أخوية راسخة.. تطور العلاقات المصرية - الفرنسية في عهد الرئيس السيسي
توجه الرئيس عبد الفتاح السيسي، صباح اليوم الجمعة، إلى مدينة بريست الفرنسية، للمشاركة في قمة محيط واحد، والتي تأتي في إطار سلسلة قمم تعني بالموضوعات البيئية ينظمها الجانب الفرنسي بمبادرة من الرئيس إيمانويل ماكرون منذ عام 2017.
وتركز القمة هذا العام على الموضوعات ذات الصلة بالبحار والمحيطات، بما في ذلك الحفاظ على النظم الحيوية بها ومكافحة التلوث البحري بشتى أنواعه وعلاقة البحار والمحيطات بجهود مواجهة تغير المناخ، فضلا عن دعم مفهوم الاقتصاد الأزرق المستدام وحشد التمويل له.
ومن المقرر أن يعقد الرئيس السيسي مباحثات قمة مع الرئيس الفرنسي، لبحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية التي تشهد طفرة نوعية خلال الأعوام الأخيرة، بما يحقق المصالح المشتركة للدولتين والشعبين الصديقين، فضلًا عن مواصلة المشاورات والتنسيق المتبادل حول عدد من الملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
العلاقات الثنائية بين البلدين..
وتتميز العلاقات المصرية الفرنسية بالقوة والمتانة، وشهدت منذ تولى الرئيس السيسي طفرة هائلة وكبيرة على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
وتشهد العلاقات بين البلدين الصديقين حالة زخم بدأت منذ زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لباريس في شهر ديسمبر 2020، وأعقبها زيارة أخرى في شهر مايو الماضى، بالإضافة إلى التواصل المستمر والدائم بين الرئيسين السيسي و ايمانويل ماكرون والتنسيق المشترك في الملفات المختلفة .
وتميزت العلاقات المصرية الفرنسية بخصوصية، حيث ظلت طوال القرنين الماضيين مسيرة مفتوحة بين باريس والقاهرة، جعلت من العمل السياسي والدبلوماسي بين البلدين ركيزة مهمة من ركائز العلاقات الثنائية.
الزيارات المتبادلة بين البلدين..
فى عام 2015 شارك الرئيس الفرنسي بصفة ضيف شرف، في تدشين أعمال توسيع قناة السويس الجديدة .
فى إبريل عام 2016 أجرى الرئيس الفرنسي زيارة مصر.
وفى أكتوبر 2017 أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسي زيارة رسمية إلى باريس.
فى يناير 2019 أجرى الرئيس الفرنسي زيارة لمصر.
وفى 2020 قام الرئيس السيسي بزيارة الى فرنسا في نهاية العام الماضي، وتعد هذه الزيارة السادسة للرئيس السيسي إلى فرنسا، حيث يشارك في مؤتمر باريس لدعم المرحلة الانتقالية في السودان، وقمة تمويل الاقتصاديات الأفريقية.
العلاقات الاقتصادية بين البلدين..
وتعد فرنسا شريكا اقتصاديا بالغ الأهمية لمصر، كما تعد مصر أكثر إثارة للاهتمام بالنسبة للشركات الفرنسية كما تعزز في الفترة الأخيرة، خاصة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي .
وسجلت المبادلات التجارية بين فرنسا ومصر خلال الـ 9 أشهر الاولى من عام 2021 نحو مليار و 831 مليون دولار.
وتشمل أهم الصادرات المصرية إلى السوق الفرنسي، كلا من الخضراوات والنباتات والبذور الصالحة للأكل، والفاكهة والحمضيات والأسمدة والزيوت العطرية وأشغال الكروشيه، والملابس والنسيج، والألومنيوم، و بعض الآلات والأجهزة والمعدات الكهربائية.
فيما تضمنت أهم الواردات المصرية من السوق الفرنسية، الحبوب والمنتجات الكيميائية العضوية ومنتجات الصيدلة، وكذلك زيوت عطرية والمنتجات الكيميائية المتنوعة والألومنيوم ومصنوعاته والمفاعلات النووية، وآلات وأجهزة ومعدات كهربائية، أدوات وأجهزة للبصريات.
وتعتبر فرنسا أحد أهم الشركاء التجاريين لمصر كما تعد مصر ثالث أهم مستقبل للاستثمارات الفرنسية في المنطقة وتعمل في مصر نحو 140 شركة فرنسية في العديد من المجالات .
العلاقات العسكرية بين البلدين..
ترتبط العلاقات العسكرية الفرنسية المصرية بتاريخ البلدين فمنذ نهاية حملة نابليون بونابرت على مصر في عام 1798، استعان محمد علي باشا مؤسس الأسرة العلوية التي حكمت مصر حتى 1952، بضباط فرنسيين عندما أراد تأسيس جيش مصري حديث وبحرية مصرية حديثة.
وفي 1971، وبعد عودة العلاقات الدبلوماسية بين فرنسا ومصر بثمان سنوات، تم فتح بعثة عسكرية بسفارة فرنسا بالقاهرة، مع تعيين مقدم من القوات الجوية لملحق للقوات المسلحة الفرنسية في مصر.
كما شهدت الأعوام الثلاثة الأخيرة عقد عدد كبير من الصفقات العسكرية بين البلدين، خصوصا فيما يخص القوات الجوية والقوات البحرية.
ووقعت مصر في 2015 اتفاقية مع فرنسا لتسليم 24 طائرة رافال وفرقاطة متعددة المهام من طراز فريم، وفي العام 2016 تسلمت مصر من فرنسا حاملتي المروحيات جمال عبدالناصر وأنور السادات من طراز ميسترال، ومؤخرا أبرمت مصر اتفاقية لتوريد 30 طائرة طراز رافال، وجرى الاتفاق على تزويد البحرية المصرية بـ4 فرقاطات جونيد تم تصنيع 3 منها في مصر، وفي العام 2017 انضمت الفرقاطة المصرية الفرنسية الصنع الفاتح للأسطول البحري المصري.