكافة قطاعات الدولة  (الزراعية، الصناعية، السياحية) وإنشاء محاور عرضية جديدة على النيل من منظور تنموي شامل، لاسيما مع استكمال الطريق البري القاهرة / كيبتاون المار بعدد 9 دول إفريقية.

ولا يعرف كثيرون أن مصر رائدة في مجال زراعة النباتات العطرية وتخصص لها مساحات واسعة في الكثير من المحافظات، وترصد "الدستور" محطات في زراعة النباتات العطرية في مصر خلال السنوات الماضية.

بحسب تقرير معهد البساتين التابع لوزارة الزراعة في 2020، فإن تبلغ مساحات النباتات الطبية والعطرية تصل إلى 120 ألف فدانًا، إذا أضيفت إليها مساحة المناطق التي تنمو فيها الأعشاب الطبية بشكل طبيعي في المناطق الصحراوية عقب مواسم سقوط الأمطار.

وبسبب تلك المساحة يرتفع إجمالي الدخل القومي الصادر من النباتات الطبية والعطرية إذ يتراوح بين 8 إلى 10 مليارات جنيه سنويًا، كما أنها تدر دخلًا مجزيًا محليًا، حيث إن مصر تحتل المركز الرابع عالميًا في صادرات الزيوت العطرية والطبية.

وتعتبر مصر رائدة في عدد من الزيوت العطرية منها  الياسمين، الريحان، البردقوش، الكاموميل، الكمون، كما تحتل مصر المركز الـ11 في قائمة الدول المصدرة للنباتات العطرية والطبية بمساهمة سوقية تبلغ 2.23% من حجم الأسواق العالمي.

كما نجحت مصر الصادرات المصرية في اختراق ما يقرب من 40 سوقًا دوليًا للنباتات العطرية، إذ يبلغ حجم الصادرات من النباتات الطبية والعطرية 90% من إجمالي الناتج السنوي، بحسب المجلس التصديري للحاصلات الزراعية، حيث تم تصدير نباتات طبية وعطرية بلغت 76 ألف طن بقيمة 126 مليون دولار، وذلك في الفترة من سبتمبر 2018 حتى نهاية يونيو 2019 مدة 10 أشهر.

ويصل عدد النباتات العطرية في مصر إلى 2075 قرابة 384 منها تستخدم في أغراض طبية، وتستحوذ سيناء وحدها على 46% من تلك النباتات، والساحل الشمالي الغربي 36%، تليها المنيا بنسبة 34%، تليها محافظة الفيوم بنسبة 20% ثم بنى سويف بنسبة 17%، ومحافظة أسيوط بنسبة 10%، وتتوزع نسبة 19% على باقى المحافظات.