شرارة وقرقعة ونذر الحرب.. على الطريقة الروسية /الأمريكية
.. وانت تشاهد مجموعة من الصور الرقمية، تبثها الأقمار الاصطناعية الغربية، تنظر بدهشة ميراث العالم من لعنة الحروب.
.. هي لقطات، تبدو كخشبة مسرح قديم-جديد، أظهرت حشودا عسكرية وأمنية على الحدود الأوكرانية.
أظهرت هذه الصور، بطريقة وثائقية سينمائية حجم القوة الروسية التي، أكدتها عمليات انتشار وتمركز مختلف الفيالق والقوات والمعدات العسكرية، التي تزامنت بشكل متسارع، وسط التوتر القائم في المنطقة، والبحث الأميركي على اعلان المخاوف من بدء الحرب، في سياقها العالمي، كما قال الرئيس الأميركي جو بايدن.
.. التطور اللافت ان البيت الأبيض كشف إن الرئيس جو بايدن، أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في مكالمة هاتفية [تمت اليوم السبت :بعد، اقل من 20ساعة على التحذيرات الأميركية من غزو روسي بسلاح الطيران للعمق الأوكراني]، أن روسيا ستواجه "تكاليف سريعة وباهظة" إذا اختارت غزو أوكرانيا.
المكالمة الرئاسية، انتظر نتائجها العالم(...)، وجرت بين الزعيمين قرابة ساعة حيث تتزايد بوادر التحذير من غزو عسكري روسي للعمق الأوكراني.
.. و بالطبع، ما زال الترقب، نذير اختلاف في المعطيات الأمنية والسياسي، عدا العسكرية، فالبيت الأبيض، لم يفصح عن سيناريو ال60 دقيقة، التي ربما تكون المحادثة الأخيرة بين بايدن وبوتين، قبل شرارة وقرقعة ونذر الحرب.
ان المحلل لجيو سياسة الحالة الأمنية، عالميا وعلى مستو حلف الناتو، التي نشأت عندما نقلت موسكو قواتها من سيبيريا والشرق الأقصى نحو بيلاروس، الحليف الوثيق، لإجراء تدريبات مشتركة واسعة النطاق، مما جعل الصورة ضبابية، مخادعة بالكامل، فقد حللت الأوسط الأمنية الأميركية الامر(....)، انه يدعم الحشد العسكري لروسيا الاتحادية، على الحدود المشتركة مع أوكرانيا، دون أن يكون هنالكك اية بيانات أخرى.
.. ما كان الرئيس الأميركي، في حالة تحريض على الحرب، بقدر ما انه، وإدارته والبنتاغون، حاولوا، تفسير وثائق وأعراض للمكالمات وبيانات متفاوته، أبرزها "ماكسار تكنولوجيا"، التي صورت القوات والمعسكرات والمعدات في القواعد العسكرية المتمركزة في شبه جزيرة القرم، التي ضمتها موسكو بشكل كامل في العام 2015 وكذلك وحدات ومعدات في غوميل وكورسك في بيلاروس، كل ذلك وسط مؤشرات انتباه العالم ل "قرقعة الحرب العالمية" ، كما وصفها بايدن.
٠٠في جوقة التحليلات والضجيج الإعلامي والصحافي والسياسي الذي يقوده الإعلام الأميركي والأوروبي، لم يعد هناك اية قيمة او معنى النفي الروسي عن أي خطط لمهاجمة أوكرانيا، لكنها حثت الولايات المتحدة وحلفائها، على تقديم تعهد ملزم بعدم قبول انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، وعدم نشر أسلحة هجومية وكذلك التراجع عن عمليات انتشار قوات الناتو في أوروبا الشرقية، ما ترفضه واشنطن والناتو، وايضا أوكرانيا، على اعتبار أنها تريد تحقيق قيمة سياسية واقتصادية وحضارية لأوكرانيا الحديثة.
.. عمليا مضت 24 ساعة من التصعيد الغربي، ضد العسكرتاريا الروسية، واستعراض القوى، وحدث ان العالم، المنطقة والشرق الأوسط، تقف على حد الانتظار والتوقيع، فقد دعت الدول الغربية روسيا لسحب ما يقدر بنحو 100 ألف جندي من المناطق القريبة من أوكرانيا، لكن الكرملين رد بالقول إنه سينشر قوات في أي مكان يريده على الأراضي الروسية، ما يعني الدخول في حالة من التوتر والتصعيد غير مسبوقة.
من الخاسر، في هذا التوقيت القاتل قبيل اية مؤشرات عسكرية حقيقية، فقد تبلبلت وتباينت أسعار السلع والمواد الأولية والغذاء والنفط والمعادن الثمينة، عدا عن توتر خطوط النقل ومساراته حول القارات.
.. ربما تنكشف، ذات مرة، حجم الاتصالات والمشاورات والوساطات التي غطت الساعات الماضية، وربما تستمر في محاولة لفك الشباك والمخاوف الأمنية والتصعيد العسكري المشترك بين الروس والغرب، بقيادة الولايات المتحدة والناتو. موسكو، لملمت رؤيتها واتهمت الدول الغربية والولايات المتحدة الأميركية، الناتو والاحلاف المشتركة، بشن حملة دعائية، هدفها التحريض على روسيا بشأن غزو أوكرانيا، برغم ان روسيا تنفي وجود مؤشرات، قد تصل إلى حد الحرب.
ماذا يفهم من الاتصالات التي دارت بين وزير الخارجية الروسي "سيرغي لافروف" ، و وزير الخارجية الأميركية" أنتوني بلينكن"..؟.
… ما رشح قال ان "لافروف "، وصف "الحملة الدعائية عن العدوان الروسي، ضد أوكرانيا لها غايات استفزازية"، مشيرا إلى أن روسيا ترى أن :"
واشنطن وحلف الناتو، كانا في ردهما على مبادرة الضمانات الأمنية المطروحة من قبل روسيا، يتجاهلان البنود الرئيسية بالنسبة لموسكو، وهي:
[ ضرورة وقف تمدد حلف شمال الأطلسي وعدم نشر منظومات هجومية قرب حدود روسيا].
البيت الأبيض، نشر بيانات منذ امس الجمعة، تعكس اتجاهات تثير القلق والذعر من إن الغزو قد يبدأ بقصف جوي، يجعل المغادرة صعبة ويعرض المدنيين للخطر.
.. لا يمكن الإمساك بالحقيقة، فالنفي الروسي محير، .. ومرارا، تحاول روسيا الإعلان عن عدم وجود أي خطط لغزو أوكرانيا، رغم حشدها لأكثر 140 ألف جندي بالقرب من الحدود,وربما هي أكثر مع متغيرات التصعيد الغربي.
دبلوماسية دول العالم، ومنها العربية والإسلامية، وقعت في الفخ، لم تكن الإشارات مجرد تحذير وارباك لرعايا الدول الذين لهم وجود اقتصادي أو أكاديمي او صناعي او تجاري في أوكرانيا، فكان مجرد إصدار تحذيرات جديدة لمواطنيها في أوكرانيا، هزة دمرت مقومات واطر لوجستي وانسانية أربكت حركة الناس من الداخل الأوكراني خوفا من الحرب.
ذات الوقت، مع غليان الأجواء، في ترقب الانذار الأول، أبدى الرئيس الأوكراني "فولوديمير زيلينسكي" التصريحات ، الروتينية، كأنه يتذوق، ويقول:"إن بلاده مستعدة لأي تطور في الأحداث المتعلقة بالمنطقة"، وجاد بكل ذلك أبان زيارته لمنطقة خيرسون، حيث تجري وزارة الداخلية تدريبات تكتيكية بالقرب من الحدود الإدارية مع شبه جزيرة القرم، ووفقًا لما نقلته وكالة أنباء "يوكرينفورم" الأوكرانية، ولفت :"أولاً وقبل كل شيء، نتفهم جميعًا أن المفاجآت قد تأتي في أي وقت، ويجب أن نعتمد على قوتنا، نحن نتفهم أن مثل هذه الأشياء يمكن أن تحدث دون سابق إنذار، لذا فإن أهم ما في الأمر هو التأكد من أن نكون مستعدين لأي شيء".
.. كل ما يحدث، والأوكرانيين، لديهم مقدرة على صد الحرب، ومواجهة الجيش الروسي.. كيف ذلك يا جو بايدن؟.
.. الإعلان، أو التحذير الأميركي من قرقعة الحرب، ابادت الاستقرار ونشرت الخوف والتقرب و الذعر، في عديد مدن العالم التي قد تكون مسرحا لأجواء الحرب وويلاتها.
الرئاسة الفرنسية، في أقل من 18 ساعة من الإعلان الأميركي عن نذر الحرب، لفتت إلى تحرك دبلوماسي، وإن ماكرون وبوتين، بعد اتصال دام 105 دقائق، :"أعربوا عن رغبتهما في مواصلة الحوار" حول "سبل التقدم في تنفيذ اتفاق مينسك" في شرق أوكرانيا و"شروط الأمن والاستقرار في أوروبا".
.. عمليا، نضع قدرتنا، في الشرق، على مسرح الأحداث، قد نستطيع ترميم تداعيات أزمة، اذا بدأت، لن تنتهي،، انها الحرب يا سادة.