لماذا وصف الله الصراط بالمستقيم في سورة الفاتحة؟.. داعية بالأوقاف تجيب
قالت الدكتورة دينا أبو الخير، الواعظة بوزارة الأوقاف، إن سورة الفاتحة هي أعظم سورة في القرآن الكريم لما ورد فيها العديد من الفضائل والمميزات، فتشتمل سورة الفاتحة على أفضل الدعاء وهو طلب الهداية إلى الصراط المستقيم في قوله: (اهدنا الصراط المستقيم)، وبيان أهمية الصحبة الصالحة والقدوة للمسلم، في قوله تعالى: (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنعمت عليهم).
ولو توقفنا عند معنى: (اهدنا الصراط المستقيم) فى سورة الفاتحة أي: دلنا وأرشدنا، ووفقنا للصراط المستقيم، وهو الطريق الواضح الموصل إلى الله، وإلى جنته، وهو معرفة الحق والعمل به، فاهدنا إلى الصراط واهدنا في الصراط، فالهداية إلى الصراط: لزوم دين الإسلام، وترك ما سواه من الأديان، والهداية في الصراط، تشمل الهداية لجميع التفاصيل الدينية علمًا وعملًا.
ولماذا وصفه الله بـ (المستقيم)؟
وأوضحت أن الإمام الرازي قال: «اعلم أن أهل الهندسة قالوا: الخط المستقيم هو أقصر خط يصل بين نقطتين، فالحاصل أن الخط المستقيم أقصر من جميع الخطوط المعوجة، فكأن العبد يقول: اهدنا الصراط المستقيم لوجوه:
الأول: أنه أقرب الخطوط وأقصرها، وأنا عاجز فلا يليق بضعفي إلا الطريق المستقيم.
الثاني: أن المستقيم واحد وما عداه معوجة وبعضها يشبه بعضا في الاعوجاج فيشتبه الطريق علي، أما المستقيم فلا يشابهه غيره فكان أبعد عن الخوف والآفات وأقرب إلى الأمان.
الثالث: الطريق المستقيم يوصل إلى المقصود، والمعوج لا يوصل إليه.
والرابع: المستقيم لا يتغير، والمعوج يتغير، فلهذه الأسباب سأل الصراط المستقيم، والله أعلم»
ونوهت بأن الله أرشدنا إلى طلب الهداية منه، ليكون عونا لنا ينصرنا على أهوائنا وشهواتنا بعد أن نبذل ما نستطيع من الجهد في معرفة أحكام الشريعة، ونكلف أنفسنا الجري على سننها، لنحصل على خيري الدنيا والآخرة، والهداية هنا هي البيان والدلالة، ثم التوفيق والإلهام، وهو بعد البيان والدلالة، ولا سبيل إلى البيان والدلالة إلا من جهة الرسل.