دراسة جديدة: الناجون من «كورونا» عرضة بنسبة أكبر للاكتئاب

توصلت دراسة أمريكية إلى أن الناجين من فيروس كورونا المستجد معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بالاكتئاب ومشاكل النوم، حيث تم الربط  خلال الأبحاث ما بين التغلب على الفيروس والمشاكل الصحية بعد أشهر، مثل التعب وضباب الدماغ.

ووفقًا للدراسة التي نُشرت عبر موقع «الديلي ميل» البريطاني، فإن الناجين من «كوفيد- 19» كانوا أكثر عرضة بنسبة 40% للاكتئاب أو صعوبة النوم، حسب التجارب التي أجريت على 150 ألف شخص ربطت العدوى بمشاكل صحية عقلية أكثر خطورة، كما أن لديهم  مخاطر أعلى قليلاً للإصابة باضطراب ما بعد الصدمة (PTSD) والأفكار الانتحارية ونوبات الهلع.

وكلما كانت الإصابة أكثر شدة، زادت احتمالية الإبلاغ عن مشكلة تتعلق بالصحة العقلية، مما يشير إلى أن كوفيد ربما يلعب دورًا، لكن الاكتئاب والقلق مرتبطان بالفعل بـ"Long Covid"، وهو مصطلح شامل يغطي مجموعة من الأمراض التي يعاني منها الأشخاص بعد الإصابة.

وتتزايد الأدلة بالفعل على أن فيروس كورونا يدمر الأوعية الدموية، بما في ذلك الأوعية الموجودة في الدماغ، وهو ما قد يفسر الأعراض المزمنة.

ونظر باحثون من جامعة سانت لويس إلى 150 ألفا من قدامى المحاربين العسكريين، معظمهم من الذكور، في الستينيات من العمر، وأثبتت الاختبارات إيجابية حتى يناير 2021، وتم تعقب المشاركين لمدة عام، وتم مقارنتهم بمجموعة من 5.6 مليون من المحاربين القدامى الذين لم يصابوا بالفيروس بحلول هذا التاريخ. 

الاكتئاب والأفكار الانتحارية 

كان هناك ما يقرب من 15 حالة اكتئاب إضافية لكل 1000 شخص بين مجموعة الناجين من كوفيد، كما أن الأفكار الانتحارية أكثر شيوعًا بنسبة 46% بين أولئك الذين أصيبوا بالفيروس، بمعدل حالتين إضافيتين لكل 1000 شخص.

كما كانوا أكثر عرضة للمعاناة من مشاكل النوم، مع 24 حالة إضافية لكل 1000 شخص.

وجد العلماء معدلات أعلى من تعاطي الكحول والمخدرات بين الناجين من كوفيد أيضًا، بمعدل أربع، وحالتين إضافيتين لكل 1000 على التوالي، بينما كانت الدراسة قائمة على الملاحظة، وأشار الباحثون إلى دراسات سابقة أظهرت أن عدوى كوفيد- خاصة النوبات الشديدة- يمكن أن تقلل من تدفق الدم إلى الدماغ وتضر بالخلايا العصبية لتفسير نتائجهم.

من بين أولئك الذين أصيبوا بكوفيد في الدراسة، تم إدخال 20996 (14 في المائة) إلى المستشفى بسبب مرض شديد.

كان مرضى Covid في المستشفيات أكثر عرضة بنسبة 243 في المائة للإصابة بمشكلة صحية عقلية، بمعدل 177 حالة إضافية لكل 1000 شخص، لكن أولئك الذين لم يصابوا بعدوى شديدة كانوا أكثر عرضة بنسبة 40 في المائة للمعاناة العقلية، أو 31 حالة إضافية لكل 1000.

الإصابة بالاضطراب العقلي 

بشكل عام، قال العلماء إن الأشخاص الذين أصيبوا بـCovid كانوا أكثر عرضة بنسبة 60% للإصابة باضطراب في الصحة العقلية أو وصفة طبية من أولئك الذين لم يصابوا بـCovid.

وكان معظمهم من الرجال (89 في المائة)، وتم تصنيفهم على أنهم بدناء (45 في المائة) أو زائدو الوزن (35 في المائة).

يُعد الوزن أحد أكبر عوامل الخطر بالنسبة لـCovid، حيث تشير دراسات المرض إلى أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة تزيد احتمالية وفاتهم بثلاث مرات.

وربطت الأبحاث السابقة بين البقاء على قيد الحياة من Covid ومشاكل الصحة العقلية.

ووجدت ورقة واحدة من جامعة أكسفورد، نُشرت في أبريل من العام الماضي، أن واحدًا من كل ثلاثة ناجين مصاب بالاكتئاب أو القلق أو مشاكل أخرى في غضون ستة أشهر من التغلب على الفيروس.

ووجدت ورقة منفصلة من جامعة ميلانو أن أكثر من نصف المرضى الأشد مرضًا أصيبوا فيما بعد بمشاكل نفسية، بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة. 

وقال الدكتور ماكس تاكيت، الطبيب النفسي بجامعة أكسفورد الذي لم يشارك في الدراسة: «هذه دراسة جيدة التنفيذ تؤكد النتائج التي توصلت إليها العديد من الدراسات السابقة، التي تظهر أنه بعد الإصابة بفيروس كوفيد يكون المرضى أكثر عرضة للإصابة بالتطور العقلي، الاضطرابات الصحية».