صديقان يربيان الصقور والثعابين ويحولان هوايتهم لمشروع

ثعابين وعقارب وصقور، والعديد من الحيوانات البرية التي تحولت في أيديهم إلى حيوانات أليفة، استطاعوا أن يروضوها، ويتعرفوا على سلوكها بهدف الهواية والتعرف على كل جديد، حتى اصبح جزء منها عمل وباب رزق لهم ولغيرهم.

الصديقين أحمد شيوبس واحمد السكندري، جذبتهم الحياة البرية وحيوانات وزواحف الطبيعة التي اعتاد الجميع أن يخشاها الجميع لتبدأ رحلتهم منذ عدة سنوات في اقتنائها، وتكون شئ عادي في حياتهم،  ليحولوا تلك الهواية لمشروع خاص لاستثمار جلود ودهن الثعابين.

أجرت “الدستور” بث مباشر مع الصديقين، في محافظة الإسكندرية، للتعرف على كيفية التعامل مع تلك الطيور والزواحف المفترسة.

يقول أحمد رجب الشهير بالسكندري، 23عامًا، إنه بدأ هذا المجال منذ 9 سنوات بتربية الفئران الهامستر، ثم بدأ حبه لتلك الهواية يزداد باقتناء حيوانات أخرى من الثعابين والصقور، ويحرص على التدريب في التعامل معها ومعرفة سلوكها، فهو أمر ليس بسهل.

اقتناء تربية الحيوانات البرية 

وأضاف لـ"الدستور" أن الحيوانات البرية والزواحف يوجد منها بداخل مصر وخارجها، باختلاف الأنواع، مشيرًا إلى أن مصر يوجد بها أنواع كثيرة من الحيوانات البرية، وخاصة من الثعابين والتي يمكن أن تكون أضعاف أسعارها في الخارج، مشيرًا إلى أنه خلال تلك السنوات قام بتربية اقتناء أنواع كثيرة من الحيوانات والزواحف، إلا أي حيوان مهدد بالانقراض فيتم إطلاقه في بيئته حتى نحافظ على السلالات النادرة.

انواع الزواحف والجوارح

وأوضح أن هناك أنواع من الزواحف والطيور يقتنيها بهدف الهواية فقط ومعه منذ عدة سنوات مثل “الأجوانة” وهو نوع من الزواحف موطنه أمريكا الوسطى ويتميز بألوانه الزاهية، حيث تصل أسعارها الحجم الكبير لـ8 آلاف جنيه، والصغير 1500جنيه، وتتغذى على الأعشاب والخضروات، وهي تختلف عن النوع الذي يعيش في المياه، بالإضافة إلى العقارب بأنواعها المختلفة.

وواصل أن الصقر العقاب هناك أنواع تكون مهاجرة ويتم اصطيادها في مصر، وأسعارها مختلفة بحسب الحجم والسن حيث لديه الصقر “ليو” سعره 3 آلاف ونصف، و"صدفة" التي تصل لـ8 آلاف جنيه، وهناك اسعار كثيرة أقل أو أكثر، بالإضافة إلى أنواع السلاحف التي تبدأ أسعارها من 100 جنيه وحتى 500 جنيه بين اليوناني والصحراوي، وهناك السلحفاة المائية «الريد أير» تبدأ من 300 جنيه للحجم الصغير.

اللعب مع الكوبرا والثعابين
 

وتابع “اللعب مع الكوبرا لازم تركيز، ومش أي حد يقدر يعمل كدة، ده ثعبان سام وخطر وبيحتاج وقت طويل عشان تقدر تقف قدامه”، مشيرًا إلى أن مصر تحتوي على انواع مختلفة من الثعابين منها السامة مثل  الكوبرا المصرية، والكوبرا البخاخة، والحيات: (الحمراء والغريبة السوداء، والمقرنة والمحدبة)، والثعابين النصف سامة مثل الخضيري، أبو السيور، والغير سامة مثل الأرقم الصحراوي والنرد، وغيرها.

واستكمل أحمد عصام الشهير ب« شيوبس» ٣٤عامًا الحديث عن أنواع الثعابين وكيفية الحصول عليها، ودور فريقهم في مساعدة الناس، قائلًا إن أكثر الثعابين الزراعية والتي تعيش في المناطق بداخل مصر سواء بجانب المنازل او في الأراضي الزراعية يحصلون عليها خلال مساعدتهم للناس، مشيرًا أن هناك من يستغاث بهم لإخراج ثعبان من المنزل او الحقل الزراعي أو ما شابه ذلك.

مساعدة المواطنين باستخراج الثعابين من المنازل

وأضاف أنهم يبحثون عن الثعبان ويستخرجونه من المنزل بدون أي مقابل، مؤكدًا على أن بعض الناس والذين يطلقون على أنفسهم “الرفاعية” لا يخرجوا الثعابين، بل يتحايلون على المواطنين، وما يعرف نفسه بالرفاعي ويقرأ على البيت آيات القرآن الكريم حتى يسمعه الثعبان ويخرج يكون كاذب، حيث أن الثعبان لا يسمع، بل يكون مخبأ ثعبان غير سام في ملابسه لكي يخرجه في الوقت المناسب ليتوهم أهل البيت أنه خرج من المنزل.

وتابع أنهم عندما يستغاث بهم أحد، وبعد إخراج الثعبان سواء من منزل أو  مزرعة او غير ذلك يحتفظون به، حيث يجمعون أنواع عديدة، يحتفظون بها في مزرعة خاصة، ويعتنون بتلك الأنواع، ولكن عندما يموت أي من الثعابين أو يخرجون ثعبان ميت أو مصاب يدخل ذلك الثعبان في عمل آخر.

تحويل الهواية إلى مشروع

وأشار إلى أنهم بدأوا بتحويل ذلك إلى استثمار من خلال استخدام جلود الثعابين في صناعة بعض المنتجات الجلدية من محافظ او شنط او احزمة، وذلك بعد دبغها بطريقة خاصة تحافظ على جلد الثعبان المثالي، فضلًا عن استخدام دهن الكوبرا وتصفيته من الشوائب ومعالجته ليكون سائل على الاستخدام وإضافته أيضًا في تصنيع بعض الزيوت والدهانات.

وأكد أن من خلال جلد ودهن الثعابين،  كان بمثابة باب رزق للعديد من الأشخاص من خلال فتح مشروع صغير لصناعة المنتجات الجلدية، حيث ان الهدف هو مساعدة المبتدئين في مشروعات صغيرة بتوريد جلد الثعابين  لهم بتكلفة تناسبهم، لكي تكون بداية ومساندة في مشروعاتهم، موضحًا أن الأسعار في الأسواق مبالغ فيها، فهم يحرصون على مساعدة الشباب ومن يقدم على هذا المشروع.

ولفت أنه على المستوى الشخصي التعامل مع الحيوانات والزواحف المفترسة وغيرها أصبح شئ سهل، بل هو هواية ممتعة فكل منها له طريقة تعامل خاصة به، حتى أصبح يدرب أبناءه على طريقة التعامل مع بعض الأنواع التي أحبوها، مؤكدًا أنه لا يمكن لأي شخص أن يقتني طائر جارح او حيوان مفترس أو ثعبان سام في منزله فهو يشكل خطر، حيث أنهم يخصصوا مكان لهم يمكنهم التواجد به.