صحيفة بريطانية ترصد جهود مصر في محاربة الإرهاب بالدول الإفريقية
أشادت صحيفة "العرب" البريطانية، بالجهود المصرية في مكافحة ومواجهة الإرهاب، مشيرة إلى أن مصر تقوم بدور نوعي في محاربة الإرهاب في إفريقيا، و وجود تنسيق مصري أفريقي متزايد لمواجهة الإرهاب والتطرف في إفريقيا لاسيما ومصر تمتلك الخبرة الكبيرة في مجال مكافحة الإرهاب.
وقالت الصحيفة أنه خلال زيارة الرئيس السنغالي ماكي سال إلى القاهرة، ناقش مع الرئيس عبد الفتاح السيسي خطر الإرهاب والتطرف المتصاعد في منطقة الساحل، ما أوحى بأن هناك رغبة في أن تلعب مصر دورا أكبر في محاربة الجماعات المتطرفة خاصة أن لها خبرة في ذلك بعد سنوات من مكافحة المتطرفين داخليا.
وأضافت أن قضية الإرهاب في إفريقيا أصبحت ظاهرة مرشحة للمزيد من التصاعد، وبعض الدول تريد الاستفادة من الخبرات المصرية المتراكمة في هذه القضية.
و أوضحت الصحيفة أن بعض القوى الدولية أخفقت في الحفاظ على مصالحها جيدا في أفريقيا وجاءت الحرب على الإرهاب لتضاعف المأزق، ففرنسا تواجه تحديات كبيرة وقررت سحب قواتها من مالي، والولايات المتحدة الأمريكية بدأت تظهر أمامها عقبات تتمثل في تضخم تنظيمي داعش والقاعدة في القارة السمراء، وزيادة مقاربات كل من روسيا وتركيا في كثير من الدول الإفريقية، وتكاد تتحول منطقة الساحل والصحراء إلى بؤرة جديدة للإرهاب.
الأجهزة الأمنية المصرية تمكنت من تقليص التهديدات الإرهابية في الداخل
بينما ظلت مصر تطالب المجتمع الدولي بالتعامل مع مكافحة الإرهاب كوحدة واحدة بدلا من التعامل معه بالقطعة وفضلت الحرب الشاملة، وانتقدت الانتقائية التي تتعامل بها بعض القوى الكبرى، وأدت في النهاية إلى تضخم الجماعات المتطرفة وتوظيفها بما يخدم مصالح هؤلاء، إلى أن بدأ السحر ينقلب على الساحر وتصبح بؤرة أفريقيا مرشحة للتوسع بما يهدد مصالح قوى كبرى.
وقالت الصحيفة أن الأجهزة الأمنية المصرية تمكنت من تقليص التهديدات الإرهابية في الداخل لأنها امتلكت الكثير من المفاتيح في المناطق التي يجري فيها طبخ تصوراتها في الخارج من خلال أذرعها التي تمددت في أوساطهم، وأدى العثور على كثير من الخرائط التي تكشف تحركات التنظيمات المتطرفة وتضم مصريين وعربا إلى تسهيل مهمة الأجهزة الأمنية في التتبع والملاحقة في منطقة الساحل والصحراء.
وأضافت أن مصر قامت ببدء تفعيل مركز مكافحة الإرهاب لتجمع دول الساحل والصحراء بالقاهرة في إطار جهودها لدعم قدرات الدول الأفريقية، وعلى هذا المنوال تطورت علاقاتها الأمنية مع دول مختلفة في القارة الأفريقية وتوثقت مع كثير من الدول الغربية التي لها مصالح في القارة أو معنية بمكافحة الإرهاب.
ومن جانبه قال رئيس جهاز الاستطلاعات الأسبق بالجيش المصري اللواء نصر سالم، إن وجود مركز قيادة لمكافحة الإرهاب في دول الساحل والصحراء على الأراضي المصرية، يعزز أدوار التعاون العسكري مع دول القارة، وهو ما ترتب عليه مضاعفة عمليات تدريب القوات وتقديم الدعم الفني والتقني للجيوش الأفريقية، موضحا أن هناك خارطة معلوماتية تتضمن خط سير التنظيمات الإرهابية وكيفية التعامل معها.
وأضاف في تصريح لـ"العرب" أن مصر تركز على التنسيق المعلوماتي الذي يغيب عن بعض الدول، وتقدم خبراتها في كيفية تطوير العمل الاستخباراتي باعتباره مقدمة للتعامل مع الأخطار الإرهابية، ما دفع العديد من دول القارة إلى طلب المساعدة والتعاون معها.